لغز تدريبات الليبيين في جنوب أفريقيا.. هل تعرضت قوات حفتر لخديعة؟ - بوابة الشروق
الخميس 12 سبتمبر 2024 6:47 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لغز تدريبات الليبيين في جنوب أفريقيا.. هل تعرضت قوات حفتر لخديعة؟

بي بي سي
نشر في: الخميس 22 أغسطس 2024 - 8:26 ص | آخر تحديث: الخميس 22 أغسطس 2024 - 8:26 ص

كشفت مصادر لبي بي سي أن الـ 95 ليبيا الذين تم القبض عليهم في يوليو الماضي، وخضعوا لمحاكمة لم تكتمل في دولة جنوب أفريقيا، "يتبعون قوات شرق ليبيا".
"يبدو أنهم كانوا ضحية لخديعة"، هذا ما قاله أحد المصادر، مرجحا أن "عملية نصب" تعرضت لها القوات التي يديرها المشير خليفة حفتر والتي تسيطر على مناطق شرق ليبيا.
وأعلنت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، ومقرها في الغرب الليبي بطرابلس، الثلاثاء أنه تم الإفراج عن الليبيين بعد إسقاط التهم الموجهة إليهم وجرى ترحيلهم إلى الأراضي الليبية، ووجهت الشكر إلى دولة جنوب أفريقيا.
وخلال مثولهم أمام المحكمة، قال الليبيون إنهم "كانوا يتلقون تدريبات أمنية في المخيم من شركة خاصة"، وهو المخيم الذي قالت السلطات في جنوب أفريقيا إنه تم تحويله، على ما يبدو، إلى قاعدة للتدريب العسكري.
إعلان

ونقلت وسائل إعلام محلية في جنوب أفريقيا عن هيئة الادعاء الوطني أن "المشتبه بهم الليبيين واجهوا اتهامات تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة ولكن لم تكن هناك أدلة كافية لمقاضاتهم".

 

عرض تدريب عسكري


وقال مصدر محلي ليبي يشغل منصبا في بلديات شرق البلاد إن "هؤلاء الليبيين يتبعون قوات حرس ملحقة بكتيبة طارق بن زياد شرق، وإنهم خرجوا من ليبيا على اعتبار أنهم سيشاركون في تدريبات مشتركة مع الجيش بجنوب أفريقيا".

وأوضح أن مؤخرا تلقت السلطات في شرق ليبيا اقتراحا بتجديد وتنويع أماكن التدريب وأن هناك فرصة للتدريب مع جيش جنوب أفريقيا.
وشرح أن أحد المسئولين جاء بعرض من شركة متخصصة في التدريبات العسكرية والأمنية بجنوب أفريقيا مؤكدا أنها ستنظم تدريبا خاصا لليبيين المختارين مع قوات الجيش في جنوب أفريقيا، و"بالفعل سافر الليبيون على هذا الأساس ولكن يبدو أن السلطات في جنوب أفريقيا لم يكن لها علم بالأمر وحدث ما حدث".


أسلحة عسكرية في مزرعة


وفي نهاية يوليو أعلنت جنوب أفريقيا أن فريقا متعدد التخصصات يضم الشرطة ومسؤولين من وزارة الداخلية، داهم معسكرًا غير قانوني في مزرعة تستخدم لتدريب حراس الأمن في مدينة وايت ريفر بمقاطعة "مبومالانجا" على بعد 360 كيلو مترا شمال شرق "جوهانسبرج".
وهناك تم القبض على الليبيين بينما كانوا يخضعون للتدريب الذي وصفته السلطات بأنه "أكثر من مجرد تدريب حراس أمن ويبدو تدريبا عسكريا".
وعثرت السلطات مع المتدربين على أسلحة نارية عسكرية وبنادق مهربة في المزرعة.
ومثل الليبيون أمام المحكمة 3 مرات حيث واجهوا اتهامات بمخالفة قانون الهجرة في جنوب أفريقيا لأنهم دخلوا إلى البلاد بتأشيرات دراسية.
وخلال المحاكمة ظهر محامون في وسائل إعلام جنوب أفريقية قالوا إنهم موكلون للدفاع عن المتهمين دون توضيح من وكلهم بذلك كذلك لم تعلن السلطات في غرب أو شرق ليبيا أنها وكلت محامين للدفاع.
وقد تواصلت بي بي سي مع مكتب "كاسن" للمحاماة في جنوب أفريقيا والذي ظهر محاموه في وسائل إعلام كدفاع عن المتهمين من أجل الحصول على تفاصيل ولكن لم نتلق ردا حتى نشر هذه السطور.


تفاخر بالجهود بعد التنصل


اكتفت وزارة الخارجية في حكومة غرب ليبيا حينما تفجرت الأزمة بنفي صلتها بعملية إرسال الليبيين لجنوب أفريقيا مشيرة إلى أنها ستنسق مع سلطات جوهانسبرج لكشف الحقيقة.
ولكن بعد الإفراج عن الليبيين أصدرت الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية غرب ليبيا بيانا جاء فيه أن "المكلف بتسيير ديوان الوزارة، الطاهر الباعور، تواصل مع سفير ليبيا في جنوب أفريقيا، الذي أطلعه على حيثيات وظروف اعتقال المواطنين الليبيين، وكلفه بالتواصل مع السلطات المعنية في جنوب أفريقيا، ومتابعة ظروف اعتقالهم. كما شكلت إدارة الشؤون الأفريقية خلية عمل بشأن الأمر، وزار وفد من السفارة مكان احتجاز الليبيين، واطلع على أوضاعهم. كما عمل على تكليف محامٍ للترافع عنهم".
وعبر موقعها الرسمي على الانترنت قالت وزارة الشؤون الداخلية بجنوب أفريقيا إنه تم إسقاط الاتهامات عن الليبيين وتم ترحيلهم لبلادهم على نفقة حكومة الوحدة الليبية المؤقتة.
وحاولت بي بي سي الحصول على رد من المتحدث باسم قوات شرق ليبيا بشأن الأمر لكنه لم يستجب.



معسكرات سرية


بثت وسائل إعلام محلية في جنوب أفريقيا صورا لموقع الاعتقالات تظهر مزرعة تضم مخيما على الطراز العسكري أقيمت بها خيام كبيرة باللونين الأخضر والكاكي في صف واحد. وشوهد العشرات من الرجال (الليبيين) وهم يصطفون أثناء اعتقالهم. وكانوا يرتدون ملابس مدنية.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الوطنية "أثليندا ماثي" في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس إن الليبيين صرحوا بأنهم دخلوا البلاد بتأشيرات دراسية للتدريب كحراس أمن لكن تحقيقات الشرطة تشير إلى أنهم تلقوا تدريبا عسكريا.
وقال مسؤول الحكومة المحلية بوايت ريفر "جاكي ماسي" إن التحقيقات شملت استجواب صاحب المزرعة. وقال إن السلطات تلقت معلومات تفيد بوجود معسكرات سرية مماثلة بالقرب من بلدتين أخريين في مقاطعة مبومالانجا.
وتحد مقاطعة مبومالانجا الدول المجاورة لجنوب أفريقيا، موزمبيق وسوازيلاند وهي منطقة تثير قلق السلطات في جنوب أفريقيا فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية.
ولم تذكر الشرطة والسلطات ما إذا كانت هذه المعسكرات مشتبه في ارتباطها بمجموعة أو صراع معين.
وقال ماسي إن التحقيقات كان هدفها تحديد ما إذا كانت هناك شبكة من المعسكرات في جنوب أفريقيا وتوضيح "لماذا جاءوا هنا للتدريب العسكري في بلدنا".
وقالت الشرطة إن هؤلاء الليبيين ربما يكونون مرتبطين بجرائم تم الإبلاغ عنها في المجتمعات القريبة من المزرعة في الأشهر الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الشرطة دونالد مدلولي "لدينا قضايا خطيرة تم فتحها مع الشرطة، بما في ذلك حالات اغتصاب وسطو مسلح، والتي يدعي المشتكون أنها ارتكبت من قبل أجانب مجهولين يبدو أنهم من أصل آسيوي".
وأكد أن "نوع المعدات التي وجدناها هنا يُظهر أنه كان هناك تدريب عسكري مكثف يجري هنا. كانت هذه في الأساس قاعدة عسكرية".
وأضاف "نحن نأخذ ما وجدناه هنا اليوم على محمل الجد لأننا لا نعرف من كان يدربهم، وماذا كانوا يتدربون من أجله ولماذا يحدث هذا التدريب هنا في جنوب أفريقيا. "قد يشكل هذا تهديدًا ليس فقط لجنوب أفريقيا بل وأيضًا لمنطقة جنوب أفريقيا بأكملها."
وقالت شرطة جنوب أفريقيا إن المواطنين الليبيين كانوا في البلاد منذ أبريل على الأقل.


تحقيق سري


مصدر مقرب من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أكد لبي بي سي معلومة أن الليبيين الذين تم القبض عليهم في جنوب أفريقيا تابعين لقوات شرق ليبيا، مشيرا إلى أن قوات حفتر حريصة على عدم الإفصاح عن علاقتها بالأمر لأنها لا تريد أن يقال عنها إنها وقعت في فخ النصب.
وشدد المصدر على أن جميع السلطات في البلاد وخاصة المرتبطة بشرق ليبيا تبتعد عن الحديث في القصة رغم أن القبض على مثل هذا العدد الكبير من الليبيين بدولة أخرى هي قضية ضخمة وكان يفترض أن تثار في الإعلام الليبي بشكل أكبر من ذلك.
صحفي ليبي فضل عدم ذكر اسمه قال لبي بي سي إن قوات شرق ليبيا "تجري تحقيقا موسعا فيما حدث وتتكتم على مجرياته".
المتحدث باسم حكومة غرب ليبيا سابقا، عبد الحكيم معتوق، قال لبي بي سي: "إن المرجح أن هؤلاء الليبيين يتبعون مؤسسة أمنية تولت شركة من الشركات المتخصصة في تدريبات الأمن والتي انتشرت بكثرة في ليبيا أخيرا، ونسقت مع شركة في جنوب أفريقيا لتدريبهم، ولكن يبدو أن ذلك تم بشكل ملتو وبدون تنسيق مع السلطات في جنوب أفريقيا".
وأشار إلى أن "ما فضح أمر الليبيين هناك هو قيامهم بأفعال وتصرفات مخالفة وشكوى أهالي المنطقة التي تتواجد فيها المزرعة التي تدربوا فيها، وعلى ما يبدو أن الشركة التي تسلمتهم في جنوب أفريقيا تخلت عنهم مما دفعهم للخروج من مكان التدريب فانكشف أمرهم".
وكانت وسائل إعلام محلية بجنوب أفريقيا نشرت أن المنطقة التي عثرت فيها الشرطة على الليبيين شهدت جرائم تتمثل في معاكسات ومضايقات لنساء من رجال غرباء وأشارت إلى أنهم ربما كانوا تحت تأثير خمور ومواد مخدرة.


سر شركة التدريب


وكشفت السلطات في جنوب أفريقيا عن اسم الشركة التي تولت تدريب الليبيين هناك، حيث قال مانابيلا تشاوكي، مدير هيئة تنظيم صناعة الأمن الخاصة (PSIRA)، إن الشركة هي Milites Dei Security Services (MDSS)، وأوضح "أنه من المفاجيء والمثير للقلق عدم اكتشاف السلطات أن تلك الشركة كانت تدير معسكر تدريب في وايت ريفر، مبومالانجا، على الرغم من الإعلانات المتاحة للشركة على المنصات العامة".
وقد تتبعت بي بي سي شركة (MDSS)، وتبين أنها بدأت أعمالها في ديسمبر 2014 ولديها مجالان رئيسيان، هما الحراسة والدوريات، وتعمل على توفير حلول مخاطر الحراسة الأمنية في مبومالانجا مع "إمكانية التوسع في بقية أنحاء جنوب أفريقيا. وبالتالي، توفير الحراسة والدوريات بدقة على الطراز العسكري" حسب المدون على الموقع الرسمي للشركة.
ولايزال هناك علامات استفهام حول مصير هذه الشركة التي شملتها التحقيقات والقائمين عليها، خاصة وأن السلطات بجنوب أفريقيا لم توضح طبيعة ما قد تتخذه من إجراءات بحقها، بعد قرار إسقاط الاتهامات عن الليبيين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك