إقبال غير مسبوق على قراءة الأعمال الأدبية:الشعب الأوكرانى يتحصن بالكتب فى مواجهة هجمات الدب الروسى - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 2:42 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إقبال غير مسبوق على قراءة الأعمال الأدبية:الشعب الأوكرانى يتحصن بالكتب فى مواجهة هجمات الدب الروسى

كتبت ــ منى غنيم:
نشر في: الجمعة 18 مارس 2022 - 8:25 م | آخر تحديث: الجمعة 18 مارس 2022 - 8:25 م

قبل وقت قصير من الغزو الروسى لأوكرانيا، أحدثت جائحة الفيروس التاجى طفرة ثقافية غير متوقعة فى البلاد؛ حيث إنه من المعروف أن أوكرانيا لديها واحد من أقل معدلات التطعيم من الوباء المستجد حول العالم، إلا أن الحكومة لجأت لفكرة قسائم الشراء الثقافية لتشجيع الناس على تلقى التطعيم.
وقد توصل معهد الكتب الأوكرانية، وهو مؤسسة حكومية حديثة العهد نسبيًا، إلى فكرة تقديم «قسائم ثقافية»كمكافأة للحصول على لقاح (كوفيد ــ ١٩)؛ حيث يحصل متلقو اللقاح على قسيمة شراء بقيمة 1000 هريفنيا (حوالى 25 جنيهًا إسترلينيًا)، يمكنهم استعمالها لشراء تذاكر فيلم أو حفلة موسيقية أو عضوية فى صالة الألعاب الرياضية أو لشراء الكتب؛ وقد كشفت الاستطلاعات اللاحقة أن المواطنين الأوكرانيين أنفقوا أكثر من مليار هريفنيا على شراء الكتب.
وكان هذا بمثابة طفرة ثقافية؛ لأنها ليست عادة لدى الأوكرانيين الإقبال على شراء الكتب؛ فقد أشارت الدراسات إلى أن الأوكرانى العادى يقرأ كتابًا واحدًا فقط فى السنة، ولكن منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم واحتلت جزءًا من دونباس فى عام 2014، أصدرت السلطات الأوكرانية عدة قوانين بشأن الكتب؛ منها: حظر استيراد الكتب المطبوعة فى روسيا، وإجبار وسائل الإعلام على النشر باللغة الأوكرانية، وقد تم إطلاق برامج لدعم الكتاب المحليين وترجمة المؤلفين الأجانب إلى اللغة الأوكرانية مما أدى إلى طفرة فى تطوير دور النشر الأوكرانية وظهور العديد من الكُتّاب الجدد.
وتشهد أوكرانيا حاليًا حراكًا ثقافيًا ردًا على هجمات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فقد أقبل الناس على قراءة الكتب التى تمكنهم من فهم لماذا تشن روسيا الحرب على أوكرانيا الآن، حسب جريدة الجارديان البريطانية، ومن تلك الكتب كتاب «النحل الرمادى» للكاتب الأوكرانى، آندى كوركوف، الذى يوثِّق مراحل الصراع بين بلده وبين روسيا، ورواية «دار الأيتام» التى نشرها الكاتب سيرهى تشادان عام 2017 والتى تنقل تفاصيل الصراع فى شرق أوكرانيا، بيد أن هذا الحراك لا يزال يواجه العديد من التحديات؛ لأن ببساطة لا يملك أحد وقتًا للقراءة أو الكتابة الآن حيث كل مشغول بحماية أحبائه.
جدير بالذكر أن تركيز الشعب الأوكرانى منصب الآن على ابتكار أساليب للحماية الذاتية من هجمات الدب الروسى؛ لاسيما مع عدم وجود أية مساعدات دولية تلوح فى الأفق، فمنذ أن شنت روسيا هجومها يوم 24 من شهر فبراير الماضى أطلقت الصواريخ ليس فقط على البنية التحتية العسكرية، كما ادعى الرئيس فلاديمير بوتين، ولكن أيضًا على منازل المدنيين فى المدن فى جميع أنحاء أوكرانيا، كما بدأ الجيش الروسى فى تدمير المنازل السكنية، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وقد صوّر الباحث الحضرى، ليف شيفتشينكو، كيف قام جيرانه فى منطقة كييف السكنية بتحصين أنفسهم بالكتب؛ حيث قاموا بصف أكوام من الكتب أمام النافذة من الأعلى إلى الأسفل لسدها بالكامل، وقال «شيفتشينكو» أن الجيران لم يحرصوا عند الترتيب على إبراز الغلاف الخارجى؛ لذلك من الصعب تحديد ماهية معظمها، ولكن يبرز مجلد ضخم واحد فقط من أعمال الفنان الروسى، إيليا جلازونوف.
ومن المفارقات أن هذا الرسام، الذى شهد الحرب العالمية الثانية فى سن المراهقة وشهد انهيار الاتحاد السوفيتى، أيد علنًا سياسات فلاديمير بوتين الاستبدادية ورسم صورًا تمدح «عظمة» روسيا، والآن يستعمل الأوكرانيون لوحاته كحائط صد للدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الجوية للجيش الروسى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك