قال الكاتب والروائي الدكتور يوسف زيدان إن معنى كلمة الحصيد عكس معنى الحصاد، فالحصيد هو لفظ قرآني يعني الدمار عكس معنى الحصاد السعيد، وكان القصد من اختيار اللفظ للعنوان، ومن الرواية ككل تنيبه الناس وخصوصا في مصر إلى ما هم فيه.
جاء ذلك خلال فعاليات حفل توقيع ومناقشة رواية "الحصيد" للروائي يوسف زيدان، والتي تنظمها دار الشروق، بمكتبة ببليوتك بمول أركان الشيخ زايد، ويقدمه ويحاوره الكاتب عماد العادلي.
حضر الحفل أحمد بدير مدير عام دار الشروق، الكاتب والروائي المستشار أشرف العشماوي، عمرو بركات مالك مكتبة ببليوتك، نهى بركات المدير التنفيذي مكتبة ببليوتك، عمرو عز الدين مسؤول التسويق بدار الشروق، وعدد كبير من القراء والمحبين لدكتور يوسف زيدان.
وتابع الدكتور يوسف زيدان حديثه بأن علم الاجتماع في مصر وضعه سيء منذ السبعينات فلا يوجد أي اهتمام بالأبحاث في علم الاجتماع منذ السيد عويس ودراساته المميزة عن المجتمع المصري، وأيضا الدكتور أحمد أبو زيد الذي كان يطبق ما درسه على المجتمع المصري، ومن بعدها لم يحدث ذلك مجددا، وخاصة الآن، وكيف لا يحدث ذلك خاصة وسط مجتمعنا الملئ بالتغيرات.
وأكمل أنه في مجتمعنا مثلا لا يوجد رصد أو تحليل لوجود طائفة البهائين، والذين تتناولهم رواية "الحصيد" ولا لوجودهم، وأيضا تواجد الشيعة في مصر، وهذا من أسباب كتابة رواية "الحصيد"، وما سيليها من كتاباته.
وعن المصاعب المتواجدة في المجتمع المصري بخصوص الكتابة والنشر قال يوسف زيدان إن المصاعب المتواجدة في عملية النشر والكتابة وغيرها لا يغفر المصريين والعرب إغفالهم للوضع الذين يعيشون فيه، وأنه توجد حالة من التدفق في السوشيال ميديا، ولكنه تدفق للتفاهة.
وأوضح زيدان أن آرائه وأفكاره وكتاباته ليست من عنده هو تحديدا، بل هي وليدة الظروف المحيطة به، فمثلا في القصة القصيرة كتبها عندما قالوا أن القصة القصيرة قد ماتت مع يوسف إدريس، ورفضا لذلك كتب لمدة سنتين قصص قصيرة، ثم جمع القصص التي تربطها رابط ببعضها، وأصدر بها أربع مجموعات قصصية.
وعن كتابته للرواية بشكل عام قال يوسف زيدان إن بداية كتاباته في الرواية عندما أراد أن يكتب عن العلماء المسلمين العظام، وفي البداية قرر كتابة قصص قصيرة عنهم، وعندما بدأ الكتابة عن ابن الهيثم كتب كثيرا فتحولت من قصة قصيرة إلى رواية "فردقان"، ثم بعد ذلك في رواية "حاكم"، والتي تحكي عن ابن الهيثم.
وأوضح زيدان أن رواية "الحصيد" هي بداية ثلاثية روائية، فرواية "الحصيد" تقدم الوقائع الجارية في مصر بداية من الإسكندرية وأطراف القاهرة، وحتى ثورة يناير ، ثم ستكون الرواية القادمة رواية أجيال تدور في صعيد مصر منذ مئاتين عام وحتى ثورة يناير أيضا.
أما الرواية الثالثة فأوضح أنه يكتبها الآن، مؤكدا أنها أيضا مدخل آخر لتلك الرؤية الخاصة برؤية ماذا حدث، ومحاولة لفهم ذلك الزلزال الذي نجت مصر منه، وسقطت دول أخرى فيه، ومحاولة لفهم الإنسان المتواري حول تعقيدات الواقع وحول أحداث التاريخ الكبرى، وأكد أن هذا ما يكتب عنه، يكتب عن هذا الإنسان.
وتحدث زيدان عن الكتابة الأدبية موضحا أن في الكتابة الأدبية اللغة بطل من أبطال الحكاية الأدبية، والأدب سواء الروائي أو القصصي ليس حدوتة تحكى، وشدد على أن اللغة فيها لاعب أساسي والفكر أيضا.
وأوضح أن هنالك فارق بين الفلسفة وتاريخ الفلسفة، مؤكدا أن التجارب السابقة تنبهنا لواقعنا الفلسفي وهذا هو تاريخ الفلسفة، لكن الفسلفة نفسها تبقى جارية في وقتنا الجاري من أفكار ونظريات، وأكد يوسف زيدان خلال حديثه أن المجتمع المصري متجانس بشكل كبير، وهذا ما يجعله غير مشغول بالقضايا العقائدية الكبيرة، عكس شعوب أخرى.
فيما قال الكاتب عماد العادلي إن الدكتور يوسف زيدان الكاتب والروائي والمفكر الكبير قد جمع بين الحسنايين وهو الجمع بين الأدب والفكر، وأكد العادلي أن زيدان لديه باقة متنوعة من الأعمال المستلهمة من التاريخ والتراث التاريخي والعلمي والإنساني، مضيفا أن يوسف زيدان كتب في الرواية والفكر والقصة، وكل الألوان الأدبية والفكرية تقريبا ببراعة شديدة.