قال غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار، إن الأسمنت الأسود انتهى زمن استخدامه في ترميم الآثار من عقود طويلة جدا، قبل أن يتم تجريمه في الوقت الحالي، نظرا لنسب الأملاح العالية جدا فيه، وتأثيرها السلبي على بنيان الأثر بعد ذلك.
وأضاف «سنبل»، في تصريحات لـ«الشروق»، أن الوزارة لا تقر أي نوع من أنواع "المونة" المستخدمة في ترميم الآثار إلا بعد إخضاعها لمجموعة من التجارب والتحاليل والقياسات الفنية المتخصصة تشمل "المقاومة وتحمل الضغوط والأحمال"، وهو ما يجري الآن في عمليات ترميم معبد حورس في إدفو.
ونفى بشدة استخدام أي نوع من أنواع الإسمنت الأسود في ترميم معبد حورس، مضيفا أن ما يجري واقعيا هو إزالة الأسمنت الأسود لترميمات قام بها مرممون فرنسيون في وقت سابق، لم يكن تم تجريم استخدام المادة وقتها، وفي الوقت الحالي تستخدم الوزارة في ترميم الآثار مون "حديثة/قديمة" تتفق في تكويناتها الرئيسية من الجير والرمل والحمرة وتراب الفرن نظرا لتوفر نسبة عالية من "السيلكا به"، وتختلف في بعض الإضافات عليها من مكان لمكان آخر بحسب مادة الإنشاء سواء من الحجر الجيري أو الرملي أو الطوب الأحمر.
من جانبه، قال محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية، إن المواد المستخدمة في ترميم معبد حورس مواد مسموح بها في علم الترميم ولا تحمل أي أضرار على المعبد، كما تجري أعمال الترميم والصيانة بالمعبد تحت إشراف كامل لأخصائي الترميم ومفتشي الآثار بالمنطقة.
وأضاف «عفيفي»، أن تماثيل حورس الموجودة على يمين ويسار البوابة الرئيسية للمعبد والمشار إلى ترميمها الخاطئ ببعض مقاطع الفيديو المنتشرة مؤخراً، لم يتم ترميمها من الأساس حيث تم رفع هذه التماثيل أثناء تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد إدفو في المرحلة الأولى وإعادتهما إلى مكانهما الأصلي.
وأشار إلى أن الترميمات الموجودة بالجزء الذي يعلو قاعدة التمثال، واستكمال أجزاء كثيرة من جدران المعبد بمادة الأسمنت الأسود هي ترميمات قديمة قام بها المرممين الفرنسيين لم يكن محرم حينذاك استخدام هذه المادة في الترميم، لافتاً إلى أن كل أعمال الترميم الحديثة الموجودة بالمعبد الآن تتم بمايتناسب مع طبيعة الأثر وبما يحقق الأمان التام لها.
كانت تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام الأسمنت في ترميم معبد إدفو، لاقت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب صور ومقاطع فيديو تم تسجيلها في المعبد.