تقرير: عودة الطلاب إلى المدارس أمر ضروري - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 5:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقرير: عودة الطلاب إلى المدارس أمر ضروري

نيويورك (د ب أ)
نشر في: الأحد 15 أغسطس 2021 - 12:58 م | آخر تحديث: الأحد 15 أغسطس 2021 - 12:58 م
لا شك أن عدم ذهاب الطلاب إلى المدارس طوال فترة تفشي جائحة كورونا التي لا يمكن التكهن بنهاية لها حتى الآن أدى إلى حد كبير إلى تجنبهم الإصابة بهذا الفيروس . ولكن في حقيقة الأمر، لا يعني هذا، للأسف، أنهم لم يعانوا.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير لها أن الأبحاث حول إغلاق المدارس المرتبط بالجائحة، تشير في واقع الأمر إلى أن الضرر الذي لحق بالأطفال نتيجة لذلك يمكن أن يستمر معهم طول العمر.

وعلى سبيل المثال كشف تقرير لشركة ماكينزي أند كومباني الأمريكية ، تضمن تحليلا للبيانات الخاصة بعدد 1ر1 مليون من أطفال المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة، أنهم متخلفون بمتوسط خمسة أشهر فيما يتعلق بالرياضيات وبأربعة أشهر فيما يتعلق بالقراءة.

وكان الأطفال الأكثر تضررا ينتمون للمناطق منخفضة الدخل، التي يقطنها السود ومن هم من أصول إسبانية. ويحذر واضعو التقرير من أن هذا " التعلم غير الكامل" يمكن أن يعرقل التقدم الأكاديمي المستقبلي وبالتالي يخفض من الأجور التي يمكن الحصول عليها حتى فترة كبيرة. كما اكتشفوا أن هناك معدلات متزايدة من القلق والاكتئاب.

ولم تكن تلك النتائج بالأمر المفاجىء لأولياء الأمور. فقد راقبوا أطفالهم وهم يسعون جاهدين للتعلم عبر الانترنت، أو أنهم أصبحوا منعزلين بصورة متزايدة بدون التفاعل الاجتماعي المهم الذي يوفره التعلم أثناء الحضور في المدارس. وأصبح التعلم عن بعد بالنسبة لكثيرين بمثابة كارثة بالحركة البطيئة.

وأكدت بلومبرج أن عودة الأطفال إلى المدارس يجب أن تكون أولوية على نطاق المجتمع كله. ويجب إغلاق الصفحة على العام الدراسي الماضي، عندما عرقل الكثير من الاتحادات إعادة فتح المدارس أو تسببوا في إبطاء تحقيقها. ولا يستطيع أطفال أمريكا تحمل تكرار ذلك الأمر الضار، ومن المهم أن يساعد المدرسون في تحقيق هذه الخطوة.

والأمر الجيد، هو أنه وفقا لرابطة التعليم الوطنية والبيت الأبيض، تلقى الغالبية العظمى من المدرسين التطعيم . ولا يمكن سوى لقليل من القطاعات الأخرى التفاخر بتحقيق مثل هذه النسبة الكبيرة من التطعيم. فقد تم إعطاء المدرسين الأولوية في الحصول على اللقاح في كثير من المناطق، وكان لدى معظمهم إحساس جيد بالمسؤولية المهنية للحصول على اللقاحات. وسوف تكون الدولة في وضع أفضل كثيرا إذا ما حذا المزيد من طلابهم السابقين حذوهم.

وذكرت بلومبرج أن بعض الولايات الأمريكية تبحث الآن إلزام المدرسين بالتطعيم، مما سوف يساعد في ارتفاع نسبة من تلقوا اللقاح إلى ما يقرب من 100% وهي نتيجة سوف تكون جيدة بالنسبة للمدرسين والطلاب على السواء. وتقول راندي وينجارتن رئيسة الاتحاد الأمريكي للمعلمين إن الاتحاد الذي عارض من قبل إلزام المعلمين بالتطعيم ، يدعم ذلك الآن، وهو تغير مرحب به تستحق وينجارتن الشكر عليه.

من ناحية أخرى، يعتبر اتحاد المعلمين الأمريكي على حق في اعتراضه على محاولات بعض المشرعين في الولايات لمنع المحليات من المطالبة بارتداء الكمامات في المدارس. وتعتبر محاولة منع المدارس من اتخاذ احتياطات السلامة أمرا شنيعا- يتسم بالتهور- ويمكن أن يسفر عن وفيات.

وفي ظل توصية مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها بارتداء الكمامات بالنسبة للأماكن الداخلية التى ترتفع فيها معدلات انتقال العدوى، يتعين أن يكون لدى المشرعين المحليين القدرة على أن يكونوا مرنين بالنسبة لطلب ارتداء الكمامات في مواقف معينة.

كما سيكون لديهم قدر كبير من المال لتخفيف الإجراءات- مثل تحسين أنظمة التهوية أو وضع برامج اختبارات- نظرا لأن معظم الولايات لم تنفق بعد كل الأموال الخاصة بإعاة المدارس والتي وفرها الكونجرس لها خلال العامين الماضيين.

وذكرت بلومبرج أن العام الدراسي الجديد في الولايات المتحدة يبدأ في ظل توفر اللقاحات التي أثبتت فعاليتها بدرجة كبيرة ضد المرض الشديد والوفاة، وفي ظل معدل تطعيم للمدرسين قارب 100%، وفي ظل المعرفة- بناء على دراسة تلو الأخرى- بأن انتقال العدوى في الفصول أمر نادر، وهو ما أكدته أيضا مراكز التحكم في الأمراض والسيطرة عليها.

وأكدت بلومبرج في ختام تقريرها أن هذا يعني أنه انتهى وقت التماس الأعذار. وأنه في ضوء الضرر البالغ الذي لحق بالأطفال الأمريكيين نتيجة التعلم عن بعد، هناك حاجة ماسة لرسالة واضحة من البيت الأبيض لوزارة التعليم بشكل عام حتى مستوى المناطق بضرورة أن تظل المدارس مفتوحة، خمسة أيام في الأسبوع وبدون استثناءات.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك