في ذكرى مقتل بريجوجين.. أين مقاتلو مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية الآن؟ - بوابة الشروق
الخميس 12 سبتمبر 2024 6:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى مقتل بريجوجين.. أين مقاتلو مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية الآن؟

بي بي سي
نشر في: الخميس 22 أغسطس 2024 - 8:31 ص | آخر تحديث: الخميس 22 أغسطس 2024 - 8:31 ص

مضى عامٌ على مقتل زعيم مجموعة فاغنر المرتزقة الروسية، يفغيني بريغوجين، وما يزال الغموض يكتنف ماذا حدث لإمبراطوريته التي كانت تضم مقاتلين ينتشرون في شتى أرجاء أوكرانيا وسوريا ومناطق في قارة أفريقيا.
تحدثت بي بي سي الروسية إلى مقاتلين سابقين وآخرين مقربين من مجموعة فاغنر بشأن ما حدث بعد تمردها القصير ضد موسكو ومقتل بريغوجين المفاجئ في حادث تحطم طائرة.
في سبتمبر 2023، وقف شاب قوي البنية عند مكتب تسجيل الوصول في مطار إسطنبول الدولي، مرتدياً كوفية وغطاء رأس، راغباً في الوصول إلى ليبيا، ومنها إلى دولة أفريقية أخرى بحثاً عن عمل جديد.

كان الشاب مقاتلاً في صفوف مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، التي يحيطها الغموض، والمنتشرة على نطاق واسع في عدة مناطق، والتي أسسها وتزعمها يفغيني بريغوجين.
سيطرت مجموعة فاغنر على شركات ومشاريع بمليارات الدولارات، وعملت في سوريا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا، وشكل مقاتلوها عنصراً بالغ الأهمية في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقدَّرت وزارة الدفاع البريطانية، في يناير 2023، وجود ما يصل إلى 50 ألف مقاتل من مرتزقة فاغنر على الأرض في أوكرانيا.
بيد أن نحو 20 ألف مقاتل، معظمهم من السجناء السابقين، قُتلوا في معركة الاستيلاء على بلدة باخموت الصغيرة، وفقًا لقائمة حصلت عليها بي بي سي الروسية، الأمر الذي دفع بريغوجين إلى سحب مقاتليه المتبقين في مايو 2023، وألقى باللائمة على وزارة الدفاع الروسية بلهجة مسيئة، وانتقدها لعدم توفير الذخيرة.

بيد أن الشاب، المقاتل السابق، نجا دون أي إصابات تذكر، وتلقى في الشهر التالي رسالةً عبر تطبيق تلغرام تدعوه إلى الانضمام إلى ما أُطلق عليه "مسيرة العدالة".
كان هذا الشاب من بين مقاتلي فاغنر الذين صدموا العالم بتنظيم تمرد ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والاستيلاء على مدينة روستوف أون دون في جنوبي روسيا.
كانت المرة الأخيرة التي رأى فيها الشاب زعيم فاغنر بريغوجين عندما ركب سيارةً، ووقف لالتقاط صور سيلفي، ثم غادر المدينة.


بعد ذلك تراجعت مجموعة فاغنر عن تهديداتها الأولى بالزحف إلى موسكو، وأُبرم اتفاق بموجبه قال بوتين إن مقاتلي فاغنر يمكنهم إما الانضمام إلى الجيش الروسي أو الذهاب إلى بيلاروسيا مع بريغوجين.
كانت هذه هي النقطة التي جعلت الشاب يعتقد لأول مرة أن حياته المهنية في فاغنر قد انتهت.
وأضاف: "عندما بدأت تُبرم الاتفاقات، وحالة من التردد، مع ذهاب البعض إلى بيلاروسيا، والبعض الآخر إلى أماكن أخرى، اتخذت قرار الذهاب إلى مكان آخر".

وبعد شهرين، في 23 أغسطس 2023، تحطمت طائرة خاصة كان على متنها بريغوجين شمالي موسكو، وقُتل مع العديد من أعضاء فاغنر الآخرين.
ونفى الكرملين شائعات تورطه في تدبير لعبة "غير شريفة" تسببت في الحادث، بيد أن كثيرين، ومن بينهم الشاب المقاتل السابق، لم يقتنعوا بذلك.
وقال: "عندما قتلوا الرجل (بريغوجين)، لم يتبق لي شيء في روسيا".
وبينما كان يدرس خياراته، بدأت عملية سقوط أصول مجموعة فاغنر وأنشطتها في شتى أرجاء العالم بشكل متزايد وسيطرة الحكومة والجيش الروسيين على كل شيء.


كان لدى الشاب جواز سفر ساري المفعول، وبعض المدخرات، وخبرة قتالية، فقرر السفر إلى سوريا، التي قاتل فيها في وقتٍ سابق.
وقال مصدران لبي بي سي الروسية إن المقاتلين المرتزقة في سوريا عُرض عليهم توقيع عقود مع الجيش الروسي.
وأضاف الشاب، وهو يقسم أن الخيار أمامه كان إما وزارة الدفاع أو الضياع، أنه لم يرغب في التوقيع على عقود الجيش الروسي وجلس عاطلاً عن العمل لمدة شهرين تقريباً، ولم يعترض أحد عندما قرر البحث عن عمل في أفريقيا.

كان نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، قد توجه إلى شمالي أفريقيا في نفس الوقت تقريباً.
وبصحبة شخصيات بارزة من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي، زار يفكوروف دولاً كانت فاغنر نشطة فيها، مثل ليبيا وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، ثم زار في رحلة لاحقة النيجر.
ووفقاً لتقرير صادر عن معهد الخدمات المتحدة الملكي ومقره المملكة المتحدة، أوصل نائب وزير الدفاع الروسي رسالة مفادها بأن "التعهدات السابقة (التي قطعتها فاغنر) سيجري الوفاء بها" ولكن التعاملات ستكون الآن "مباشرة مع وزارة الدفاع الروسية".


ويضيف التقرير أن بعض قوات فاغنر السابقة في أفريقيا تقدم الآن دعماً عسكرياً للأنظمة الحاكمة، بما في ذلك الدعم في مواجهة الإسلاميين وغيرهم من المتمردين، في مقابل الاستفادة من الموارد الطبيعية المهمة استراتيجياً.
وشهدت مالي والنيجر وبوركينا فاسو خلال السنوات الماضية عمليات عسكرية بغية الاستيلاء على الحكم، رافضة الروابط القديمة مع فرنسا في ظل التقارب مع روسيا، وفي ذات الوقت، بحسب التقرير، تولي روسيا اهتماماً بالمعادن مثل الليثيوم والذهب واليورانيوم.
وبدأ ظهور إعلانات عن تجنيد مرتزقة للانضمام إلى صفوف "الفيلق الأفريقي" التابع لوزارة الدفاع الروسية في نهاية عام 2023.

وأخبرنا الشاب، المقاتل السابق، لاحقاً أنه وصل إلى الدولة الأفريقية التي كان يرغب في الذهاب إليها.
وقال إنه وجد أن العمل كجندي مرتزق وظيفة مثل أي وظيفة أخرى، واعتقد ببساطة أن مستقبله سيكون أفضل في أفريقيا مقارنةً بأوكرانيا أو بيلاروسيا.
وأضاف أن معظم زملائه السابقين جُندوا في وزارة الدفاع الروسية، واستمروا في الخدمة في وحدات جرى تشكيلها حديثاً.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك