فر آلاف السكان من العاصمة السودانية الخرطوم، مع استمرار القتال في أنحاء المدينة لليوم الخامس بعد فشل وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضحت صحيفة "جارديان" البريطانية، أنه مع صباح اليوم الأربعاء، هز القصف المستمر ونيران البنادق الآلية والانفجارات الصاخبة وسط العاصمة السودانية مع تركيز القتال حول مجمع وزارة الدفاع والمطار، كما استمرت المعارك في أم درمان حول مبنى التلفزيون الحكومي.
وكان من المفترض أن تسمح الهدنة للسكان للمدنيين بالحصول على الإغاثة والإمدادات الأساسية.
إلى ذلك، أفادت الصحيفة البريطانية، بأن الآلاف من سكان الخرطوم بدأوا في مغادرة منازلهم، بعضهم في سيارات والبعض الآخر سيرا على الأقدام.
ونقلت "جارديان" عن عطية عبد الله عطية، سكرتيرة نقابة الأطباء السودانيين المتواجدة في العاصمة بأن "الخرطوم أصبحت مدينة أشباح".
ميدانيا، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس جيبريسوس، اليوم الأربعاء، إن 270 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من 2600 منذ بدء القتال، دون الكشف عن أعداد المدنيين والمقاتلين.
وبحسب نقابة الأطباء السودانيين، قتل 30 مدنيا أمس الثلاثاء، على الرغم من أن المجموع من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير. كما أصيب 245 مدنيا.
وأظهرت الإحصاءات الجديدة أن ثلثي القتلى المدنيين سُجِلوا خارج الخرطوم، مما يشير إلى مقدار القتال الذي وقع في المناطق النائية.
ونقلت الصحيفة عن طبيب من الخرطوم قوله إن "الوضع بالنسبة للمدنيين ليس جيدا في أي مكان في البلاد، لكنه سيئ بشكل خاص في نيالا ومروي".
وأضاف الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته خشية على حياته، أن "4 من زملائه قتلوا، كما تعاني جميع المستشفيات الرئيسية تقريبا من نقص حاد في الطاقم الطبي والأدوية والمياه والكهرباء والوقود والغذاء، وتم إرسال العديد من المرضى إلى منازلهم".
وتابع: "وبالنسبة للمدنيين، تتمثل المشاكل الرئيسية في قطع إمدادات المياه والكهرباء".
ومضى قائلا: "أنا شخصيا في مكان لا توجد فيه إمدادات من الماء والكهرباء منذ يومين".