محمد هشام عبية يكتب: المهمة الصعبة لإنقاذ سلسبيل ومحمد من تنظيم داعش - بوابة الشروق
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 3:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد هشام عبية يكتب: المهمة الصعبة لإنقاذ سلسبيل ومحمد من تنظيم داعش


نشر في: السبت 14 سبتمبر 2024 - 8:34 م | آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024 - 8:36 م

* الطفلان ولدا فى «أرض الخلافة» ومخيم للمحتجزين بعد تعرض الأم لخديعة من الأب على طريقة مسلسل «بطلوع الروح»
* الأم وأطفالها محتجزون فى مخيم الروج بشمال سوريا منذ سبع سنوات ويعانون من تهديدات بالقتل بسبب استماعهم الموسيقى ورسم اللوحات وخلع الأم للنقاب
* الأم مستعدة للمثول أمام القضاء والخضوع لبرنامج تأهيلى برفقة أبنائها فور العودة إلى مصر
* مخاوف من نقل الابن إلى مخيم يسيطر عليه «قيادات الدواعش» وقلق على مصير الابنة بسبب التضييق عليها من «الداعشيات»

حينما كتبت السيناريو والحوار لمسلسل بطلوع الروح (إخراج كاملة أبوذكرى - إنتاج صادق الصباح 2021)، مستلهمًا الفكرة من تحقيق صحفى عن معاناة النساء داخل مخيم احتجاز فى شمال سوريا يضم بقايا نساء تنظيم داعش المتطرف، لم أتخيل أن ما ظهر على الشاشة يكاد يتطابق حرفيًا مع عاشته أميرة، المفارقة أن المسلسل انتهى عرضه، لكن مسلسل أميرة لا تزال حلقاته المخيفة قائمة حتى كتابة هذه السطور، ويشهد منحنيات درامية حادة، والأمر كله -كالعادة- بدأ بمشاعر حب كانت هى البوابة إلى الجحيم حرفيًا.

 

 

 

«ما يهمنى هو أن يعود سلسبيل ومحمد أطفالى إلى مصر»، وأنا مستعدة لأن أتعرض لكل أنواع المساءلة القانونية، فقط ما أتمناه هو أن يتربى أطفالى مثل أى أطفال عاديين، يخرجون إلى الشوارع العادية، ويذهبون إلى مدارس عادية، ويكون لهم أصدقاء عاديون، وأن تتوقف عيونهم عن مشاهدة الفظائع التى يرونها فى المخيم من ترهيب وتهديد وتكفير ومؤامرت ودسائس وقتل، وأن تتوقف آذانهم عن سماع أزيز الطائرات الحربية وصوت ضربات الهاون، والرصاص المتبادل، أن يناموا نومًا هادئًا آمنًا وليس متقطعًا وممتلئًا بالخوف والكوابيس. باختصار أنا مستعدة لدفع عمرى كاملًا برضا تام مقابل أن يعود سلسبيل ومحمد إلى مصر».

هكذا تقول أميرة لكاتب هذه السطور، فى رسالة خاصة من داخل مخيم الروج، حيث لاتزال هناك منذ نحو 7 سنوات، وفى نهاية الرسالة تتساءل قائلة: «هل يجب أن يدفع المرء ثمن خطأ ارتكبه حتى نهاية عمره؟ وهل يجب أن يدفع الأبناء ثمن غلطة الأم إلى الأبد؟».

القصة بحاجة إلى أن تروى من البداية.

تخرجت أميرة فى جامعة الهندسة «قسم العمارة» بجامعة الأزهر بالقاهرة فى عام 2010، وقد نال مشروع تخرجها عن «الارتقاء بمنطقة عين الصيرة» تقدير جيد جدًا. بعدها عملت لفترة فى شركة بارزة من شركات التطوير العقارى فى مصر، ويبدو أن أميرة كانت متعددة الاهتمامات فبجانب أنها أسست قناة على يوتيوب فى عام 2015 لتقدم فيها دروس عن التصميم الهندسى ثلاثى الأبعاد، فإنها خاضت قبل ذلك خلال دراستها الجامعية تجربة التمثيل فى دور صغير فى مسلسل «امرأة من شق الثعبان» (اخراج أحمد يحيى 2007).

وحتى الآن لا تزال قناتها على «يوتيوب» متاحة، وقد شاهد 120 ألف شخص أول فيديو أطلقته على القناة، ويحصد الفيديو التعليمى لأميرة - حتى ثلاث سنوات مضت- بتعليقات داعمة لما تقدمه من محتوى علمى بطريقة جذابة، ولا بد أنه لم يخطر فى بال أى ممن كتبوا هذه التعليقات أن صاحبة هذا الدرس الهندسى العلمى، سجينة -دون أوراق قانونية- فى مركز احتجاز شديدة الخطورة يضم برفقتها زوجات قيادات تنظيم داعش المتطرف فى شمال سوريا.

 

ما الذى دفع أميرة لهذا المصير؟

خداع أم حب أم رغبة فى مغامرة منفلتة؟ لا تسمح الظروف التى نتواصل فيها مع أميرة بالحصول منها على إجابة حاسمة، وقد تكون الإجابة هى كل ما سبق، لكن ما ترويه أميرة هو أنها فى عام 2016 تقدمت للحصول على درجة الماجيستير فى جامعة «ايدن إسطنبول» الخاصة بتركيا، وسافرت بالفعل إلى هناك، وكانت هذه هى أولى خطواتها لتصبح بعد نحو عام محتجزة فى مخيم الروج.

فى أسطنبول التى تضم الكثير من الجنسيات العربية، تعرفت أميرة على شاب مغربى يدعى «مروان»، فى خلال أسابيع وجدت أميرة نفسها قد وقعت فى حب مروان «أو هكذا تصورت»، لم تعرف الكثير عنه، سوى أنه بادلها الحب ويريد أن يتزوجها فى أقرب وقت، لم يثر تعجله شيئًا فى نفسها، بل وافقت فى سرعة بدورها، وأخبرت أهلها بأنها وجدت «حب حياتها»، وأنها ستتزوجه وستأتيهم لتزورهم فى القاهرة قريبًا.

«ما حدث عكس طبيعة أميرة، هى عادة تدرس الأشياء ولا تأخذ قرارًا متعجلًا. لكننى ووالدها كنا نثق فيها وفى وعيها، وفى كل الأحوال لم يكن خيالنا ليستوعب مطلقًا أن مروان هذا هو عضو فى تنظيم داعش المتطرف»، وأن وظيفته هو نسج قصص حب حول النساء ليتزوجهن ثم يذهب بها إلى «المخروبة» المعروفة باسم دولة الخلافة»، تقول والدة إيمان، وهى جالسة، على مقعد داخل بيتها بحى الهرم فى الجيزة، لتسترجع بأسى ما جرى لابنتها قبل نحو ثمانى سنوات لم ترها فيها قط.

تشير والدة أميرة إلى أنها ظلت تتواصل مع أميرة بعد الزواج لنحو شهرين، ثم انقطعت أخبار ابنتها فجأة. وعبثا حاولت الاتصال بها عبر كل الوسائل المتاحة دون أن تنجح فى ذلك «اتجننت.. أميرة كانت تتحدث معى كل يوم تقريبًا.. وهى فى إسطنبول.. فأين ذهبت.. وماذا جرى لها».

كما جرى فى مسلسل بطلوع الروح تقريبًا، ذهب مروان بزوجته أميرة إلى الحدود التركية مبشرًا إياها بقضاء «شهر عسل» تأخر موعده فى منطقة حدودية. تقول: «وجدت نفسى داخل الأرض السورية، وانتزع منى جواز السفر المصرى وأحرقه أمام عينى، وأخبرنى أنى لم أعد الآن بحاجة له، لقد صرت من هذه اللحظة من نساء دولة الخلافة».

لأيام ظلت أميرة غير قادرة على استيعاب ما جرى لها، تقول: «كنت أعاتب نفسى بشدة، وفى أنى أنا السبب وراء ما حدث، كنت أسأل نفسى أين ذهب عقلى وأنا اقع فى حب هذا الرجل الذى اكتشفت لاحقًا أنه لم يكمل دراسته الثانوية فى بلدته تطوان بالمغرب؟ وفكرت فى إيذاء نفسى لأكثر من مرة لكنى فوجئت بأنى حامل».

بدأت أميرة تضع لنفسها مخططًا زمنيًا يقضى بأن تلد ابنتها ثم تبحث عن وسيلة للهروب إلى تركيا، وهناك ستسلم نفسها للسفارة المصرية. لكن ذلك المخطط لم يسر، كما تمنت بطبيعة الحال. عقب ولادة ابنتها كانت تنظيم داعش يواجه قصفًا عنيفًا من دول التحالف الدولى، والحياة فى مناطق التنظيم أصبحت شديدة الخطورة، وبات واضحًا أن التنظيم يفقد سيطرته على كل المناطق التى يتمركز فيها، زاد ذلك من عصبية زوجها مروان وأصبح يعتدى عليها بالضرب المبرح لمرات كثيرة، وطلقها فى واحدة من مرات انفلات أعصابها ثم أعادها إلى عصمته ثانية عند «قاضٍ شرعى»، وحاولت أميرة مرارًا الوصول إلى وسيلة تمكنها بالاتصال بأهلها دون جدوى، حتى جاء اليوم الذى طرق فيه باب منزلها زميل لمروان وأخبرها بأن زوجها قتل فى واحدة من العمليات العسكرية.

«تصورت أنى تحررت لكن ذلك الشعور لم يستمر لأكثر من ثوانٍ، لأن زميل زوجى القتيل اخبرنى بأن مروان أوصى بأن يتزوجنى هو بعد رحيله»، تقول أميرة متذكرة هذه اللحظات العصيبة، والتى تطورت فى سرعة لأن زميل زوجها حاول اغتصابها مباشرة، لكنها نجحت فى الفرار منه، واختبأت برفقة ابنتها فى بيت واحد من الجيران الذى عرض عليها بدوره الزواج منها هو الآخر، لكنها رفضت، وساعدها هذا الرجل فى أن تعثر على مهرب، اتفق معها على أن يأخذ كل ما تملك من ذهب ومال فى سبيل أن يهربها إلى الجانب التركى.

«فى اليوم المحدد للهروب، كنت أدعى الله من كل قلبى أن يساعدنى، وأن أنجو من هذا الجحيم، إن لم يكن من أجلى فمن أجل ابنتى التى لا ذنب لها سوى أن والدتها التى أخطأت فى أن تزوجت من رجل يقتل ويسفك الدم باسم الدين، كنت أفكر فى مأساة ابنتى عندما تكبر وتعرف بأن محل ميلادها هو «دولة الخلافة الإسلامية»، لكنى كنت أعزى نفسى بأنه يمكن أن أعالج كل شىء فقط بعد أن أهرب من هنا». تقول أميرة وقد تداخلت أفكارها ومشاعرها المضطربة، لا سيما وقد تذكرت ما جرى بعد ذلك.

بكل بساطة، قام المهرب بالسطو على معظم ما تملكه من مال وذهب وقام بدلًا من تهريبها إلى داخل الحدود التركية، بتسليمها إلى قيادات «قسد» أى القوات السورية الديمقراطية الكردية، وهو تنظيم سياسى عسكرى تأسس عام 2015 فى الحسكة بشمال سوريا والغلبة التنظيمية والقيادية فيه للأكراد، وقد خاضوا معارك شرسة ضد تنظيم داعش، ونجحوا فى إنهاء وجوده فى عدد من أبرز المدن السورية التى سيطر عليها فى سنوات سابقة، أبرزها مدينة الرقة التى اتخذها التنظيم عاصمة له.

اعتادت قوات «قسد» أن تلقى القبض على الهاربين والباقين من أعضاء تنظيم داعش داخل مخيم شديد الحراسة يعرف باسم «الهول»، هكذا وجدت أميرة داخل مركز للتحقيق داخل المخيم بوصفها زوجة سابقة لعضو بالتنظيم، وبينما هى لا تعرف بماذا ترد كانت تسألهم دومًا عن مصير ابنتها، ثم شعرت بألم شديد فى بطنها، وعندما تم عرضها على طبيب، اكتشفت آخر ما يمكن أن تتوقعه، أنها حامل فى طفل ثانٍ من زوجها القتيل.

بعد التحقيق معها، تم نقل أميرة من مخيم الهول المكتظ بالعديد من المتهمين فى قضايا إرهاب، إلى مخيم الروج، الذى يضم سوى نساء وأطفال فقط، قد يبدو ذلك خبرًا جيدًا فى ظل كل الأخبار والأحوال السيئة التى مرت بها منذ أن وصلت إلى «أرض الخلافة».

تقول أميرة: «سافرت من مصر إلى تركيا وأنا محجبة الحجاب المصرى التقليدى، وأجبرت فى داعش على النقاب مثلما كان يجرى مع كل النساء، حينما وصلت إلى مخيم الروج برفقة ابنتى سلسبيل وابنى فى بطنى، استشعرت بأن المكان أكثر أمانًا وتنظيمًا خصوصًا مع معاملة جيدة من الأكراد الذين يسيطرون على المخيم، وحينها قررت التخلص من النقاب والحجاب كلية، وأصبحت أتحرك فى المخيم دون أى غطاء للشعر».

لكن ذلك قرار ليس سهلًا حينما يتم اتخاذه فى مخيم تسيطر عليه «نساء داعش» المؤمنات بعودة «دولة الخلافة» ولو بعد حين، تقول أميرة: «عرضتنى هذه الخطوة للتضييق علىّ من قبل قيادات نساء داعش فى المخيم، ملاحقات فى حصص الفوز بالغذاء والماء أو فى الحصول على خيمة جيدة». هناك الخروج على قرار نساء داعش يعنى أنى «كافرة» تمامًا كما كان يحدث فى دولتهم المزعومة قبل انهيارها، صحيح أن القوات الكردية تحاول أن تمنع حدوث ذلك، لكن فى النهاية نحن عبء عليهم، وهم يخوضون معارك مع بقايا داعش، وأحيانًا يتعرضون لقصف تركى، وهكذا من الطبيعى جدًا أن نصحو على خبر قتل فتاة خلعت النقاب أو تعرض خيمة للحرق، وإذا كان ذلك يجعل أعصابى تنهار، فالأمر أكثر رعبًا بالنسبة لأبنائى».

دخلت أميرة مخيم الروج فى خريف عام 2017، وهى تمنى نفسها بأنها ستمضى هناك بضعة أسابيع وربما أشهر قبل أن تخرج عائدة إلى مصر، لكن الأسابيع والشهور طالت حتى وصلت إلى نحو سبع سنوات. وبعدما نجحت فى التواصل مع أهلها، سعت أسرتها لعرض مشكلتها على عدد من الجهات المختصة، ورغم التفاعل من هذه الجهات فإن أى تحرك لم يحدث بعد.

يقول مصدر مقرب من الأسرة، وهو من تولى إدارة مسألة التواصل مع الجهات الأمنية، قضية أميرة معقدة. وتتداخل فيها اختصاصات أكثر من جهة. وإذا أبدت جهة منهم تجاوبًا فإن الجهة الأخرى قد تتحفظ، وذلك لأن أميرة بالنسبة لهم هى زوجة سابقة لعضو فى تنظيم إرهابى. لكن مع إبداء أميرة رغبتها فى أن تمثل للقانون المصرى فلا أعرف تحديدًا لماذا لا يتم التعامل بفاعليه مع أمرها؟

تشجع الأمم المتحدة الدول على التحقيق مع الأفراد التابعين لتنظيم «داعش» ومحاسبتهم، ثم إعادة تأهيلهم ودمجهم فى المجتمع. لكن العديد من الدول حول العالم ترددت أو تباطأت فى اتخاذ مثل هذا الإجراء. وبينما استعادت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والعراق وكوسوفو، عددًا من السيدات المحتجزات برفقة أطفالهن فى المخيم وأخضعتهن لبرنامج تأهيلى فى بلادهم، وهو ما نتمنى أن تقدم عليه مصر.

تحاول أميرة أن تجعل حياتها وحياة طفليها طبيعية وفقًا لما هو متاح لديها فى المخيم «نشاهد التليفزيون حينما يتوافر ونسمع الأغانى والموسيقى». وأشارك أنا وسلسبيل ابنتى فى مسابقات للرسم تقوم بتنظيمها عددًا من المؤسسات الإنسانية التى تزورونا فى المخيم، فى آخر مسابقة أجريت، فى مايو الماضى، فزت بالمركز الأول على المخيم، كانت الجائزة علبة ألوان، وقصة مستوحاة من كليلة ودمنة، للصدفة القصة كان اسمها «الحمامة الأسيرة». تقول أميرة متهكمة فى أسى.

الخطر الذى تتعرض له أميرة وطفلاها متعدد فى مخيم الروج، ذلك لأن المخيم معرض لهجمات بين الحين والآخر من فلول داعش لتحرير عدد من نسائهن، ثم إنه ورغم أن المخيم يحظى برعاية أممية فإنه بلا صفة دولية معترف بها، ولهذا فإن أحيانًا ما تكون أطرافه معرضة لقصف الطيران التركى بين الحين والآخر، بسبب العداء التاريخى بين الأتراك والأكراد الذين يسيطرون على المخيم، إضافة إلى ارتفاع مستمر فى أسعار السلع الأساسية، وغياب الأنشطة الترفيهية باستثناء تلك التى تتبكرها، لكن الخطر الأكبر بالنسبة لأميرة ليس فى الحاضر الذى تعيشه فحسب وإنما يكمن فى المستقبل القريب.

«وفقًا لقواعد المخيم فإنه عند بلوغ ابنى محمد سن العاشرة من عمره أى بعد نحو أقل من ثلاث سنوات، سيتم إبعاده من المخيم ونقله إما لسجن لإعادة تأهيله أو إلى مخيم الهول الذى يضم الرجال البالغين من تنظيم داعش، وهناك لا يزال الفكر الداعشى متغلغلًا بين المحتجزين بصورة أكثر شراسة، وهذا ببساطة يعنى أننى لن افقد ابنى فحسب بل إنه قد يصبح مؤهلًا، لأن يكون عضوًا فى داعش أو غيره مما سيولد من تنظيمات متطرفة». تقول أميرة فى قلق، وهى تحاول ألا تفكر فى ذلك السيناريو.

يعانى ابن أميرة الأصغر من أعراض توحد وفرط حركة، وهذا يضيف عليها أعباء إضافية، بالتوازى أصبحت سلسبيل الابنة الكبرى تسألها الأسئلة الصعبة: «لماذا نحن هنا.. وهل يولد كل الأطفال فى مخيمات؟ ولماذا يكرهنا النساء من حولنا؟ وهل يمكن فعلًا أن نرى مصر؟».

تقول أميرة، إنها لا تملك إجابات مقنعة بطبيعة الحال، لكنها تعرف جيدًا أن هذه الأسئلة قد تفتح الباب أمام ابنتها لتفعل أى شىء فى سبيل النجاة مما تعيشه. وتخشى أميرة من أن يهدى التفكير ابنتها يومًا، لأن تتواءم مع النساء الداعشيات أملًا فى صد شرورهم عنها.
لقد بدأ هذا الموضوع بالحديث عن أميرة وما جرى لها، لكن قد تبدو المهمة الصعبة والعاجلة الآن هى إنقاذ أطفالها من السقوط فى بئر التطرف.



تسلسل زمنى:

- 2010 تخرجت أميرة فى كلية الهندسة بجامعة الأزهر
- 2016 السفر إلى أسطنبول لدراسة الماجيستير فى جامعة أيدن والتعرف على عضو تنظيم داعش
- 2017 مقتل زوجها ومحاولة هروبها ثم احتجازها فى مخيم الروج
- 2018 ميلاد طفلها الثانى فى مخيم الروج



مخيم الروج:

يقع فى أقصى شمال شرقى سوريا بريف بلدة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، وتقطنه نحو 800 عائلة، ويضم 2500 شخص، بينهم 1582 طفلًا، وينحدر هؤلاء من 62 دولة عربية وأجنبية، كانوا قد انضموا إلى «داعش» طواعية أو قسرًا، ثم تم إلقاء القبض عليهم مع بدء انهيار دولة الخلافة على الأراضى السورية والعراقية عام 2017.

تسيطر على إدارة المخيم قوات «سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصار باسم «قسد» التى تأسست عام 2015. وتشكل «وحدات حماية الشعب»، و«وحدات حماية المرأة»، وهى قوى مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى، العمود الفقرى للقوات التى خاضت معارك طاحنة وشرسة ضد «داعش» وأشهرها معركة تحرير مدينة كوبانى 2015 ثم تحرير مدينة الرقة فى 2017.

وتبسط «قسد» سيطرتها على نحو 19% من إجمالى مساحة سوريا، ويبلغ تعداد هذه القوات نحو 45 ألف مقاتل.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك