مازالت الاحتجاجات مستمرة في أماكن مختلفة حول العالم؛ لدعم الفلسطينيين والدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكبها ضد المدنيين في القرى والمستشفيات ومنازل القطاع، وكان آخر الاحتجاجات التي أحدثت جدلا واسعا في الولايات المتحدة الأمريكية، ما حدث في مقر إحدى الشركات الاستثمارية الكبرى التي زعم المحتجون أنها تمول مصانع أسلحة إسرائيلية.

وذكرت صحيفة "الجارديان"، أنه انطلقت المزيد من الاحتجاجات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة بالولايات المتحدة، حيث فرقت الشرطة الحشود واعتقلت المتظاهرين في مواقع مختلفة، وتأتي مثل هذه المظاهرات في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي الأخيرة أن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل يتراجع.

وعلى خلفية تلك الاحتجاجات، اعتقلت شرطة نيويورك، يوم الجمعة، أنصارا مؤيدين لفلسطين احتلوا مقر شركة نيوز كورب الشركة الإعلامية التي تمتلك قناة "فوكس نيوز" وصحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، وفقا لمقاطع نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتجمع العشرات من المتظاهرين في بهو شركة نيوز كورب، وهم يهتفون "العار" و"فوكس نيوز.. لا يمكنك الاختباء"، و"أكاذيبكم تستر على الإبادة الجماعية".

وجرى اعتقال متظاهرين مؤيدين لوقف إطلاق النار في مدينة نيويورك بعد إغلاق مدخل مبنى المقر الرئيسي لشركة "BNY Mellon"، وهي شركة استثمارية ضخمة، والتي قالوا إنها تمتلك أسهمًا في إمدادات الأسلحة للجيش الإسرائيلي.

واتهم المتظاهرون بنك نيويورك ميلون بالاستثمار في شركة إلبيت سيستمز، وهي شركة دفاع وإلكترونيات مقرها إسرائيل، حيث تظهر المحفظة الاستثمارية لبنك نيويورك ميلون حيازة أسهم بقيمة 13.4 مليون دولار في شركة إلبيت، وفقًا لإيداع لجنة الأوراق المالية والبورصات للربع المنتهي في 30 سبتمبر، وبناء على تلك المعلومات التي ذكرها المحتجون تمسكوا بهتاف "العار عليكم!"، وتمكن بعض الأفراد من التسلل إلى المبنى مما أدى إلى تفاقم الوضع.

وفي الوقت نفسه، كان من المتوقع أن ينظم الطلاب في جامعة كولومبيا وجامعة نيويورك، اعتصامًا في بنك -لم يذكر اسمه- يمول مواقع الحرم الجامعي لجامعة نيويورك في تل أبيب، بحسب الجارديان.

ولكل من الجامعتين توسعات في الهيكل الجامعي الإسرائيلي، حيث يرى الطلاب أن الجامعات الإسرائيلية مبنية على أنقاض القرى الفلسطينية السابقة.

وقالت المنظمة الطلابية، في بيان صحفي، إن المظاهرة تهدف إلى تسليط الضوء على دور كولومبيا وجامعة نيويورك في إضفاء الشرعية على الفصل العنصري الإسرائيلي، والبنية التحتية المالية الضخمة المستخدمة لتمويل المشاريع العقارية في الداخل والتوسعات الاستعمارية الاستيطانية في الخارج.

وتشير تقارير إعلامية، إلى أنه من المتوقع حدوث المزيد من الاحتجاجات طوال عطلة نهاية الأسبوع في نيويورك وشيكاغو ومدن أمريكية كبرى أخرى.

ولم تكن هذه الحالات الوحيدة التي تدخلت الشرطة، وألقت القبض على متظاهرين، ففي سان فرانسيسكو بعد أن أغلق 200 شخص جزءا من جسر باي في احتجاج يدعو إلى وقف إطلاق النار، تم القبض على ما لا يقل عن 50 شخصا لتشكيلهم سلسلة بشرية بين السيارات.

وتأتي هذه الإجراءات الأخيرة ومحاولة السيطرة الأمنية، وسط تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل في الشهر الماضي، حسبما ذكرت "رويترز" في استطلاع رأي أجرته بمشاركة إبسوس.

وقال نحو 32% من المشاركين، إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل عندما سئلوا عن الدور الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة في القتال.

بينما قال 41% إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل في استطلاع أجرته "رويترز / إبسوس" يومي 12 و13 أكتوبر الماضي.

ووفقاً للاستطلاع، فإن غالبية الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل يجب أن تدعو إلى وقف إطلاق النار.

وقال حوالي 68% من المستطلعين، إنهم متفقون على أنه على إسرائيل أن تدعو إلى وقف إطلاق النار وتحاول التفاوض.