تمكن الديمقراطيون من الحفاظ على سيطرتهم على مجلس الشيوخ الأمريكي بعد احتفاظ السيناتور الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو بمقعدها في المجلس عن ولاية نيفادا مما يمنح الرئيس الأمريكي جو بايدن نصرا كبيرا. جاء ذلك فيما عبر بايدن عن سعادته بنتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وقال بايدن إنه مسرور جدا بنتيجة انتخابات التجديد النصفى التى جرت الثلاثاء الماضى.
وأضاف بايدن فى حديثه إلى الصحفيين فى كمبوديا قبل قمة شرق آسيا أن تركيزه ينصب على انتخابات مجلس الشيوخ فى ولاية جورجيا، وفقا لوكالة «رويترز».

ومع ذلك، لا يزال الجمهوريون قريبين من انتزاع السيطرة على مجلس النواب مع مواصلة المسئولين فرز الأصوات فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى جرت الثلاثاء الماضى.
وفازت كورتيز ماستو بفارق بسيط على منافسها الجمهورى آدم لاكسالت الذى كان يحظى بدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.

وغردت العضوة الديمقراطية بمجلس الشيوخ كاثرين كورتيز ماستو أمس، على موقع التدوينات القصيرة «تويتر« بعد إعادة انتخابها عن ولاية نيفادا عضوة لمجلس الشيوخ قائلة: «شكرا نيفادا».
وبفوزها بمقعد نيفادا فى مجلس الشيوخ، ضمنت كاثرين كورتيز سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، إذ باتوا يسيطرون الآن على 50 من مقاعد المجلس المئة. بالإضافة إلى الصوت المرجح لرئيسة المجلس كمالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي التي تملك الحق في التصويت في حال تساوي الأصوات بين الحزبين، أن ترجح كفة الديمقراطيين.

وأفادت شبكة «إن بى سى» الأمريكية، بأن ماستو فازت بـ48,7% من أصوات الناخبين بعد فرز 96٪؜ من أصوات الولاية فيما حصل منافسها الجمهورى آدم لاكسالت على 48.2%.
ويملك الديمقراطيون السيطرة رغم حصولهم على 50 مقعدا فقط، إذ إنه فى حالة انقسام الأصوات بين الحزبين 50 ــ 50 فى التصويت على مشاريع القوانين، يمكن لنائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس استعمال صوتها فى المجلس لكسر التعادل لصالح حزبها.

ويذكر أن نائب الرئيس الأمريكى هو أيضا رئيس مجلس الشيوخ، وهذا هو سبب منحه صوتا فى المجلس.

من جهته، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر فى مؤتمر صحفى «أظهرت أمريكا أننا نؤمن بديمقراطيتنا، وأن جذور الديمقراطية عميقة وقوية».
ومجلس الشيوخ منقسم حاليا مناصفة بين الديمقراطيين والجمهوريين. وسيؤدى مجلس الشيوخ المنتخب حديثا اليمين فى الثالث من يناير.

ويعنى استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ أنهم سيظلون قادرين على الموافقة على مرشحى بايدن مثل القضاة الاتحاديين.

وإذا فاز السناتور الديمقراطى رافائيل وارنوك فى انتخابات الإعادة بولاية جورجيا فى السادس من ديسمبر على منافسه الجمهورى هيرشل والكر فإن ذلك سيزيد أغلبية الديمقراطيين إلى 51 مقابل 49 للجمهوريين. وهذا بدوره سيعطى الديمقراطيين ميزة إضافية فى إقرار العدد المحدود من مشاريع القوانين التى يُسمح بإجازتها بأغلبية بسيطة من الأصوات بدلا من الستين صوتا اللازمة لمعظم التشريعات.

وقد يستغرق الأمر عدة أيام أو أكثر قبل أن تُعرف نتيجة عدد كاف من سباقات مجلس النواب لتحديد الحزب الذى سيحصل على الأغلبية فى المجلس المكون من 435 مقعدا. ويواصل الجمهوريون تقدمهم، لكن لم تحسم بعد نتائج العديد من المقاعد، ومنها فى ولاية كاليفورنيا ذات الميول الليبرالية.

وتعهد الجمهوريون فى مجلس النواب، فى حال فوزهم، بمحاولة العدول عن الانتصارات التى حققها بايدن فى مكافحة تغير المناخ ويريدون إدامة سلسلة تخفيضات ضريبية لعام 2017 بصدد انقضاء أجلها. كما يخططون لإجراء تحقيقات فى أنشطة إدارة بايدن وأخرى مع نجل الرئيس، الذى كان له تعاملات تجارية مع أوكرانيا والصين.

إلى ذلك، اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب، السلطات فى مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا بالضلوع فى «عملية احتيال وتزوير انتخابى»، ودعا إلى «إعادة عملية الانتخاب»، بعد خسارة المرشح الذى يحظى بتأييده لعضوية مجلس الشيوخ الجمهورى بليك ماسترز أمام السيناتور الديمقراطى مارك كيلى فى انتخابات التجديد النصفى.

وأعلنت 3 شبكات تلفزيونية إعادة انتخاب السيناتور الديمقراطى مارك كيلى عن ولاية أريزونا، فى حين لم يعترف منافسه بليك ماسترز بهزيمته على الفور.

كما أعرب ترامب، عن شعوره بالإحباط بسبب عدم تلقيه «الثناء والتهنئة» الكافية على ما اعتبره «نجاحا كبيرا» فى أعقاب انتخابات التجديد النصفى.

وقال ترامب فى منشور على منصته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال»: «لقد حققت نجاحا كبيرًا فى التأييد، وأعتقد أنه نجاحا لم يحققه أحد من قبل، سواء بالنسبة للترشيحات الجمهورية أو الانتخابات العامة نفسها». وأضاف: «بالرغم من ذلك ما زلت أتلقى انتقادات من الجهات التى تنشر معلومات زائفة، لكن نادرا ما أتلقى كلمة تهنئة أو ثناء». وتابع: «هذا هو الحال دائما»، وفقا لمجلة «نيوز ويك» الأمريكية.

من جانبها، رأت شبكة «سى.إن.بى.سى» الأمريكية، أمس، أن نتائج انتخابات التجديد النصفى وضعت ترامب فى موقف دفاعى قبل أيام فقط من موعده المقرر لإصدار «إعلان كبير جدا» غدا، من المتوقع أن يكون إعلان ترشحه رسميا لخوض انتخابات الرئاسة فى 2024.