الحمى الروماتيزمية.. أمل فى الوقاية وعلاجات حديثة للمضاعفات - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحمى الروماتيزمية.. أمل فى الوقاية وعلاجات حديثة للمضاعفات


نشر في: السبت 17 يونيو 2017 - 12:25 م | آخر تحديث: السبت 17 يونيو 2017 - 12:25 م

الحمى الروماتيزمية أحد الأمراض التى استطاع العالم المتحضر القضاء عليها وإن بقيت السبب الأول والوحيد فى إصابة صمامات القلب بالتشوه فى البلاد النامية ومنها مصر. ضيق الصمام إلى المدى الذى لا يسمح بمرور الدم فيه أو التسبب فيما يسمى بارتجاع الدم خلال الصمام حالتان مرضيتان يعرفهما جيدا أطباء القلب فى مصر وغالبا ما يستدعى الأمر استبدال الصمام التالف بآخر صناعى معدنى لا يعدم من مشكلات أولها ضرورة استخدام مسيلات الدم مدى الحياة وضرورة متابعة الكشوف الدورية. وإن كان هذا يلقى أيضا العديد من الصعاب خاصة إذا ما أصرت السيدة على الحمل والولادة. إنها بالفعل قصة طويلة تلازم الإنسان إذ تستقر فى قلبه إذا لم يتنبه لبداياتها فنهايتها السعيدة يجب أن تأتى مع بداية الإصابة بالبكتيريا المسببة لها والتى تعرف بالبكتيريا المكورة العقدية إذ تأخذ اسمها من وصفها (Sterptococcus) حيث تبدو كرات صغيرة متناهية الدقة متلاصقة فى شكل السبحة.
● أسباب الحمى الروماتيزمية
لا أحد حتى الآن يعرف السبب الحقيقى وراء الإصابة بالحمى الروماتيزمية إذ إن العلم يصنفها فى خانة أمراض خلل جهاز المناعة. والمعروف حتى الآن هو ملاحظات حقيقية ترتبط بحدوث الحمى الروماتيزمية وتشير إلى احتمالات تطورها. تبدأ القصة بهجوم متكرر من البكتيريا السبحية على أنسجة الجهاز التنفسى العلوى فيحتقن الزور وقد يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة وقد ينتهى الأمر عند هذا الحد لكن فى أحيان كثيرة بدلا من أن يحشد الجهاز المناعى قواه لمواجهة غزو البكتيريا فإنه يستدير لمهاجمة أنسجة الجسم فيما يشبه بالفعل إصابة الإنسان بالنيران التى يطلقها الأصدقاء. يهاجم الالتهاب المفاصل التى تتورم وتصبح مؤلمة بمجرد لمسها، وقد يهاجم كل أنسجة القلب الأمر الذى قد يسفر عن إصابة عضلة القلب بالهبوط أو إصابة الصمامات بتشوهات تسفر عن ضيق أو اتساع مرضى فيها يخل بوظائفها.
● أعراض الحمى الروماتيزمية
تختلف أعراض الحمى الروماتيزمية وفقا لردة فعل الجسم فى مواجهة خلل الجهاز المناعى الذى يربكه فتتفاوت بين:
● ارتفاع درجة الحرارة.
● طفح جلدى يرتفع قليلا عن سطح الجلد ويتوزع على الصدر والظهر والبطن.
● ألم وتورم أحد المفاصل (غالبا الركبة أو الكوع) الكبيرة أو الصغيرة فى أحوال نادرة. التهاب المفصل يتسبب فى ارتفاع درجة حرارته واحمراره وقد تظهر عليه عقد صغيرة.
● قد يتطور الأمر لبعض مشكلات القلب والدورة الدموية مثل صعوبة التنفس، الإعياء.
● قد تظهر بعض الأعراض التى تطال الجهاز العصبى مثل حركات مفاجئة لا يمكن التحكم فيها للذراع أو الساق وربما عضلات الوجه وهو ما يعرف بالكوريا (Chorea) الأمر الذى قد يتسبب فى عدم التركيز أو مشاعر النزق والزهق دون سبب واضح.
قد تلاحظ كل تلك الأعراض مجتمعة وقد تأتى فرادى بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى ستة أسابيع بعد الإصابة باحتقان الزور وإن كان مما يزيد الأمر إرباكا أن غياب احتقان الزور، وارد أيضا الأمر الذى يزيد من صعوبة التشخيص وقد يتسبب فى تشخيص خاطئ يبعد كثيرا عن الحمى الروماتيزمية التى يجب علاجها تحديدا فى تلك الفترة باستخدام المضادات الحيوية التى قد تقى الإنسان مجمل خطرها.
مجرد الشك فى احتمال الإصابة بالحمى الروماتيزمية يتطلب إجراء التحليلات المعملية اللازمة فى الحال.
● تشخيص الحمى الروماتيزمية
يبدأ تشخيص الحمى الروماتيزمية بتسجيل كل الملاحظات الإكلينيكية بدقة ومنها حدة احتقان الزور، ألم المفاصل، الطفح الجلدى وتوزيعه على الجسم، الزوائد أو العقد التى تبدو بارزة على الجلد مقابلة للعظام والمفصل المصاب تبدو أهم العلامات التى تؤكد حدوث الحمى الروماتيزمية بالفعل.
ــ التحاليل المعملية للدم فيما يسمى بملف النشاط الروماتيزمى (Rheumatic Profile) والذى يضم سرعة ترسيب الدم ويرصد معدلات إنزيمات ترتفع مع النشاط الروماتيزمى مثل (ASOT & Creactive protein).
ــ عينة من الحلق (مسحة) تستخدم لإجراء مزرعة بكتيرية يمكن قراءة نتيجتها خلال أربع وعشرين ساعة للتأكد من وجود البكتيريا العنقودية أمر له أهمية فى تحديد نوع المضاد الحيوى القادر على إبادة البكتيريا مما قد يحمى الإنسان من كل الأخطار اللاحقة.
< علاج الحمى الروماتيزمية
يتوقف علاج الحمى الروماتيزمية على أوان اكتشافها أو تشخيص ما يمكن أن تسفر عنه من مشكلات.
ــ المضادات الحيوية الملائمة إذا ما أتت نتيجة مزرعة الزور إيجابية.
ــ علاج النشاط الروماتيزمى: علاج للأعراض مثل ارتفاع الحرارة والتهاب المفاصل وعادة ما يستخدم الأسبرين فى جرعات كبيرة محسوبة وفقا لعمر الطفل المصاب ووزنه وقد يضاف إليه الكورتيزون خاصة إذا طال الإلتهاب أغشية القلب.
المهدئات الملائمة إذا ما تعرض الجهاز العصبى لتأثير النشاط الروماتيزمى وغالبا ما يحتاج مصاب الحمى الروماتيزمية متى تأكد التشخيص إلى البنسلين والبنسلين طويل المفعول لمدة طويلة للغاية مع إجراء اختبار حساسية البنسلين مع كل حقنة. قد يستمر الأمر إلى أن يصل العمر إلى ما بعد الثلاثين.
ــ تجرى جراحات لاستبدال الصمامات التالفة بأخرى معدنية أو من أنسجة لحيوانات من البقر والخنازير أيضا صمامات من أنسجة حية لمتبرع وفقا لنوع الإصابة. وقد يتم توسيع الصمامات الضيقة باستخدام القسطرة البالونية فلكل حالة خصوصية وملابسات تتم مناقشتها بين طبيب القلب وجراحه.
● تداعيات الإصابة بالحمى الروماتيزمية وصمامات القلب
تنحسر الأعراض الحادة للحمى الروماتيزمية لكنها فى أغلب الأحوال تترك وراءها بذور للشر تنبت على مهل. سنوات قد تتعدى الخمسة أو تبلغ العشرة لتبدأ أعراض مبهمة فى بدايتها مصدرها إصابة صمام أو أكثر بتشوهات سرعان ما تبدأ فى إعاقة حركة الدم خلال هذا الصمام المصاب.
يعد الصمام الميترالى الأكثر عرضة للإصابة وهو الذى يزامل صمام الأورطى فى الجهة اليسرى من القلب. يتحكم صمام الأورطى فى كمية الدم المندفعة من البطين الأيسر إلى كل جسم الإنسان عبر شريان الأورطى الذى يخرج ليتفرع صاعدا للمخ وينحنى مستهدفا الجزء الأسفل بالكامل متشعبا واهبا الدم فى حركته الدائمة للأطراف.
أيضا يتحكم الصمام الميترالى فى قدر الدم النقى القادم من الرئات عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر.
تشوه الصمام يؤدى إلى نتائج وخيمة وخلل فى وظيفة الصمام. قد يبدأ بالضيق فتظهر أعراض قد تختلف بأن يضاعف أعباء الضيق ما يعرف بالارتجاع.
تختلف أعراض ضيق الصمام الميترالى وفقا لدرجة الضيق التى تزداد بمرور الوقت دون تدخل أو علاج. تبدأ بنوبات ضيق التنفس التى تزداد قسوتها مع الوقت وقد يواكبها ما يعرف بالذبذبة الأذينية تلك التى تخل بحركة الانقباض والانبساط التى يفترض فيها وحدة الحركة فيبدو الأذين غير خاضع لأى قانون مما يخل بالتوافق المطلوب ويعرض المريض للإصابة بالجلطة فى أى من الشرايين الهامة كالمخ والكلى.
يختلف مصير مريض ضيق الصمام الميترالى لكن الذى لا خلاف عليه هو قسوة الأعراض ومفاجأتها له من حيث لا يحتسب من آن لآخر حتى ينتهى الأمر إلى ضرورة إجراء الجراحة إما لتوسيع الصمام جراحيا إذا ما اقتصر التشخيص على ضيق الصمام أو لاستبداله بالكامل إذا ما أصابه التشوه بما قد يؤدى لارتجاع الدم الأمر الذى يعرض المريض للإصابة بهبوط القلب.
● علاج ضيق الصمام الميترالى باستخدام البالون
مع التقدم العلمى فى السنوات الأخيرة تطورت تقنيات علمية عديدة لتحل محل جراحات القلب التى رغم نجاحها فى حل العديد من المشكلات إلا أنها تظل تحمل بعضا من الأخطار خلال إجرائها إلى جانب ضرورة أن يظل الإنسان مطالبا بتناول الأدوية المسيلة للدم خشية تعرضه للإصابة بالجلطات وما يتبع هذا من ضرورة المتابعة المعملية مدى الحياة.
تعتمد تلك الطريقة على إدخال قسطرة تحمل بالونا يمكن ملؤه عند الوصول لهدفه والتحكم فيه. يعمل الطبيب على إدخال القسطرة (فى هيئة أنبوبة لينة) من وريد الفخذ فتزحف ببطء وهو يتابعها على شاشة للعرض إلى أن يصل بها إلى فتحة الصمام الميترالى فى مكانه بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر حينما يتأكد من وضعه الصحيح يبدأ فى نفخ البالون بحكمة وترو حتى يصل به إلى حجم يسمح بتوسيع الصمام المختنق ليظل برهة على حاله حتى يلين عناد الصمام الضيق فيستجيب للضغط الواقع عليه ويتسع بصورة تسمح بمرور الدم فى يسر من الأذين إلى البطين. يغادر الطبيب حينما يتأكد أن البالون قد أحدث الأثر المطلوب.
العلاج باستخدام البالون له شروط يجب أن تستوفى قبل اللجوء إليه. ليست كل الحالات يمكن علاجها باستخدام البالون الأمر الذى يستوجب تقييمها بدقة قبل اتخاذ القرار. رسم القلب والصور المختلفة للقلب باستخدام الصدى الصوتى ثم الفحص بالمنظار وربما تقنيات الفحص بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى أيضا. لكن فى نهاية الأمر هى الوسيلة التى تجنب المريض عناء الشعور بأنه عليل القلب طوال حياته وتوفر جهدا وكلفة مادية مستمرة فى المتابعة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك