حذرت منظمات صحية دولية من التأثير المدمر لقرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية وإيقاف برامج التنوع والمساواة.
هذه القرارات تؤثر بشكل كبير على برامج الرعاية الصحية التي كانت توفر خدمات حيوية للملايين من النساء والفتيات حول العالم، خاصة في الدول النامية.
تعطيل الخدمات الصحية الأساسية
فرضت وزارة الخارجية الأمريكية أوامر بوقف العمل لمدة 90 يومًا بهدف "مراجعة" العقود للتأكد من التزامها بسياسات الإدارة الجديدة. هذه الخطوة أدت إلى إغلاق العديد من العيادات التي تعمل بميزانيات محدودة، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية الأساسية مثل: فحوصات سرطان عنق الرحم، علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، توفير وسائل منع الحمل وإزالة الأجهزة الرحمية.
وأوضحت د. كارول سيكيمبي، مديرة منظمة MSI Reproductive Choices، لصيحفة الجارديان أن هذه الإجراءات أدت إلى انهيار النظام الصحي المخصص للصحة الإنجابية في العديد من المناطق. وقالت: "سيكون علينا إعادة بناء النظام من الصفر بسبب الأضرار الواسعة التي لحقت به".
فقدان الثقة بين النساء والفتيات
إغلاق العيادات بشكل مفاجئ خلق حالة من انعدام الثقة بين النساء والفتيات اللواتي يعتمدن على هذه الخدمات. وكما ذكرت د. سيكيمبي: "استيقظت النساء والفتيات ليجدن العيادات مغلقة والخدمات متوقفة". أدى ذلك إلى تعميق معاناة الفئات الأكثر احتياجًا.
تأثير مالي وإنساني كارثي
تُخصص الولايات المتحدة حوالي 8.2 مليار دولار سنويًا كمساعدات إنسانية خارجية، تشكل 1% فقط من إجمالي الإنفاق الأمريكي. من بين هذا المبلغ، يتم تخصيص 607.5 مليون دولار سنويًا لبرامج تنظيم الأسرة، والتي توفر وسائل منع الحمل الحديثة لحوالي 47 مليون امرأة وفتاة.
إلا أن تجميد هذه المساعدات أدى إلى وقف برامج حيوية مثل توزيع الغذاء والمساعدات الصحية، وفقدان الدعم المالي، حيث توقعت منظمة MSI خسارة 14 مليون دولار من التمويل الأمريكي.
نتائج كارثية على الصحة الإنجابية
وفقًا لمعهد Guttmacher، تسبب تجميد المساعدات في حرمان حوالي 130,390 امرأة يوميًا من وسائل منع الحمل، مما قد يؤدي إلى 4.2 مليون حالة حمل غير مرغوب فيه، 8,340 حالة وفاة بين الأمهات.
انهيار البرامج الصحية العالمية
على الرغم من إصدار استثناءات لبعض المساعدات "المنقذة للحياة"، فإن العملية البيروقراطية لتحويل هذه الاستثناءات إلى تمويل فعلي كانت طويلة وصعبة، مما أدى إلى تأخير إعادة تشغيل البرامج.
وأوضحت إليشا دان-جورجيو، رئيسة مجلس الصحة العالمي، أن "الآثار كانت فوضوية وغير مسبوقة، مما أضعف البنية التحتية للرعاية الصحية في العديد من الدول".
التحول إلى سياسات غير فعالة
مع استمرار تعليق المساعدات، يُتوقع أن تعود البرامج بشكل مختلف وغير فعال. وأشارت د. سيكيمبي إلى أنه إذا استُؤنفت البرامج، فقد تكون موجهة نحو الترويج لطرق الامتناع عن الجنس أو الوسائل الطبيعية التي لا تلبي الاحتياجات الحقيقية.
تؤكد صحيفة الجارديان، أن تجميد المساعدات الأمريكية وبرامجها الصحية أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة، مما أثر بشكل مباشر على صحة وحياة الملايين من النساء والفتيات حول العالم.
ومع تفاقم الأزمة، تتزايد المطالب بإلغاء هذه السياسات وإعادة تشغيل البرامج لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية اللازمة.