مناسك (7).. جمرة العقبة الكبرى سنة الأنبياء لإذلال كيد الشيطان - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 3:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مناسك (7).. جمرة العقبة الكبرى سنة الأنبياء لإذلال كيد الشيطان

محمد حسين
نشر في: الخميس 13 يونيو 2024 - 11:07 ص | آخر تحديث: الخميس 13 يونيو 2024 - 11:07 ص

يتميز شهر ذي الحجة بخصوصية عن باقي أشهر العام الهجري، حيث إنه يضم أحد أبرز أركان الإسلام وهو فريضة الحج، والتي يسرها الله -تعالى- فلا تعد فرضًا إلا على المستطيع والمقتدر بالمال والطاقة البدنية.

والحج ركن من أركان الإسلام، وفُرض على النبي إبراهيم -عليه السلام- كما جاء في القرآن الكريم: "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت"، وبعد إقامة القواعد وتطهير البيت الحرام، كان الأمر الرباني لنبيه إبراهيم أن يدعو البشر من كل بقاع الأرض لحج بيت الله، ومنذ ذلك النداء ومكة المكرمة مجتمع العرب والمسلمين للحج في كل عام.

ويلزم لصحة الحج مجموعة من الشروط والأركان تعرف بالمناسك، وورد ذكرها في سورة البقرة في الآية الكريمة: "فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"، وانطلاقا من تلك الآية نستعرض في حلقات مسلسلة واجبات الحج وأحكامه الحلقة السابعة..

تحدثنا في الحلقة السابقة عن الوقوف بعرفات الذي يمثل ركن الحج الأعظم، ويقع عرفات على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كيلومترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلومترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومتر مربع.

وفي عرفة جبلها المشهور، وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صل الله عليه وسلم :"وقفت ها هنا بعرفة وعرفة كلها موقف".

ونستكمل مع المناسك التي تلي يوم عرفة، برمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى المبارك والتي تبدأ بجمرة العقبة الكبرى.

- ما معنى الجمرة؟

وسميت أماكن الرمي الثلاثة جمرات، نسبة للحصى الذي ترمى بها، فالجمرات تعني الحصى الصغار، وموضع الجمارِ بِمِنًى سمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمى بالجِمارِ "الحصى"، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع"، وذلك فقا لتقرير لصحيفة سبق السعودية.

- سنة آدم وإبراهيم

تكمل الصحيفة السعودية: "ما ورد في قصة آدم مع إبليس، إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه"، وفي الأثر لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، رماه بـ7 حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بـ7 حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بـ7 حصيات حتى ساخ في الأرض، ولهذا يظهر حكمة الاكتفاء في اليوم الأول بالعقبة حملاً لفعله مع آدم في هذا المقام، وفي الأيام الثلاثة تبعًا لإبراهيم، حيث وسوس له إبليس في المواضع الثلاثة، وبهذا يتضح وجه تكرير الجمرات في الأيام الثلاثة".

-ما سبب تسمية العقبة الكبرى؟

وسميت الجمرة الكبرى جمرة "العقبة" لأنها كانت في أصل جبل والممر الضيق الوعر في الجبل يطلق عليه عقبة، جاء في معاجم اللغة "العقبة: الطريق الوعر في الجبل والجمع عقب، وعقاب، وعقبات"، فسميت جمرة العقبة نسبة لمكانها، وكان الحجاج قديمًا يصعدون على الجبل ويرمونها أسفل الجبل، ولكن الجبل الملاصق لها أزيل في الوقت الحالي.

-جسر الجمرات.. مشروع عملاق لتيسير مناسك الحج

أسهم جسر الجمرات في تسهيل أداء حجاج بيت الله الحرام لشعيرة رمي الجمرات، بفضل تصميمه الهندسي، الذي يمكّن من استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج في وقت واحد، وهو أحد المشاريع الضخمة التي نفّذتها الحكومة السعودية للإسهام في أداء ملايين الحجاج نسكهم في راحة وطمأنينة بتكلفة تجاوزت 1.120 مليار دولار.

ويعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر مِنى وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة وبطول 950 متراً وعرض 80 مترا،ً وصُمم على أن تكون أساساته قادرة على تحمل 12 طابقاً، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج، بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 متراً.

وزوُّدت منطقة الجمرات بالمظلات العلوية ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وعدد من السلالم المتحركة، وكاميرات للمتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.

كما جرى تجهيز كاميرات ثابتة على طول المسارات المؤدية للمشاعر، وكاميرات أخرى متحركة يتحكم بها فريق خاص بغرفة مستقلة لمتابعة حركة المشاة لتوزيع حركتهم بتوازن وتعديل معدل التدفقات، بما يتفق مع الخطط العامة لخدمة الحجيج وتنقلاتهم في المناسك، حيث تمتد شبكة الكاميرات ابتداءً من نهاية مزدلفة وحتى ساحات الجمرات بما في ذلك مراقبة الحركة داخل مختلف أدوار منشأة الجمرات ومنحدراتها ومخارجها.

وتأتي شاشات البث التلفزيوني الإرشادي في ساحات منطقة الجمرات ضمن الخدمات المساندة، عبر لوحات ضخمة عند مخيمات الحجاج وأماكن وجودهم.

وفي إطار مشروع الجمرات الضخم يأتي مشروع التسمية والترقيم الحديث لعدد من المواقع والأماكن في المشاعر التي تؤدي مهام الإرشاد والتوجيه للحجاج وتوزعت اللوحات المضاءة بعدة لغات.

وتعددت مواقع السلالم الثابتة والمتحركة في أنحاء منطقة الجمرات لتسهيل وصول الحجيج، بين شارع ريع صدقي وشارع الملك عبدالعزيز بمِنى، من شأنها تسهيل عملية انتقال المشاة بين شارع ريع صدقي عند نهايته قبل اتصاله بساحة الجمرات إلى شارع الملك عبدالعزيز، وتسهيل وصول الحجاج إلى المستوى الخامس، والعودة منه دون المرور عبر الساحات المحيطة بالجمرات.

وكان جسر الجمرات قد شهد منذ إنشائه عام 1974 عدداً من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.

وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 من خلال تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.

وفي العام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى، إضافةً إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 متراً وبطول 520 متراً وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متراً بطول 300 متر وإنشاء 5 أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية، حيث بلغت مساحته الإجمالية 57 ألف متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، إذ أُجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه، أعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص، وإنشاء مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حال التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الإرشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.

ومع تزايد عدد الحجاج عاماً بعد آخر تقرر هدم الجسر بعد أداء مناسك حج عام 2006 واستبدال بناء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار به، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك