«وداعًا جوليا».. أول فيلم سوداني في مهرجان كان السينمائي - بوابة الشروق
الإثنين 1 يوليه 2024 11:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«وداعًا جوليا».. أول فيلم سوداني في مهرجان كان السينمائي

خالد محمود
نشر في: الخميس 13 أبريل 2023 - 10:20 م | آخر تحديث: الخميس 13 أبريل 2023 - 10:20 م
مخرج ومؤلف فيلم وداعا جوليا: فخور بالإنجاز التاريخي.. والفيلم دعوة للتصالح

أمجد أبو العلاء: عازمون على بناء صناعة سينما حقيقية في السودان.. وجذب الاحتفاء العالمي نحو أرض القصص المسكوت عنها

تسعى السينما السودانية لصناعة تاريخ جديد باختيار الفيلم الروائي "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني؛ وذلك حتى ينافس العمل الروائي الأول لمخرجه في مسابقة "نظرة ما"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي التي تجري فعالياتها في الفترة ما بين 16 إلى 27 مايو المقبل، ليصبح أول فيلم سوداني في تاريخ المهرجان الأعرق في العالم.

وينتمي الفيلم إلى الدراما الاجتماعية مع جانب تشويقي له طابع مستلهم من السينما الواقعية، يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التي لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل، وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم سواء الموسيقى أو طاقم العمل أو أسلوب التصوير.

فيما تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى "المرأة الشمالية"، التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي ثم تعين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.

ويشارك في بطولة "وداعًا جوليا" الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف، وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك، والممثل نزار جمعة، وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي.

كما أن الفيلم من تصوير بيير دي فيليرز الفائز بجائزة أفضل تصوير سينمائي في جوائز الفيلم الأوروبي عن الفيلم القصير Mthunzi، ومونتاج هبة عثمان الحاصلة على جائزة أفضل مونتاج من جمعية الفيلم المصري عن فيلم خارج الخدمة، كما نفذت مونتاج فيلم ستموت في العشرين للمخرج أمجد أبو العلاء وفيلم المرهقون للمخرج عمرو جمال، وهندسة صوت رنا عيد التي شاركت في عدة أعمال مهمة من بينها القضية رقم 23 وستموت في العشرين.

كما أن العمل من تصميم أزياء محمد المر الذي ترك بصمته على مجال الأزياء السوداني وصناعة الأفلام من خلال المشاركة في فيلمين هما ستموت في العشرين والفيلم القصير الست.

وعبر محمد كردفاني مخرج الفيلم ومؤلفه عن سعادته بالإنجاز التاريخي قائلًا: "أعتبر وداعًا جوليا دعوة للتصالح كما يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب، أنا متحمس للغاية وفخور بجميع أفراد طاقم العمل والتمثيل بسبب هذا الإنجاز التاريخي، كوني جزء من أول عمل سوداني يقع عليه اختيار مهرجان كان في التاريخ لأمر يثلج الصدر كما إنه أمر واعد جدًا بالنسبة للموجة الجديدة في صناعة السينما".

وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020، لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين.

وعلق أمجد أبو العلاء: "إنها لحظة تاريخية لنا وللسينما السودانية، إنه ليسعدني ويشرفني أن أنتج مثل هذا الفيلم للمخرج الموهوب محمد كردفاني، لقد أسرتني قصته ورؤيته الفنية منذ اللحظة الأولى".

وأضاف: "بعد نجاح فيلم ستموت في العشرين، أصبح هدفي هو دفع السينما السودانية إلى حافة النجاح عبر إنتاج أفلام لمخرجين سودانيين آخرين، ونحن عازمون على بناء صناعة سينما حقيقية في السودان وجذب الاحتفاء العالمي نحو أرض القصص المسكوت عنها".

كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز، وكان الثنائي قد تعاونا مؤخرًا في إنتاج الفيلم اليمني المرهقون للمخرج عمرو جمال، الذي حصل على عرضه العالمي في مهرجان برلين السينمائي الدولي ضمن قسم بانوراما؛ ليصبح أول فيلم يمني يُعرض في مهرجان برلين، وفاز بجائزة منظمة العفو الدولية ونال ثاني أعلى نسبة تصويت في جائزة الجمهور.

كما أن الفيلم إنتاج مشترك بين عدد كبير من الدول، إذ يشارك أيضًا في الإنتاج باهو بخش (مصر) وصفي الدين محمود (مصر)، وخالد عوض (السودان)، ومايكل هيندريكس (Die Gesellschaft DGS) (ألمانيا)، ومارك إرمر (Dolce Vita Films) (فرنسا)، وإسراء الكوقلي هاجستروم (السويد)، وفيصل بالطيور (السعودية)، ومحمد كردفاني (السودان)، وعلي العربي (مصر)، وأدهم الشريف (مصر).

في حين تتولى ماد سوليوشنز، مهام توزيع الفيلم عالميًا، ويقول الشريكان المؤسسان للشركة علاء كركوتي وماهر دياب، عن اختيار وداعًا جوليا في المهرجان: "تنتفض السينما السودانية أخيرًا في هذه اللحظة مدفوعة بجيل جديد من صناع الأفلام المجددين الذين في حوزتهم قصص يجب أن يسردوها في الحال".

وأضافا: "نؤمن أن وداعًا جوليا سيخاطب العالم أجمع، فبينما يتحدث الفيلم عن مجتمع بعينه، فإن مبادئه الجوهرية، تشمل العالم بأكمله، وهي العلامة المميزة للتجربة السينمائية الهائلة"، كما وصفا الفيلم بأنه "نقطة تحول في تاريخ صناعة الأفلام السودانية".

ويأتي ذلك في أعقاب الدعم الذي قدمته MAD، في ملتقى القاهرة السينمائي لمشروعي فيلمين سودانيين آخرين هما ملكة القطن للمخرجة سوزانا ميرغني، والسراج والعتمة للمخرج المهدي طيب.

وأضافت ميريام دغيدي مديرة الاستحواذ في ماد سوليوشنز: "هدفنا تسليط الضوء على القصص التي لا يعرف عنها الجمهور العالمي شيئًا وبناء جسور ثقافية واجتماعية تربط العالم العربي بباقي الكرة الأرضية، ويروي فيلم وداعًا جوليا قصة معتدي يسعى حثيثًا للتصالح مع من أساء لهم، وهذا السعي إلى الخلاص ليس مدفوعًا بالاستقامة الذاتية أو الإجبار، ولكنه الإلزام الأخلاقي لمواجهة أخطائنا وبذل جهد واع في التصرف بصورة أفضل بعبارة أخرى، إن الفيلم عبارة عن قصة إنسانية لها أبعاد عالمية".

وكان مشروع الفيلم قد شارك في ورش وأسواق إنتاج مشترك عالمية ومن بينها EAVE، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وCiniphilia Bound في مهرجان كان السينمائي، وورشة Follow the Nile لروبرت بوش، وسوق مهرجان ديربان السينمائي بجنوب إفريقيا.

كما تلقى العمل دعمًا من مهرجان البحر الأحمر ومؤسسة آفاق، وفاز مشروع الفيلم بالعديد من الجوائز ففي منطلق الجونة السينمائي حصل على عدة جوائز هي أفضل مشروع في مرحلة التطوير بقيمة 15 ألف دولار أمريكي، وشهادة منصة الجونة السينمائية وجائزة نيو سينشري بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي وجائزة ضمان توزيع من MAD Solutions بقيمة 30 ألف دولار أمريكي وجائزة IEFTA.

وفي منتدى سوق مالمو فاز الفيلم بجائزة منظمة الفيلم السويدي النقدية وقدرها 150 ألف كرون سويدي، كما شارك المخرج محمد كردفاني، والمنتج أمجد أبو العلاء بالمشروع في برنامج Global Media Makers، الذي تنظمه Film independent في لوس انجلوس، كما فاز بمسابقة الترويج في مهرجان إسبينهو للمخرجين الجدد والأفلام الجدد.

محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام 2017، وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وجائزة أرنون بيلافيت بيلليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان.

عُرض فيلمه القصير سجن الكجر، خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة في عام 2021 أسس استديوهات كلزيوم للانتاج بالخرطوم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك