يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه نجح في اغتيال القائد يحيى السنوار، الذي يُعد أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية. فقد كان السنوار نموذجًا مميزًا بين زعماء المقاومة، حيث رافقه السلاح منذ بداياته ولم يساوم على سياسة الثبات أمام العدو، متبعًا نهجًا مقاومًا لا يعرف التفاوض. إن بداية صعوده لم تكن مجرد تحول في مسار شخصي، بل كانت بمثابة انطلاقة لعصر جديد في النضال الفلسطيني، توجت جهوده بطوفان الأقصى.
وترصد جريدة "الشروق" لمحات من رحلة صعود القائد يحيى السنوار، التي كانت بداية لعهد جديد من المقاومة الفلسطينية.
* أول مقاتل يتزعم حماس
يعد يحيى السنوار هو أول رجل من كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الذي يتولى رئاسة الحركة بعد 3 من السياسيين هم الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية.
وعلقت التايمز الإسرائيلية في عام 2017، إبان فوز السنوار برئاسة حماس، بأن ذلك يعد نوعًا من التصعيد وتفوق الخيار العسكري بوصول أحد قيادات القسام إلى سدة الحكم في حركة حماس.
* عقلية لا تعرف غير السلاح
علق كوبي ميخائيل، من وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، في تقرير جيروزاليم بوست قائلاً إن السنوار يمثل التيار الأشد تطرفًا في حركة حماس، مضيفًا أنه لا يعرف سوى خيار المقاومة ولا يقبل بالتعاون مع إسرائيل.
وأشارت التايمز الإسرائيلية أيضًا في دلالة على شدة موقف السنوار من إسرائيل، إلى أنه أثناء فترة اعتقاله لم يكن راضيًا عن صفقة تبادل الأسرى التي حررته ونحو 1000 أسير فلسطيني آخر، لأنه رآها تحوي بعض التنازلات لصالح إسرائيل.
* شيخ القتلة والرجل 12
نقل إيف ساخاروف، محلل عسكري، لموقع والا العبري شهادات لأفراد من المخابرات الإسرائيلية الذين تعاملوا مع السنوار طوال فترة اعتقاله، والذين أكدوا أنه كان يشتهر باسمين فيهما الكثير من المهابة: "شيخ القتلة" و"الرجل 12"، وذلك لحيازته لقب "الرجل 12" لقتله 12 من الجواسيس المتعاونين مع الجيش الإسرائيلي.
يذكر أن السنوار ذكر في أحد الاعترافات إبان اعتقاله أنه أعدم عددًا من الجواسيس بنفسه، منهم رجل قام بخنقه بكوفيته حتى الموت.
* ترجيحات إسرائيلية لمصير الصراع في ظل وجود السنوار
صرح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، في عام 2017، بأن السنوار شخص يفكر باندفاع، وكلما تعزز وجوده في حماس، زاد الخطر على إسرائيل.
وقد ذكر مدير قسم الدراسات الفلسطينية بمركز التأديب الإسرائيلي، شاؤول مشعال، في عام 2017 أنه من المتوقع أن يضع السنوار، كرئيس لحركة حماس، إسرائيل على المحك بشكل غير مسبوق مقارنة بأي رئيس آخر لحركة حماس.