ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الهجوم المضاد الأوكراني المخطط له ضد روسيا خيم بظلاله على الحديث عن تسوية تفاوضية محتملة في الصراع، لكن يقول بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، إن المرحلة التالية من الحرب قد تخلق زخما للدبلوماسية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، من غير المعروف كيف سيحدد المسؤولون نجاح الهجوم المضاد، الذي قد يستمر لعدة أشهر، أو كيف قد تؤثر نتائجه على نهجهم.

وتختلف الآراء على نطاق واسع بين الاستراتيجيين العسكريين حول ما إذا كان من المرجح أن تستعيد أوكرانيا أراضيها بعد أكثر من عام من الحرب.

وذكرت "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر أي مؤشر على رغبته في تقديم تنازلات أو الانخراط في حوار هادف.

وأشارت إلى أن المسئولين الأمريكيين يظلوا قلقون من أي دعوات لوقف فوري لإطلاق النار أو محادثات سلام، لاسيما الدعوات التي تخرج عن الصين.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن بكين مستمرة في محاولتها للعب دور صانع السلام، بالرغم من تحالفها الاستراتيجي الواضح مع روسيا".

وتابعت أن وزير الخارجية الصيني تشين قانج أجرى جولة بشتى أنحاء أوروبا هذا الأسبوع لمحاولة تسويق الفكرة القائلة بأن الصين يمكنها رعاية المفاوضات، مشيرة إلى أن "بعض المسؤولين الأوروبيين الذين اجتمعوا مع تشين أعربوا عن شكوكهم".

وفي واشنطن، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظرائه من بريطانيا وإسبانيا لتعزيز الالتزامات بشأن المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وإرسال رسالة مفادها أن المكاسب في ساحة المعركة هي الأولوية.

وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إن الأوكرانيين "لديهم ما يحتاجون إليهم لمواصلة النجاح في استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا بالقوة على مدار الـ14 شهرا الماضية".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن كليفرلي، مثل بلينكن، لم يذكر الدبلوماسية مع روسيا على الإطلاق، وبدلا من ذلك ركز على المساعدات العسكرية، قائلا: "نحتاج مواصلة دعمهم، بغض النظر عما إذا كان الهجوم القادم سيسفر عن مكاسب ضخمة بساحة المعركة، لأنه حتى حل هذا الصراع وحله كما يجب، لم ينته الأمر".

ويقول القادة الأوكرانيون أيضًا إنهم لن يوافقوا على محادثات حتى دفع القوات الروسية للانسحاب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون أمريكيون، القول إن مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن يستكشفون نهايات محتملة، حيث يحاولون تحديد النتيجة التي يمكن أن تكون مقبولة لكل من كييف وموسكو إذا بدأت محادثات سلام حقيقية.

ويقول مساعدو بايدن ومسئولون أوروبيون إن أفضل أمل لديهم هو أن تحقق أوكرانيا مكاسب كبيرة خلال الهجوم المضاد، مما سيعطيها نفوذ أكبر في أي مفاوضات.

ويقول مسئولون أمريكيون إن معظم الأوكرانيين ليس لديهم رغبة كبيرة في التسوية مع الروس. ويخشى المسؤولون الأمريكيون إنه حتى إذا تكبد الجيش الروسي مزيدا من الانتكاسات هذا الصيف، ربما لايزال بوتين يعتقد أنه يمكنه الفوز بحرب استنزاف.

وقال مسئول أمريكي رفيع آخر إنه بغض النظر عن النجاح الذي تحققه أوكرانيا، يمكن للرئيس الروسي ببساطة أن يأمر بتعبئة أوسع نطاقا لإعادة بناء بعض من قوته العسكرية.