في ذكرى ميلاد سمير غانم.. ملك الكوميديا والارتجال وفطوطة شخصية استثنائية - بوابة الشروق
السبت 15 مارس 2025 8:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

في ذكرى ميلاد سمير غانم.. ملك الكوميديا والارتجال وفطوطة شخصية استثنائية

إيناس العيسوي
نشر في: الإثنين 15 يناير 2024 - 5:20 م | آخر تحديث: الإثنين 15 يناير 2024 - 5:20 م
يوافق اليوم ذكرى ميلاد ملك الارتجال وكوميديا الموقف، الفنان سمير غانم،والذي كان يصف نفسه بالمسرحجي، والذي سخر كل إمكاناته المسرحية لصالح كل أعماله، التي كانت ما يقرب من 313 عملًا، اختلفت أنواعها بين الاسكتشات والفوازير والمسلسلات، والأفلام التي حققت نجاحًا تجاريًّا.

تميز غانم بالارتجال، والذي كان لا يخلو من الإبداع، فلم يعتمد فقط على الإفيهات الضاحكة، لكنه بإيماءة أو نظرة، تجعلك تضحك رغمًا عنك، دون أي ابتزال، وكان أحيانًا يستخدم ملابس غريبة أو اكسسوارات لا يجروء على استخدامها إلا "فطوطة".

هذه الشخصية التي تربع بها على عرش فوازير رمضان من خلالها، وصنع بها أسطورة فنية أضافت لتاريخه الفني، ونجح من خلالها نشر البهجة في نفوس الجمهور لسنوات، وكانوا ينتظروها كل رمضان، وقدمها في الثمانينات، وحملت اسم "سمورة وفطوطة".

بدأت رحلة غانم مع الفوازير من عام 1981، وفكرة "فطوطة" من الأساس كانت مشروع فوازير بعيدة عن الكوميديا وكان من المفترض أن تدور حول سفريات الرحالة "ابن بطوطة" في البلاد والمدن، وقرر المخرج تغيير اللون والانفصال عن نيللي وتقديم شكل جديد للفوازير دون رقص أو استعراضات والإبهار الذي تعود عليه المشاهدين، وبعد أكثر من لقاء لغانم مع مخرج العمل قررا تحويل الفوازير من ابن بطوطة إلى "فطوطة" بشكله ونبرة الصوت مع معادلة القصة من خلال ظهور غانم بحجمه وشكله الطبيعي وصوته الطبيعي في شخصية "سمورة".

كان التحدى الأساسى لغانم وأى فنان آخر يريد أن يقدم فوازير هو ما الذي يمكن أن يقدمه بعد نيللى وصلاح جاهين وشيريهان؟ وكان هنا التحدي أنه ليس ممثلا استعراضيا والجمهور كان دائما ما يربط الفوازير بالاستعراض والملابس والآداء، حتى الاستعراضات التى قدمها سمير غانم مع ثلاثى أضواء المسرح كانت عبارة عن اسكتشات كوميدية فقط، ومن هنا جاءت فكرة "فطوطة" لتقدم الفوازير بطريقة جديدة ومختلفة والمخرج الراحل فهمى عبد الحميد هو الذى ابتكر الشخصية وصنع لها روح.

كان فطوطة يحاكى شخصية الأراجواز وهى تقاليد الكوميديا الشعبية التي تقوم على الدمية والتراث المبنى على الحوار مع الأراجوز، لكن سمير غانم قدمها بطريقة أخرى وأن كان امتدادا للتقاليد الشعبية، وقدمها مع "سمورة" فى ثلاثة مواسم فقط لأنه كان يدرك انه لا يجب أن يربط نفسه بشخصية واحدة فقط لوقت طويل.

وجاءت فكرة الصوت أثناء تصوير الحلقات بالصدفة عندما سرع غانم طريقة كلامه غير متعمد ومن هنا جاءت نبرة الصوت التى اشتهر بها "فطوطة"، أما بدلته فجاءت فكرتها بمحض الصدفة، وكانت فكرة المخرج فهمي عبد الحميد، الذي استوحاها من ابنه وائل بالصدفة حين ارتدى ملابس واسعة عليه بشكل مضحك في ذات المرات، فألهمه ذلك ببدلة فطوطة، وقرر أن يكون ذلك الستايل المناسب لتقديم تلك الشخصية، وصممها وداد عطية، وكانت في البداية لونها اسود في أول الحلقات، حتى قابل عبد الحميد أحد المشاهدين الذي سأله "كيف لشخصية مرحة مثل "فطوطة" أن تكون ملابسها سوداء؟" وهنا قرر المخرج تغيير لون البدلة من الأسود للأخضر بعد ثالث حلقة من العرض حتى لا تظهر شخصية "فطوطة" كئيبة وبالفعل رحب الجمهور بالبدلة بشكلها الجديد وخطفت الأنظار.

كان سمير غانم مميزًا في الارتجال على المسرح، وكان من الأساتذة في هذا الأمر الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، نتيجة خبرة تفاعله مع الجمهور يوميا على المسرح، وكانت مسرحيته "موسيقى في الحي الشرقي" مع صفاء أبو السعود هي أولى الأعمال التي خرج فيها سمير غانم عن النص وتفاعل مع الجمهور، ولهذا الأمر صُنعت له نجومية إضافية بجانب التي كان يتمتع بها من قبل.

كان لدى سمير غانم عشق للضحك، كما برع في تجسيد الشخصيات الكوميدية التي أصبحت علامات بارزة في المسرح والسينما والتليفزيون من خلال أعمال ستظل راسخة في ذاكرة تاريخ الفن المصري، وذلك بفضل ارتجاله الذي كان يضيف لكل الأعمال التي قدمها بجانب أكبر النجوم.

من أبرز أفيهات غانم الكوميدية، أخدتي من اللي تحت الحوض، و"عشان دماغي ما تضربش"، و"العريس متين والعروسة متينة"، و"حنفي عالم ذرات" من مسرحية "المتزوجون"، و"أنت تعيش يا حاج" من فيلم "يا رب ولد"، و"عبد السميع اللميع" من مسرحية "الأستاذ مزيكا"، و"يا بروف يا بروف" من فيلم "صغيرة على الحب".

ولد سمير غانم في عرب الأطاولة من محافظة أسيوط، مصر عام 1937 انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده الذي كان ضابط شرطة ولكنه تم فصله منها بعد رسوبه لسنتين متتاليتين فنقل أوراق إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية كما انضم للفرق الفنية فيها.

التقى بكلٍ من جورج سيدهم و الضيف أحمد و كونوا معا فرقة (ثلاثي أضواء المسرح) الشهيرة، و هو فريق غنائي كوميدي لمع على المسرح من خلال تقديم مجموعة من الاسكتشات الكوميدية، كان أشهرها (طبيخ الملايكة، روميو وجوليت)، ثم قدم الثلاثة بعدها عددًا من الأفلام والمسرحيات الناجحة، ثم انحلت الفرقة بعد وفاة الضيف أحمد في عام 1970، واتجه غانم مع جورج للتمثيل معًا في عدة مسرحيات كان أشهرها (المتزوجون)، وكان آخر عمل مسرحي لهما معًا هو مسرحية (أهلا يا دكتور).

وتوفى في عام 2021 نتيجة لمضاعفات فيروس كورونا، قبل فترة قليلة من وفاة زوجته دلال عبدالعزيز للسبب ذاته.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك