عجز بالموازنة وانكماش تاريخي.. خسائر فادحة لإسرائيل في حرب غزة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عجز بالموازنة وانكماش تاريخي.. خسائر فادحة لإسرائيل في حرب غزة

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأربعاء 20 مارس 2024 - 11:00 ص | آخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2024 - 11:01 ص

تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة شهرها الخامس، وسط تفاؤل حذر بإتمام صفقة لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بشروط من الطرفين، رغم الجمود المسيطر على مفاوضات القاهرة.

وتكبدت إسرائيل خسائر كبيرة بسبب حربها الضروس على قطاع غزة على مستوى الاقتصاد والجيش والسياسة.

* 20 مليار شيكل خسائر حرب غزة

أعلن مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن الأضرار منذ بداية الحرب في الجنوب والشمال بلغت أكثر من 20 مليار شيكل، أضرار مباشرة وغير مباشرة، وهو أمر غير مسبوق.

وقالت صحيفة جلوبس الإسرائيلية، إن الحكومة وافقت في بداية الحرب على استقدام 65 ألف عامل بناء للعمل في قطاع البناء والتشييد، لكن عددا محدودا جدا استطاع الوصول للداخل المحتل.

وأضافت الصحيفة، أنه لا يزال معدل وصول العمال غير الإسرائيليين للعمل في قطاع البناء في إسرائيل، والذي يحتاج إلى القوى العاملة، منخفضًا بشكل مثير للقلق.

ووفقا للصحيفة، فقد كان من المقرر أن يستقدم 45 ألف عامل بموجب اتفاقيات ثنائية، بالإضافة لاستقدام نحو 20 ألف عامل آخر على المسار الخاص الذي حددته الوزارة، وآخرين إضافيين في مسارات أخرى لقطاع البنية التحتية.

* عجز بالموازنة وانكماش تاريخي.. الاقتصاد الإسرائيلي من سيء لأسوأ

في فبراير المنصرم نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن 12 عضوًا من الكنيست (البرلمان) في وقت سابق قولهم، إن تجميد قطاعات اقتصادية في إسرائيل نتيجة منع دخول العمال الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر للعمل يكلّف 3.1 مليارات شيكل يوميا (820 مليون دولار) بناء على بيانات من وزارة المالية.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية، قد حذرت في فبراير الماضي من المخاطر المحتملة لقرار استقدام العمال غير الإسرائيليين، لأنه قد يؤدي إلى زيادة وتيرة الاتجار بالبشر، وفقا لصحيفة "كالكاليست".

وفرضت الأشهر الخمسة للحرب أعباءًا على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي تضرر بشكل كبير وغير مسبوق في تاريخه، هذه الأعباء أدت لانكماش غير مسبوق، مما وضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حرج مع الشارع الرافض لسياسته قبل الحرب عامة وبعدها خاصة، وحملوه مسؤولية نجاح عملية طوفان الأقصى على مستوطنات قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

ورُغم سير الاقتصاد الإسرائيلي على طريق التعثر منذ نهاية العام المنصرم، إلا أن نتنياهو طالما رفض وقف إطلاق النار في غزة، بما أثر بالسلب على الميزانية العامة لإسرائيل.

في 21 فبراير المنصرم، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إن الاقتصاد الإسرائيلي انكمش بنحو الخمس في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، أي خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأردفت الصحيفة، أن الحرب ألحقت خسائر فادحة بالإنفاق الاستهلاكي والتجارة والاستثمار الإسرائيليين، وفق ما أظهرته البيانات.

* أسباب جوهرية أدت لتضرر الاقتصاد الإسرائيلي

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مؤخرًا، أن الحرب المستمرة منذ أشهر، ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد الإسرائيلي، الذي انكمش بنسبة 20% تقريبًا على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2023.

وأضافت الصحيفة، أن ذلك حدث نتيجة حشد رقما قياسيا بلغ 300 ألف جندي احتياطي، فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف من المستوطنين في شمال إسرائيل وجنوبها، وتراجع الإنفاق الاستهلاكي، كما تم منع حوالي 150 ألف عامل فلسطيني من دخول إسرائيل من الضفة الغربية المحتلة، وكانت هذه العوامل بين أسباب تراجع أداء الاقتصاد الإسرائيلي.

ومع نهاية العام المنصرم، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الاقتصاد الإسرائيلي يترنح مع تقلص العمالة بسبب حرب غزة، محدثة تحول في اقتصادها واقتصاد الضفة الغربية، حيث أدى قرار منع أكثر من 100 ألف عامل فلسطيني من دخول إسرائيل إلى تقليص حجم العمالة منخفضة التكلفة في الداخل المحتل الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 9 ملايين نسمة، والمعروف بأجوره المرتفعة نسبيًا، وقوانين الهجرة الصارمة التي تجعل من الصعب على غير اليهود العيش فيه.

في الوقت نفسه، استدعى جيش الاحتلال ما يقرب من 400 ألف جندي احتياطي، ويقدر المسؤولون أنه تم نقل 250 ألف إسرائيليًا مؤقتًا على الأقل من منازلهم، خاصة من المناطق التي يُنظر إليها على أنها عرضة للهجمات، مما يمنع الكثيرين من الذهاب إلى عملهم، إضافة إلى ذلك فإن حوالي 20% من الموظفين الإسرائيليين لا يعملون بسبب الخدمة العسكرية أو الانتقال إلى مكان آخر.

وقالت وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، إن التكلفة التي يتكبدها الاقتصاد بسبب غياب العمال الإسرائيليين وصلت لحوالي 13 مليار شيكل، بما عادل 3.6 مليار دولار في منتصف نوفمبر.

* ضعف عدد الاصابات

قد لا تكشف إسرائيل رسميًا عن خسائر الاحتلال في غزة، لكن تقارير طبية من داخل تل أبيب تشير إلى أنّ جيش الاحتلال لقى في غزة ما لم يواجهه سابقا.

وفقًا لصحيفة "تيليجراف" البريطانية، فقد كشف مسؤول طبي بارز في صفوف جيش الاحتلال يدعى آفي يانوف، أن عدد القوات الإسرائيلي التي تعاني من إصابات شديدة خلال الحرب وصل ضعف عدد الإصابات المشهود خلال الخرب، التي وصفها بأنها أكبر وأسوأ صراع خاضته إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.

أما عن طبيعة الإصابات، فيشير المسؤول إلى أن الجنود يفقدون أطرافهم ويعانون من إصابات مستديمة مدى الحياة على مستوى العين والوجه، نتيجة المتفجرات التي يستخدمها أفراد حركة حماس في غزة، مشيرًا إلى أن بيانات الجيش تقول أن إجمالي عدد الجنود المصابين في صفوف جيش الاحتلال وصل إلى 2784 جنديًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت سابق، أنه في حين انهيار منظومة الصحة النفسية في إسرائيل، بعد 7 أكتوبر الماضي، فإن عشرات الأطباء العاملين في المجال غادروا إسرائيل إلى بريطانيا. وقبلها صرح مديرو مراكز الصحة النفسية، أن أحداث 7 أكتوبر تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي، بينهم آلاف الجنود المدمرين نفسيا من غزة.

وأكد موقع "واللا" الإخباري العبري، أنه تم الاعتراف بنحو 4 آلاف جندي (أصيبوا بإعاقة) من الدرجة الثالثة، ما يعني أنه يحق لهم الحصول على جميع العلاجات والحقوق التي يتمتع بها شخص معوق في جيش الاحتلال، كما تدفع لهم الرواتب ويعالجون بالكامل، وهو ما يكبد إسرائيل مزيدًا من الخسائر المادية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك