في كتابه "قراءة للعقل المصري"، الصادر عن دار الكرمة، وتحت عنوان "العلاقة بين اليأس والتطرف"، يقول الدكتور أحمد عكاشة، الذي صك مصطلحات جديدة في الطب النفسي، وأفضل هواياته ترجمة الوجدان وتفسير العقل المصري، ومحارب الدجل والخرافة والسحر وعشوائية التفكير، "لا أعرف من هو الكاتب أو المسؤول الذي أطلق على الجماعات المتطرفة تعبير «التطرف الإسلامي»، لأن الكلمتين متناقضتان، والتطرف لا يتواكب مع الإسلام، والإسلام لا يتواكب مع التطرف، فبالتالي كيف نطلق على هذه الجماعات «إسلامية»، فهذه الجماعات مكونة من بعض الشباب الفاشل اليائس الذي لا أمل له في مستقبل دراسي أو سياسي، ومن ثَمَّ فهم يعيشون يومًا بيوم.
وأوضح أن هؤلاء الشباب ليس لهم علاقة بالإسلام، وأنهم يعيشون بخدعة من أمراء هذه الجماعات، وأن التدين الصحيح يأخذ بنوع من الشورى والتقوى والتسامح، ولو لم يكن كذلك لما اعتنق أحد الدين الإسلامي، وأن هذه الجماعات هي إفراز نفوس مريضة، ومن النادر أن يكون إنسان ما ناجحًا عمليًّا وأسريًّا وعنده المسكن والعاطفة في الأسرة ويتجه لهذه الجماعات.
أن ما يكتبه الدكتور أحمد عكاشه في هذه المقالات يُعد روشتة علاج، يرسم فيها خارطة طريق، ويضع مانيفستو خطة عمل ودستور ممارسة، علينا بتحليلها واستيعابها وفهمها وتشربها وتسريبها إلى مسام العقل والروح لنبني جمهوريتنا الجديدة التي تحتاج إلى تحليق خارج السرب، والبعد عن دفء قطيع الأفكار.
أحمد عكاشه طبيب نفسي مصري من مواليد 1935. تخرج في جامعة عين شمس عام 1957، ثم سافر في بعثة دراسية إلى إنجلترا. وعند عودته كان أول من أدخل قسم الأمراض النفسية في كليات الطب في مصر عام 1964.
ألَّف واشترك في تأليف 47 كتابًا، و276 بحثًا علميًّا، وهو رئيس وعضو هيئة تحرير أكثر من 20 مجلة طب نفسي محلية وعالمية. ترأس، في فترات مختلفة، الجمعية المصرية للطب النفسي، والجمعية المصرية للطب النفسي البيولوجي، واللجنة العلمية لزمالة الطب النفسي المصرية، واتحاد الأطباء النفسيين العرب، والجمعية العالمية للطب النفسي.
نال الدكتور عكاشه جوائز وأوسمة عديدة، أهمها: الجائزة التقديرية الرئاسية من الجمعية الأمريكية للطب النفسي سنة 2006، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لسنة 2013.