تجددت الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس منذ فجر اليوم الثلاثاء، بين اللواء 444 قتال التابع لوزارة الدفاع من جهة، وقوة الردع والشرطة القضائية التابعتين لوزارة الداخلية.

وكانت الاشتباكات اندلعت مساء أمس بعد القبض على آمر اللواء 444، عقيد محمود حمزة في مطار معيتيقة، من قبل قوة الردع والشرطة القضائية.

وتدور الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في مناطق عين زارة وطريق الشوك، واتسعت رقعتها اليوم لتشمل مناطق خلة الفرجان والاستراحة الحمراء، فيما نقلت شبكات إعلامية عن جهاز الإسعاف الطوارئ تأكيده سقوط 18 جريحا، ووجود عالقين مدنيين في المنازل وإحدى المصحات، دون أنباء مؤكدة عن وقوع قتلى بين الطرفين أو في صفوف المدنيين.

وكان الوضع تحول قبل فجر اليوم إلى شبه هدوء تتخللته اشتباكات متقطعة، وذلك ترقبا لمفاوضات كان يقودها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة رفقة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، لواء محمد الحداد، مع آمر قوة الردع، عبد الرؤوف كارة.

وأكد مصدر مطلع من وزارة الدفاع ، فضل عدم نشر اسمه ، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) انتهاء المفاوضات دون أن تسفر عن شيء.

وأفاد المصدر بمغادرة كارة للاجتماع، بعد أن رفض طلب الدبيبة والحداد بإطلاق سراح محمود حمزة، مرجحا أن القبض على حمزة جاء بناء على مذكرة قبض قديمة من المدعي العام العسكري لإحضار آمر اللواء 444 بسبب ضلوعه في اشتباكات وقعت قبل نحو سنة في العاصمة.

كما أكد المصدر أن الاشتباكات الآن تسير لصالح اللواء 444 الذي سيطر على طريق عودة الحياة في عين زارة، والاستراحة الحمراء، مستفيدا من انضمام كتيبتي 111 و52 مشاة، وقوات من الزاوية ومصراتة لصفه.

ولم تعلق السلطات الرسمية في طرابلس إلى الآن على الاشتباكات (المجلس الرئاسي والحكومة)، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن السبب، خاصة وأن عملية القبض على حمزة تمت أثناء توجهه رفقة الدبيبة إلى مطار معيتيقة بغية الذهاب إلى مصراتة لحضور حفل تخريج دفعة من الجيش، وكذلك سفر الدبيبة إلى مصراتة دون الالتفات لعملية القبض، قبل أن يعود إلى طرابلس لقيادة المفاوضات.

وبحكم قربها من مناطق الاشتباك، أعلنت جامعة طرابلس منذ البارحة عن تعليق الدراسة اليوم لحين هدوء الأوضاع، كما أعلنت وزارة التعليم عن تأجيل امتحانات الدور الثاني لطلبة الشهادة الثانوية في بلديتي عين زارة وسوق الجمعة، فيما قامت مصلحة الطيران بنقل الطائرات المدنية إلى مطار مصراتة من مطار معيتيقة القريب من الاشتباكات والذي تقوم قوة الردع بتأمينه.

وأعلنت شركتا الخطوط الليبية والأفريقية تعليق رحلاتهما من وإلى مطار معيتيقة.

وتشهد المناطق البعيدة عن الاشتباكات في طرابلس حركة شبه طبيعية، فيما نصح جهاز الإسعاف المدنيين في مناطق الاشتباك بالبقاء في أماكنهم وتفادي الوقوف قرب النوافذ، وانتظار عمليات إخلاء تمت المباشرة فيها منذ البارحة بشكل محتشم نتيجة تبادل النيران، وأسفرت عن إجلاء 26 عائلة عالقة حتى الآن.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر حالة استياء لدى أهالي منطقة سوق الجمعة المتاخمة لمطار وقاعدة معيتيقة، حيث قاموا امس إضرام النيران في الإطارات وإلقاء الحجارة على سيارات قوة الردع المارة من الطرق الرئيسية، وأظهرت مقاطع أخرى عددا من الأسرى والجرحى بين الطرفين.