الحج رحلة الصفاء المقدسة لا تخلو من أخطار - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحج رحلة الصفاء المقدسة لا تخلو من أخطار


نشر في: السبت 19 سبتمبر 2015 - 11:27 ص | آخر تحديث: السبت 19 سبتمبر 2015 - 11:27 ص

الحج يسعى فيه ملايين البشر قاصدين الأراضى المقدسة من كل فج عميق. يلبون نداء الرحمن ساعين إلى نيل رضاه وأداء فريضة يتممون بها فرائضه. مشقة يتمناها المريض قبل سليم البدن. لكن ما يضاعف من شدتها هو احتمال انتشار بعض الأمراض التى قد تهدد سلامة الحجيج وصفو تلك الرحلة الروحية المقدسة. حمى المخ الشوكية وأنواع الأنفلونزا وحمى الضنك ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية أهم تلك الأمراض التى يجب أن ينتبه الإنسان لخطورة الإصابة بها.

ـ التطعيم ضد الحمى الشوكية يضمن مناعة لا تقل عن ٩٥٪

ـ التطعيم من الأنفلونزا يقى من أنواعها

ـ تطعيم الالتهاب الرئوى واجب خاصة للمسنين والأطفال والمرضى بأمراض مزمنة

ـ اللقاح الواقى من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية مازال تحت التجريب

يتوافر للجراثيم والميكروبات أفضل مناخ ممكن يساعد على انتشار عدواهم واتساع رقعة نشاطهم فى مواسم الحج والعمرة. الزحام الشديد والمبيت فى خيام أو أماكن ضيقة نسبيا قد تغيب فيها معايير النظافة الكافية. أيضا اختلاط الجنسيات المختلفة القادمة من كل أنحاء المعمورة على اختلاف ظروفها المناخية والبيئية. إلى جانب ما يجتهد الإنسان فى بذله من طاقة فى أداء المناسك الأمر الذى يتأثر به جهازه المناعى خاصة لدى كبار السن أو من يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكر.

التهاب السحايا «أغشية المخ» أو الحمى الشوكية وحمى الضنك والأنفلونزا إن كان أهم الأمراض التى قد تفتك بالإنسان إذا انتشرت فى شكل وباء ليست وحدها التى تمثل خطورة على الإنسان. هناك العديد منه ما يهدد حياة الحاج من أمراض: التسمم الغذائى، عدوى فيروسات الكبد وفقا لطريقة انتقال العدوى خاصة فيروس التهاب الكبدى الوبائى A الذى ينتقل عن طريق الماء أو الطعام الملوث. أيضا B وC عن طريق أمواس الحلاقة وإبر الحقن وفرش الأسنان وفيروس الإيدز الذى ينتقل بذات الطريقة.

ـ التهاب السحايا «الحمى الشوكية» Meningitis

إصابة أغشية المخ بأى ميكروب يسبب التهابها الأمر الذى يعرف بالتهاب السحايا ورغم حدوثه فى الأحوال العادية بصورة أكبر لدى صغار السن إلا أنه عند انتشاره فى الحج يصيب الكبار من الرجال خاصة، ويصبح حامل الميكروب والمريض مصدرا لنقل العدوى وسببا فى انتشارها.

قد يسبب التهاب السحايا أحد الفيروسات أو البكتيريا التى يصاب بها الإنسان بداية فى أى مكان مثل التهاب الجيوب الأنفية أو الأذن أو الزور ثم ينتقل عبر الدم إلى أغشية المخ فيلهبها.

ـ الإصابة البكتيرية أكثر خطورة من الإصابة بالفيروس الذى غالبا ما يتعافى بعدها الإنسان، أما اليكتيرية فالشفاء منها أمر نادر الحدوث.

أهم الميكروبات المسببة لالتهاب السحايا Hemophilus Influenza type B and Striptococcus Pneumonia Pneumococcus and Neisseria Meningitids Meningococcus ثلاثة ميكروبات ضارية هى فيروس ب للأنفلونزا والعقدية الرئوية والنيسيريا السحائية.

ـ تنتقل عدوى التهاب السحايا بواسطة إفرازات الأنف والحلق من حامل الميكروب الذى لم تظهر عليه الأعراض أو المريض الذى ظهرت عليه الأعراض بالفعل. العطس والسعال وتداول استعمال المناشف والفوط والأدوات أهم طرق انتقال العدوى ونشرها.

ـ الوقاية من العدوى تبدأ بضرورة تعاطى اللقاح الذى يحقق مناعة قد تتعدى نسبة ٩٥٪ فى مواجهة الإصابة.

ـ أعراض الحمى الشوكية واضحة وقاسية تبدأ بانفجار الحمى وارتفاع درجة الحرارة والصداع القاسى وتصلب الرقبة وعضلات الظهر والكتفين. المتضرر من الضوء علامة مميزة للإصابة بالتهاب السحايا. الطفح الجلدى الداكن والإعياء المستمر الذى يصل إلى حد غياب الوعى والتوهان ثم الدخول فى غيبوبة.

ـ الأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسى

تعد الأنفلونزا الموسمية بأنواع فيروساتها الثلاثة A,B,C خاصة بعد أزمات أنفلونزا الطيور والخنازير التى شغلت العالم لأعوام ثمانية من أهم الأخطار التى يجب أن تستنفر جهود برامج الوقاية منها.

ـ من المعروف أن الفيروس المسبب للأنفلونزا ينتشر فى ثلاثة أنواع الأول A H3N2, H2N2, H1N1 الذى ارتبط بأنفلونزا الخنازير ثم B أو فيروس الأنفلونزا الموسمية الخطير ثم C الذى يرتبط بتفشيه فى إحداثيات محدودة.

ـ يجب أن يتناول الحاج هذا العام اللقاح الذى تم تحضيره حديثا والذى يحقق المناعة من أنفلونزا الخنازير، والأنفلونزا الموسمية السلالة B والسلالة N2N2 من النوع A أيضا. التطعيم يؤخذ فى صورة حقنة واحدة.

ـ الوقاية من أمراض الجهاز التنفسى عامة ومنها الإنفلونزا تبدأ بتفادى الزحام الأمر الذى يبدأ من المطارات والطائرات ولن يتوافر فى الحج على الإطلاق لذا يحسن على الأقل ارتداء الأقنعة الطبية خلال أداء المناسك والاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة كغسل الأيدى كلما كان ذلك متاحا وتجنب الرذاذ وتهوية أماكن الإقامة وتفادى استخدام أدوات الغير.

ـ حمى الضنك Dengue Fever

حمى الضنك حمى فيروسية حادة يسببها فيروس شرس تعرف من أنواعه أربع سلالات الإصابة بإحداها يحمى جزئيا من الإصابة بالأنواع الأخرى. اختلاف أنواعه يسفر عن اختلافات فى الأعراض وبالتالى مصير المريض والمرض.

الحرارة المرتفعة والصداع القاسى وآلام العضلات والنزيف وقلة عدد الصفائح الدموية والصدمة أعراض تتفاوت وفقا لنوع الإصابة التى تلعب البعوضة فى نقلها دورا مهما.

ـ إذا تطور الأمر لمرحلة الصدمة فانتقال المريض لغرفة العناية المركزية أمر تحتمه الأعراض التى من أهمها النزيف وازدياد تركيز الدم وضعف النبض وتراجع قراءات ضغط الدم.

ـ الوقاية من لدغات البعوضة بكل الطرق الممكنة مثل استعمال الناموسيات المعالجة بالمبيدات أو الأقراص الطاردة للبعوضة التى ينتج من إشعالها غازات ورائحة مميزة. استعمال الزيوت والكريمات الخاصة لدهان الوجه واليدين والأماكن المعرضة للدغ البعوضة.

ـ متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-Cov

الإصابة بفيروس كورونا تم تشخيصها للمرة الأولى فى عام ٢٠١٢ فى الجزيرة العربية السعودية وكان أن تم تشخيص حالات عديدة بعدها كلها مرت بالسعودية ثم خرجت إلى مختلف دول العالم. يعانى من يصاب بها بأعراض تنفسية متعددة تبدأ بالحرارة وضيق التنفس والسعال وقد لا تظهر تلك الأعراض وإن ظل الإنسان مصدرا للعدوى حاملا للفيروس.

تظل تلك العدوى خطيرة فى أغلب الأحيان مميتة حيث تتدهور حالة الإنسان بسرعة وتتفاقم الأعراض التنفسية التى يواكبها النزيف الداخلى والفشل الكلوى.

إلى الآن لم تتحدد طريقة انتقال العدوى وإن كانت تتم عند مخالطة المرضى والتعرض لملامسة أى من إفرازاتهم التنفسية أثناء السعال على سبيل المثال.

أهم ما يمكنك أن تحمى نفسك به خاصة وأنت عرضة دائما للزحام هو القناع الواقى وغسل الأيدى باستمرار وتفادى استعمال أدوات الآخرين. توقف تماما عن الترحيب بالآخرين بتقبيلهم. إحرص على نظافة الأسطح التى تلامسها مثل مقابض الأبواب، التليفون وغيرها.

علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية علاج للأعراض وفقا لتطور المرض ويتم دائما فى غرف الرعاية المركزة إذ إنه ليس هناك علاج قاطع للعدوى بالفيروس كما أنه ليس هناك لقاح واق حتى الآن.

ـ إرشادات صحية عامة أثناء تأدية المناسك

ـ يجب أن يحتفظ كل حاج بحقيبة صغيرة لا تفارقه تحوى الإسعافات الأولية مثل الشاش المعقم ومطهر ومضاد حيوى ويفضل فى صورة رشاش سريع الاستعمال إلى جانب الشرائط اللاصقة لتثبت الشاش.

بعض مسكنات الألم والمغص وعلاجات الإسهال، مضادات السعال وطارد للبلغم. مضاد حيوى، كريم لعلاج الحروق وآخر ملطف للالتهابات أو باسط للعضلات وآلام الروماتيزم إلى جانب الأدوية اللازمة لعلاجه باستمرار.

ـ شرب الماء النقى على مدار النهار.

ـ عدم استعمال أدوات الغير واستخدام موس جديد دائما للحلاقة خاصة إذا ما اضطر الإنسان للحلاقة على يد حلاق. مع مراعاة التخلص من الموس خشية أن تطأه قدم إنسان آخر. ينسحب الأمر أيضا على الحقن المستخدمة مثل إبر الأنسولين أو غيرها.

ـ تجنب الأطعمة المكشوفة وقد يحسن دائما استعمال الليمون الأخضر سواء بإضافته للطعام أو إضافته للماء.

حج مبرور وذنب إن شاء الله مغفور وعودة سالمة فى صحة وافرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك