● نظير عياد: الحوار بين طوائف المسلمين فريضة إيمانية منذ بزوغ نور الإسلام
- علينا أن نداوي جراح الماضي ونبني جسورًا تعبر بها الأجيال إلى برٍّ آمن
- غياب مفهوم المواطنة العادلة كان البذرة الأولى لشجرة التعصب الطائفي
● علي الأمين: الحوار الإسلامي يجمع ولا يفرق، وهو السبيل لوحدة الأمة
- لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها من وحدة واعتصام بحبل الله
- التعددية الفقهية مصدر ثراء علمي لكن استغلالها السيئ هو ما يزرع الفرقة والشقاق
قال الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الحوار بين طوائف المسلمين لم يكن يومًا نافلة من القول، بل فريضة إيمانية منذ أن أشرق النور الأول لهذا الشرع الحنيف، وإن السعي للإصلاح بين الإخوة وصيةٌ تُذكِّر بأن المؤمنين كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ولفت إلى أن الحوار هو الجسر الأمين الذي يجمع الأمة ويوحد كلمتها، مشيرًا إلى أن آمال الأمة اليوم معقودة على علمائها ومرجعياتها الإسلامية، ما يوجب علينا مداواة جراح الماضي وصنع جسر آمن يعبر به أبناؤنا إلى مستقبل تُشرق فيه شمس السلام فوق كل خلاف.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي، المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، تحت عنوان "أمة واحدة ومصير مشترك".
وأكد المفتي أن غياب مفهوم المواطنة العادلة كان البذرة الأولى التي نبتت منها شجرة التعصب الطائفي الخبيثة، مشيرًا إلى أن التعصبات الطائفية تحوِّل الأوطان إلى ساحات من الكراهية والتناحر، وتجعلها لقمة سائغة للتدخل الأجنبي.
كما دعا إلى تأسيس رابطة عالمية مستقلة تُعنى بتوحيد جهود المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، بهدف تعزيز التفاهم المشترك، ودعم قيم المواطنة، وتطوير آليات التواصل المستدام بين العلماء والمؤسسات.
من جانبه، أوضح علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الحوار الإسلامي يجمع بين المتحاورين ولا يفرق بينهم، مؤكدًا أن الأمة اليوم لن يصلح أمرها إلا بما صلح به أمرها الأول، فقد اعتصم أبناؤها بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا، حتى غدوا بحق خير أمة أخرجت للناس. وأضاف أن المطلوب منا جميعًا هو الابتعاد عن كل عوامل الفرقة والانقسام، وإدراك أن وحدة الأمة من مقاصد شريعتنا السمحاء.
وبيّن أن التعددية في الرأي نشأت من الدعوة الصريحة للتمسك بالكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشددًا على أن الاختلاف بين العلماء في الرأي لم يكن سببًا للخلاف، بل إن استغلال هذه التعددية الفقهية بأسوأ صورة هو ما أدى إلى الفرقة والشقاق.
وأضاف أن المدارس الفقهية المتنافسة كانت في السابق مصدرًا للثراء العلمي، تحت راية الإسلام التي تجمعها جميعًا بعيدًا عن الصراعات، مطالبًا بضرورة مواجهة الطائفية الطارئة على مجتمعاتنا وبلادنا.
جدير بالذكر أن المؤتمر يأتي استجابةً لدعوة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022، وبرعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.
كما يشارك في المؤتمر أكثر من ٤٠٠ شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، والتأسيس لآلية حوار علمي دائم بين علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.