قوات «بيث نهرين».. مسيحيات يحملن السلاح ضد الإرهابيين - بوابة الشروق
الجمعة 25 أكتوبر 2024 1:24 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قوات «بيث نهرين».. مسيحيات يحملن السلاح ضد الإرهابيين

قوات «بيث نهرين».. مسيحيات يحملن السلاح ضد الإرهابيين
قوات «بيث نهرين».. مسيحيات يحملن السلاح ضد الإرهابيين
الحسكة / سوريا - الفرنسية
نشر في: الأحد 13 ديسمبر 2015 - 2:09 م | آخر تحديث: الأحد 13 ديسمبر 2015 - 2:09 م

سيدات وفتيات سريانيات يتلقين تدريبًا عسكريًا فى سوريا ويحملن السلاح للدفاع عن «الهوية والوطن»
تركت بابيلونيا طفليها الصغيرين ليمار وجابريلا ومهنتها كمصففة شعر لتلتحق مع نساء أخريات بكتيبة مسيحية سريانية ينتشر عناصرها على عدد من خطوط القتال ضد تنظيم «داعش»، فى محافظة الحسكة فى شمال غرب سوريا.

وتقول هذه السيدة (36 عاما) القوية البنية بلباسها العسكرى المرقط لوكالة الصحافة الفرنسية: «اشتاق لطفلىّ ليمار (تسع سنوات) وجابرييلا (ست سنوات)، وأفكر دائما أنهما يعانيان من الجوع والعطش والبرد، لكننى أشرح لهما أننى مقاتلة لأحمى مستقبلهما».

بابيلونيا هى واحدة من السيدات والفتيات السريانيات اللواتى التحقن بكتيبة نسائية تضم عشرات المقاتلات السريانيات، وتخرجت الدفعة الأولى منهن فى أغسطس 2015 فى مدينة القحطانية فى محافظة الحسكة، حيث تقيم بابيلونيا منذ تسع سنوات.

وتحمل هذه الكتيبة اسم «قوات حماية نساء بيث نهرين»، وهى تسمية تاريخية باللغة السريانية تعنى بلاد الرافدين، فى اشارة إلى المناطق التى تتحدر منها الأقلية السريانية حول نهرى دجلة والفرات.

وتضيف بابيلونيا بنظرة ثاقبة وهى تحمل سلاحها «أنا مسيحية مؤمنة وتفكيرى بطفلىّ يزيدنى قوة وتصميما على مواجهة داعش».

وقبل انضمامها إلى صفوف المقاتلات السريانيات، عملت بابيلونيا كمصففة شعر، لكنها قررت أن تصبح مقاتلة بتشجيع من زوجها المقاتل هو ايضا، وبهدف «تبديد فكرة أن المرأة السريانية تجيد الأعمال المنزلية والتبرج فقط»، على حد تعبيرها.

وبالإضافة إلى بابيلونيا، تركت لوسيا (18 عاما) العازبة والخجولة، دراستها لتنضم على غرار شقيقتها إلى صفوف المقاتلات السريانيات برغم اعتراض والدتها.

وتقول وهى تلف رأسها بوشاح عسكرى، وحول عنقها قلادة تحمل صليبا خشبيا وأيقونة «سلاحى هو الكلاشنيكوف ولدى معرفة بسيطة فى التقنيص». وتضيف: «شاركت فى معركة بلدة الهول للمرة الأولى لكن نقطتى لم تتعرض للهجوم من قبل عناصر تنظيم (داعش)».

ويعد السريان إحدى جماعات الكنيسة المشرقية والتى تتكلم وتصلى باللغة الآرامية. وغالبية السريان هم من الأرثوذكس أو اليعقوبيين، فيما أقلية منهم من الكاثوليك الذين تبعوا روما فى القرن الثامن عشر. ويتواجد السريان حاليا فى لبنان والعراق وسوريا وحتى فى الهند.

وكانت أولى مشاركة المقاتلات السريانيات على جبهات القتال إلى جانب «وحدات حماية المرأة الكردية» فى الريف الجنوبى الشرقى لمحافظة الحسكة فى إطار الحملة العسكرية التى قادتها «قوات سوريا الديموقراطية» وتمكنت خلالها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع بعد طرد تنظيم «داعش» منها، وأبرزها بلدة الهول قبل شهر.

وتقول أورميا (18 عاما)، التى انضمت قبل خمسة أشهر إلى صفوف المقاتلات، وشاركت فى القتال فى جبهة الهول، «خفت من أصوات المدافع فى البداية لكن الخوف تلاشى بعد لحظات. كم أتمنى أن أكون فى مقدمة المشاركين فى القتال ضد الإرهابيين».

ووفق الوكالة الفرنسية، تتلقى المقاتلات تدريباتهن فى أكاديمية عبارة عن طاحونة قديمة، تم تأهيلها فى ريف مدينة القحطانية لتتحول إلى معسكر تدريبى.

وتخضع المقاتلات قبل انضمامهن إلى الكتيبة لتدريبات عسكرية ورياضية وأكاديمية، تبدأ صبيحة كل يوم بحصة رياضية هدفها تقوية البنية الجسدية للمقاتلات مرورا بتمرين على كيفية استخدام السلاح، ومحاضرات فكرية تتناول اللغة السريانية وتاريخ السريان ودور المرأة. ولا يزال عناصرها فى مرحلة التدريب ويملكن القليل من التجربة لأنها حديثة التشكيل. وتنحصر مهام المقاتلات فى حماية القرى والمناطق ذات الغالبية المسيحية فى الحسكة.

وتوضح ثبيرثا سمير (24 عاما) التى تشغل «منصبا قياديا فى التدريب»:«عدد عناصرنا يقارب الخمسين مقاتلة سريانية حتى الآن» تخرجن خلال ثلاث دورات تدريبية.

وتقول ثيبرتا التى تضع على رأسها قبعة صوف سوداء اللون «كنت أعمل فى الجمعية الثقافية السريانية، لكننى أشعر الآن بمتعة فى العمل فى المجال العسكرى»، مضيفة «لا أخاف تنظيم داعش وسيكون لنا وجود فى المعارك المقبلة ضد الإرهابيين». ومع تأكيدها وجود «مدربين محليين يتمتعون بخبرة»، لكنها تقر بأن «قوات أجنبية أشرفت على تدريبنا» من دون أن تحدد جنسياتها.

ويقيم نحو 100 ألف سريانى فى سوريا من اجمالى 1,2 مليون مسيحى. ويخشى هؤلاء أن يلقوا المصير ذاته كمسيحيى العراق الذين تعرضوا لانتهاكات جمة وعمليات تهجير من قبل المجموعات المتطرفة والإرهابيين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك