نساء من عصر النبوة (30).. الشفاء بنت عوف: حضرت مولد النبي - بوابة الشروق
الخميس 23 يناير 2025 9:48 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نساء من عصر النبوة (30).. الشفاء بنت عوف: حضرت مولد النبي

منال الوراقي
نشر في: الخميس 20 أبريل 2023 - 10:10 م | آخر تحديث: الخميس 20 أبريل 2023 - 10:10 م
تعد سير الصالحات تربية عملية للنفوس، وغَرْس للفضائل، وتدريب على التجمل بالآداب الإنسانية في ميادين الخُلُق والرضا وطاعة الله؛ ذلك لأن التربية بالاقتداء من خير الأساليب التربوية؛ لصقل الطباع، وتهذيب المشاعر، والسير قدما على طريق التقوى والاستقامة.

وفي عصر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- برزت قصص عشرات النساء في حياة نبي الأمة، ممن كان لهن أثر عظيم في عصرهن والعصور التي تلته، أفرد لهن المؤلف والمترجم السوري أحمد خليل جمعة كتاب "نساء في عصر النبوة" الصادر عن دار نشر ابن كثير، ليركز على دورهن وما جرى لهن من أحداث ترتبط بالدعوة الإسلامية وبالرسول.

الشفاء بنت عوف.. قابلة النبي التي حضرت مولده وتشرفت باستقباله

الاسم الحسن:

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها ارتباطاً وتناسبا، وللأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثير عن أسماعها في الحسن والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة.

ولهذا فقد كان رسول الله ﷺ يستحبُّ الاسم الحسن، لما فيه من الصفات المحمودة، وقد تحققت هذه الأسماء لرسول الله ﷺ حين ولادته في الوالدة والقابلة والحاضنة والمرضع.

ففي اسم الوالدة والقابلة: الأمن والشَّفاء، فأمه أمنة وقابلته الشفاء، وفي اسم مرضعته - أولاً - التي هي ثويبة: الثَّواب، وفي اسم مرضعته المستقلة برضاعه التي هي حليمة السعدية: الحلم والسعد.

كانت الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، إحدى النسوة الفاضلات اللاتي شطرت لهن الشعادة ببركة المصطفى، إذ كانت قابلته وحضرت مولده وتشرفت به، روت الشفاء نفسها خبر المولد المفرح فقالت: لما ولدت آمنة محمداً وقع على يدي، فاستهل، فسمعت قائلاً يقول: رحمكَ ربُّكَ.

فأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الشام، ثم ألبسته، وأضجعته، فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب وقشعريرة، ثم أسفر عن يميني، فسمعتُ قائلاً يقول: أين ذهبت به؟ قال: إلى المشرقِ ولن يعود أبداً. فلم يزل الحديث مني على بال حتى ابتعث الله عَزَّ وَجَلَّ رسوله فكنتُ في أولِ النَّاس إسلاماً.

وفي رواية أخرى تشير إلى أن الشفاء قابلته، ما أورده صاحب السيرة الدحلانية أنَّ الشفاء قالت: لما ولد رسول الله، وقع على يدي، فسمعت قائلاً يقول : رحمك الله.

أولادها: أحد المبشرين بالجنة

أكرم الله عزَّ وجلَّ الشَّفاء بمولودٍ سعيد سبقت له السَّعادة وهو في بطن أمه، إنَّه ابنها عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنَّة، وأحد الثّمانية الذين بادروا إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل الخلافة فيهم، وهو الذي غيّر رسول الله له اسمه وسماه عبد الرحمن رضي الله عنه وأرضاه.

كما كان لأولاد الشفاء شرف السبق إلى الإسلام فأسلموا جميعاً وهم الأسود وعاتكة والشفاء أخت عبد الرحمن.

مكرمة وكرامة:

كانت الشفاء الله عنها من المهاجرات إلى المدينة المنورة، وبذلك نالت قصب السبق في هذا المضمار.

ومن كرامة الشفاء أنَّه جاءت فيها سُنَّةُ العتاقة عن الميت، فإنَّها ماتت في حياة النبي، فقال ابنها عبد الرحمن: يا رسول الله، أعتق عن أمي؟. فقال: نعم. فأعتق عنها.

وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، باراً بأمه في حياتها وبعد مماتها وشهد له رسول الله ﷺ بالخيرية فقال: "خياركم خياركم لنسائي"، فأوصى لهن عبد الرحمن بحديقة قومت بأربعمئة ألف.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك