طالبان تسيطر على نصف عواصم الولايات.. ماذا يحدث في أفغانستان؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طالبان تسيطر على نصف عواصم الولايات.. ماذا يحدث في أفغانستان؟

وكالات:
نشر في: الجمعة 13 أغسطس 2021 - 12:01 م | آخر تحديث: الجمعة 13 أغسطس 2021 - 12:01 م
- أمريكا وبريطانيا ترسلان آلاف الجنود إلى كابول لإجلاء دبلوماسيين ورعايا.. ومجلس الأمن يبحث فرض عقوبات جديدة على الحركة
- وزير الدفاع البريطاني يحذر من حرب أهلية وعودة تنظيم القاعدة.. وبرلماني إيطالي يطالب بتحرك دولي لمنع حدوث كارثة

واصلت حركة طالبان تقدمها في أفغانستان، اليوم الجمعة، وباتت تفرض سيطرتها على حوالي نصف عواصم ولايات أفغانستان البالغ عددها الإجمالي 34 ولاية، بينما قررت الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء رعاياهما ودبلوماسييهما بسرعة في مواجهة الخطر الذي يهدد العاصمة كابول.

وسيطر عناصر الحركة على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد بعد ساعات قليلة على سقوط قندهار ثاني أكبر مدن البلاد والواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الشرق من هلمند.

وصرح مسؤول أمني كبير لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه "تم اخلاء لشكركاه. قرروا وقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة لإتاحة خروج" عناصر الجيش والمسؤولين الإداريين.

وسيطرت طالبان من دون أن تواجه مقاومة على شجشران عاصمة ولاية جور في الوسط. وقد صارت عواصم نصف الولايات تقريبا تحت سلطتها بعدما سقطت كلها خلال ثمانية أيام.

وأصبح الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها تحت سيطرة مقاتلي الحركة. وكابول ومزار شريف كبرى مدن الشمال، وجلال أباد (شرق) هي المدن الكبرى الثلاث الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة الأفغانية.

إلى ذلك، قررت الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء رعايا ودبلوماسيين من أفغانستان مع اقتراب حركة طالبان من العاصمة كابول التي ستنشر واشنطن آلاف الجنود في مطارها الدولي لهذا الهدف، مؤكدة أن هذه الخطوة "ليست التزاماً عسكرياً جديداً" و"لا رسالة" إلى الحركة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنها سترسل 3 آلاف جندي إضافي أمريكي في مهمة مؤقتة إلى أفغانستان، للمساهمة في تأمين سحب أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية من السفارة في كابول.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، أن أول دفعة من القوات ستصل في غضون 24 أو 48 ساعة، مشيراً إلى أن الجيش الأمريكي سينقل الدبلوماسيين من السفارة إلى مطار كابول جواً.

وتابع أن الولايات المتحدة ستنقل ألف موظف إلى قطر لتسريع النظر في طلبات تأشيرات الهجرة للأفغان.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن "تسارع الهجمات العسكرية لطالبان وتصاعد العنف وعدم الاستقرار الناتج عن ذلك في كل أنحاء أفغانستان يثيران قلقاً"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح برايس أنه "نتيجة ذلك نزيد من تقليص وجودنا الدبلوماسي في كابول في ضوء التطورات الأمنية"، مشيراً إلى إجلاء جزء من الدبلوماسيين الأمريكيين "في الأسابيع المقبلة".

وتابع أنه "من أجل تسهيل هذا الخفض، ستنشر وزارة الدفاع بشكل مؤقت قوات إضافية في المطار الدولي"، على الرغم من الانسحاب المستمر من أفغانستان.

وذكر برايس أن الحكومة الأمريكية بدأت إعادة جزء من العاملين في كابول في أبريل عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان الذي يفترض أن ينتهي في نهاية الشهر الجاري.

إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أمس الخميس، محادثات هاتفية مع الرئيس الأفغاني أشرف غني لبحث تطورات الأوضاع في بلاده وتقدم حركة طالبان.

وجاء في بيان للخارجية الأمريكية، أن بلينكن وأوستن تحدثا مع الرئيس غني للتشديد على أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بأمن واستقرار أفغانستان في مواجهة العنف الذي تقوم به طالبان.

ووفقاً للبيان، أبلغ الوزيران الرئيس الأفغاني "أن الولايات المتحدة تقلل من وجودها المدني في كابول في ضوء الوضع الأمني المتطور"، كما شددا على أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان.

وفي نيويورك، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي يناقش مسودة بيان تندد بهجمات حركة طالبان على مدن وبلدات فيما تسبب في خسائر في صفوف المدنيين، وتهدد بفرض عقوبات بسبب انتهاكات وأعمال تهدد السلم والاستقرار في أفغانستان.

ويتعين أن يوافق أعضاء المجلس الـ15 جميعاً على البيان الرسمي، الذي أعدت مسودته إستونيا والنرويج.

وتؤكد المسودة أيضاً "بقوة أن إمارة أفغانستان الإسلامية غير معترف بها في الأمم المتحدة وتعلن أنه (المجلس) لا ولن يدعم إقامة أي حكومة في أفغانستان يتم فرضها بالقوة العسكرية، أو عودة إمارة أفغانستان الإسلامية"، وفقا لوكالة رويترز.

وتقول المسودة: "يندد مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة بالهجمات المسلحة لقوات طالبان على مدن وبلدات في أنحاء أفغانستان، فيما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين".

وتؤكد المسودة أيضاً أن المجلس مستعد "لفرض عقوبات إضافية على المسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان، أو انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بمن فيهم الضالعون في هجمات استهدفت مدنيين، وعلى الأفراد أو الكيانات المشاركين في أو الداعمين لأعمال تهدد السلم أو الاستقرار أو الأمن".

في سياق متصل، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن بلاده سترسل مئات العسكريين إلى أفغانستان لمساعدة الرعايا البريطانيين والمترجمين المحليين على مغادرة أفغانستان في ظل تدهور الوضع الأمني هناك.

وقال والاس لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية إنه قلق من أن تكون أفغانستان في طريقها لأن تصبح دولة فاشلة وأرضاً خصبة لجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، محذراً من عودة التنظيم.

وأضاف أن أفغانستان تتجه لحرب أهلية وعلى الغرب أن يتفهم أن طالبان ليست كياناً واحداً، وإنما هي مسمى لعدد كبير من المصالح المتنافسة.

وتابع والاس: "اكتشفت بريطانيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أنها (أفغانستان) دولة يقودها أمراء الحرب وتقودها أقاليم وقبائل مختلفة، وما لم تكن حذرا جدا سينتهي بك الأمر إلى حرب أهلية، وأعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية".

وفي روما، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الايطالي، بييرو فاسينو، أمس الخميس، أن إمكانية عودة حركة طالبان إلى سدة السلطة في أفغانستان ستمثل ذكرى حزينة لهجمات 11 سبتمبر 2001، حيث يشهد الشهر المقبل مرور 20 عاماً علي تلك الهجمات الإرهابية.

وشدد فاسينو في تصريح لمجموعة (آدنكرونوس) الاعلامية على أنه "يتعين على المجتمع الدولي، والولايات المتحدة في المقام الأول، عدم الاستسلام لانتصار (محتمل) لحركة طالبان. وعلى الرغم من أن السيناريو يبدو محسوما إلى حد ما، إلا أنه ينبغي التحرك على الأقل لمنع حدوث نتيجة كارثية"، بحسب وكالة "آكي" الإيطالية.

وحول التقدم السريع لعناصر حركة طالبان وسيطرتهم على عواصم 10 ولايات واقترابهم من العاصمة، قال فاسينو إن "ما يحدث الآن كان متوقعًا إلى حد كبير، بالنظر إلى أن المخابرات الأمريكية تنبأت بسقوط كابول. ويتساءل المرء ما الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ قرار الانسحاب وهي على علم بالمأساة التي ستقع".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك