تلاحظ الأم بكاء الطفل عندما يرى وجوه غير مألوفة أو أشخاص لا يلاحظهم يوميًا في المنزل؛ ما يسبب لها القلق على الطفل.
وأوضحت عالمة النفس الفرنسية كاثرين بييرات، أن خوف الطفل أو بكائه عند رؤية الغرباء أو الأقارب شيء طبيعي خلال الشهر السابع إلى التاسع من عمره؛ فهو يبدأ حينها التمييز بين من يعرفهم ومن لا يعرفهم، ويحفظ شكل أشقائه والأب والأم.
وأكدت أن الطفل يحفظ بشكل عام من يقومون برعايته أو يصادف وجودهم معه بنفس المكان لفترة طويلة، ويمكن بعدما يتم الطفل 9 أشهر أن ينجذب لأشخاص غير الأم والأب؛ بدافع قضائه وقتًا مرحًا معهم أو أصبح يعرفهم بشكل جيد، وأبسط مثال على ذلك، المربية التي تخصص لرعاية الطفل منذ الصغر- وفقًا لموقع "دكتيسيمو" الفرنسي الخاص بالصحة.
وقالت بييرات، إن خوف الطفل عند رؤية شخص غريب ينبع من اعتقاده أن الشخص الذي يحبه أو الذي يرعاه اختفي أو أن آخر غريب أخذه بعيدًا ولن يرى من يحبهم مرة ثانية، والخوف هنا عاطفة أساسية داخل الصغير مدفوعة بغريزة البقاء، وعادة ما يتوقف الخوف والبكاء عند رؤية الغرباء عند سن سنتين.
وأضافت أن البكاء والخوف، هما العلامات الأكثر شيوعًا بين الأطفال عند رؤية أشخاص غرباء، ولكن هناك أطفالا يظهر عليها رد فعل آخر، وهو عدم الابتسام أو تجنب التفاعل مع الآخرين أو التمسك بالأم أو غلق العين عند التحدث إليهم أو النظر بعيدًا طوال الوقت، وهذه العلامات تظهر أيضًا عندما يذهب الطفل لمكان غير مألوف.
ونصحت عالمة النفس، بعدة أشياء تساعد الطفل على الاطمئنان، مثل التحدث معه عن أن شخصًا غريبًا سيأتي للمنزل ومنح أكبر قدر من التفاصيل عنه، والطفل سيفهم ذلك وسيصل إليه أن الأم تحاول بث الطمائنينة داخله وسيتقبل الأمر سريعًا.
وأوضحت أنه يجب على الأم معانقة الطفل بمجرد تواجده مع أقارب جدد عليه حتى يشعر أنها بجانبه ولن تتركه، مع عدم دفع الطفل ليكون في أحضان الآخرين الذي يعتبرهم غرباء؛ لأن هذا سيزيد من خوفه، وعدم الغضب عليه عند البكاء أو توبيخه.