حث حزب "اليسار" الحكومة الألمانية، على النأي بصورة أكبر عن الولايات المتحدة والتعاون بشكل أوثق مع الصين.
وقال زعيم الحزب، مارتن شيردفان، قبل محادثاته مع قيادات سياسية في بكين اليوم الاثنين: "يجب على الحكومة الألمانية تصحيح استراتيجيتها تجاه الصين"، مضيفا أن برلين تراهن كثيرا على التصادم و"وألصقت نفسها بجانب الولايات المتحدة"، معتبرا ذلك قصرا حادا في النظر.
وأضاف: "علينا في الاتحاد الأوروبي أن نجعل أنفسنا مستقلين عن مسار التسلح والتصعيد الذي تسلكه الولايات المتحدة وعن أنظمة الوقود الأحفوري مثل روسيا".
وطالب زعيم اليسار بتعزيز صيغ المفاوضات الدولية، وذلك فيما يتعلق أيضا بالنزاع الأوكراني، وتابع: "من المهم الآن أن ننهي الحرب العدوانية الروسية، التي تنتهك القانون الدولي، من خلال تعزيز الجهود الدبلوماسية ومن خلال مبادرة مشتركة مع الصين والهند والبرازيل، وذلك حتى ضد إرادة الولايات المتحدة، في حالة الشك"، مؤكدا أنه لن يتسنى جلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات إلا بالتعاون مع الصين.
كما طالب شيردفان جيوش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتركيز على "القدرة على عدم التعرض لهجوم"، موضحا أنه يمكن تحقيق ذلك أيضا دون تسلح، وقال: "لا يمكن تحقيق الأمن لأوروبا إلا من خلال إعادة هيكلة اجتماعية وبيئية حاسمة واستثمارات ضخمة. يتعين هنا توسيع التعاون الاقتصادي بدلا من تقييده"، مضيفا أن الصين ستظل الشريك التجاري الأهم.
ويعتزم شيردفان خلال زيارته لبكين لقاء أعضاء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي ووزير الشئون الدولية ليو جيانتشاو، ضمن مسئولين آخرين.
ويتعرض زعيم اليسار لضغوط بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية ويريد أن يمنح حزبه صورة جديدة، وذلك أيضا في ضوء المنافسة مع حزب "تحالف سارا فاجنكنشت".