كتاب جديد لمؤرخة بريطانية يتناول تاريخ النسوية وحقوق المرأة - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 4:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتاب جديد لمؤرخة بريطانية يتناول تاريخ النسوية وحقوق المرأة

المؤرخة البريطانية
المؤرخة البريطانية
كتبت ــ منى غنيم:
نشر في: السبت 20 مارس 2021 - 2:12 ص | آخر تحديث: السبت 20 مارس 2021 - 2:12 ص
_ مناهضات للعبودية ومترجمات وعالمات وحقوقيات فى التعليم أبرز شخصيات الكتاب
ــ جامعتا «أكسفورد» و«كامبريدج» لم تسمحا للنساء بالالتحاق بهما فى الماضى

تاريخ المرأة المعاصر، منذ الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا، وتطوُّر النسوية ومكانة المرأة فى المجتمع عبر العصور، هو تيمة كتاب الروائية والمؤرخة البريطانية البالغة من العمر 78 عاما، روزاليند مايلز، الذى حمل عنوان «تاريخ المرأة فى العالم المعاصر»، والذى تناولت من خلاله تاريخ المرأة متطرقة عبره لأيقونات التمرُّد والثورة من النساء فى مختلف المجالات ــ الشهيرات منهن والمغمورات ــ خلال المائتى عام الماضية.
تستهل ــ حسب صحيفة «الواشنطن بوست» ــ كتابها بسرد نبذة عن النساء المغمورات اللاتى لم تسمع بهن من قبل؛ ففى الصفحة الأولى من الكتاب، نتعرف على أوليمب دى جوج، الشابة المفعمة بالحيوية، والتى تم إعدامها بمقصلة باريس فى نوفمبر عام 1793 بعد أن عاشت أوليمب حياة صاخبة طموحة، وكانت جريئة ومثقفة، واظبت «دى جوج» فى حياتها على حضور الصالونات الأدبية؛ حيث دافعت عن تعزيز حقوق المرأة (ربما تكون قد تكون أول من صاغت مصطلح مواطِنة)، كما كتبت مقالات ومنشورات والكثير من المسرحيات، وكانت إحدى المسرحيات تدور حول شرور العبودية وتجارة الرقيق، وفى الغالب كانت مسرحياتها تتضمن مواقفًا مدافعة عن حقوق المرأة، فقالت: «أيتها النساء، استيقظن... انطقن بحقوقكن! أيتها النساء، متى تتوقفن عن العمى؟.. ما هى المزايا التى جمعتهن فى الثورة؟ امتهان أكثر وضوحًا، وازدراء أكثر وضوحًا.. مهما كانت الحواجز الموضوعة ضدكن، فى وسعكن التغلب عليها؛ ما عليكن سوى أن تردن ذلك!».
وعندما سُجنت «دى جوج» بسبب آرائها المتطرفة، رفضت التراجع عنها أو الاعتذار عن مبادئها، وقد قيل عنها فى مقال فى إحدى الصحف الصادرة عام 1793 ما يلى: «أرادت أن تكون رجل دولة؛ يبدو أن القانون قد عاقب هذه المرأة لأنها نسيت الفضائل المناسبة لجنسها».
كما تحدثت الكاتبة عن الفتاة الأسترالية «باتيجارانج»، المنتمية لقبائل «إيورا»، والتى يرجع لها الفضل فى ترجمة لغتها الأم إلى اللغة الإنجليزية بعد أن تعلمتها من خلال علاقة جمعتها بملازم فى الأسطول البريطانى الأول، وذكرت أيضًا أسترالية أخرى هى «بارانجارو»، المرأة القوية التى حاربت الاستعمار، والتى خُلِد اسمها فى التاريخ بتسمية جزء من مدينة «سيدنى» باسمها، بالإضافة إلى سيرة الأختين «جريمكا»؛ سارة وأنجيلينا، اللتان دعتا لإلغاء الرق فى جنوب كارولينا.
كما تضمن الكتاب سيرة «السيدة أمبرلى»، التى سميت بـ «الشريرة»؛ لأنها تؤمن بتعليم الفتيات وحقوق المرأة فى التملُّك والتصويت والحصول على أجر متساوٍ مقابل ذات العمل الذى يعمله الرجال، وكان هذا عام 1871 فى عهد الملكة «فيكتوريا»، وحسبما ورد فى الكتاب، فإن المرأة قبل القرن التاسع عشر كانت مُهمّشة، وكان هناك إجماع عام على أن التعليم مضيعة للفتاة أو المرأة التى لا مستقبل لها سوى الزواج بعد تعلم أساسيات التدبير المنزلى ورضاء زوجها، وكان هناك اعتقاد سائد أن التعليم يُفقِد المرأة أنوثتها وخصوبتها.
ومن بين «المحاربات» الأخريات اللاتى تحدثت عنهن فصول كتاب «مايلز»، عالمة الفلك الألمانية ــ غير المُتعلِّمة ــ كارولين هيرشل، والتى اكتشفت بمساعدة شقيقها ثمانية مذنبات بالإضافة إلى أجسام أخرى فى السماء، وقد صرف لها الملك جورج الثالث مبلغ 50 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، مما جعلها أول امرأة فى بريطانيا تتحصل على راتب لكونها عالمة، وهناك أيضًا الإنجليزية مارى أنينج التى اكتشفت أول هيكل عظمى، ينتمى إلى عصور ما قبل التاريخ، فى مدينة «دورست» عندما كان عمرها 12 عامًا فقط، والأسكتلندية مارى فيرفاكس سومرفيل، التى حرمها والديها من التعليم فقررت تثقيف نفسها بنفسها، و قرأت كتب إقليدس فى مكتبة عائلتها وانتقلت من الهندسة إلى علم المثلثات وعلم الفلك، وكانت نهمة ومتشوقة للإبحار فى العلم، وعلى الرغم من منعها من الدراسة، عرفت بطريقة ما أن هناك شيئًا ما فى السماء، والذى تبين أنه كوكب نبتون، والذى لم تحصل على أى تقدير لاكتشافه، وبالإضافة إلى العمل كعالمة وباحثة، وجدت «سومرفيل» وقتًا للزواج مرتين، ولديها أربعة أطفال، وقد كانت عضوًا حيويًا فى مجتمع «إدنبرة» حتى عامها الحادى والتسعين.
كما أطلقت «مايلز» لغضبها النسوى العنان حين تحدثت عما فعلته جامعات «أكسفورد» و«كامبريدج» فى الماضى، فوفقًا لأصولهما الرهبانية والكهنوتية، كان لا يسمح للفتيات بالتعليم ويتم واستبعاد الطالبات لأطول فترة ممكنة، غير أنه مع استمرار الضغط من مجتمع النساء، استجابت جامعة «كامبريدج» وقامت بافتتاح كلية «جيرتون» التى تستقبل النساء عام 1869، وقلدتها جامعة «أكسفورد» عام 1878، بافتتاح كلية السيدة «مارجريت»، وتمثل تلك نقطة تحول فى تاريخ النسوية؛ حيث صار بإمكان النساء الالتحاق بجامعات إنجلترا المرموقة، باستثناء أنهن لم يستطعن ​​الحصول على درجات علمية.
وإلى جانب السير الذاتية الموجزة، تستعرض الكاتبة التهميش الذى عانت منه هؤلاء السيدات، وكذلك المجهود الذى بُذِل من قِبَل رجال فى السلطة لإبعاد النساء عن الصورة سواء كان ذلك على المستوى السياسى أو الاجتماعى أو العلمى، وقالت «مايلز» عبر كتابها: «هيكلنا الاجتماعى تطوّر من كتابات الحكيم العظيم كونفوشيوس، الذى أوضح فى جميع تعاليمه أن النساء يدينن بالطاعة الكاملة لكل رجل فى حياتهن، من الحاكم إلى الزوج حتى ابنهن الأصغر سنًا»، كما انتقدت سياسة تجاهل الإنجازات التى قدمتها النساء حتى عهد ما بعد الحرب العالمية، فأردفت: «عندما اعتمد عالما كامبريدچ چيمس واتسون وفرانسيس كريك، على أبحاث روزاليند فرانكلين فى اكتشاف الحمض النووى فى عام 1953، حصلا على جائزة نوبل بينما لم تحصد فرانكلين تقديرا علميا عن بحثها المختص».
وقد وضعت «مايلز» تلميحات عديدة إلى أن حياة النساء التقليدية التى تتمحور حول الزوج والأسرة ليست دائمًا الأكثر إرضاءً أو إثراءً؛ فعلى سبيل المثال اقتبست من الكاتبة الإنجليزية فيتا ساكفيل ويست مقولتها عام 1931: «أطفالك، زوجك، رونقك، لم يكونوا سوى عقبات أبعدتك عن نفسك. لقد كانوا ما اخترته ليحلوا محل مهنتك الحقيقية».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك