شهد معهد الدراسات الدبلوماسية، هذا العام الذى أوشك على الانتهاء، خطوات مهمة ونقلة نوعية اتسع خلالها نطاق الدورات التدريبية التي يقدمها المعهد لتمتد - إضافة للكوادر الدبلوماسية لوزارة الخارجبة - إلى كوادر أكثر من خمس عشرة وزارة وهيئة من مؤسسات الدولة لتزويدها بالمهارات اللازمة فى ضوء تنامى دور مصر إقليميا ودوليا.
وقال السفير الدكتور سامح أبو العينين مساعد وزير الخارجية مدير معهد الدراسات الدبلوماسية - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه تم اعتماد المعهد الدبلوماسى كمعهد تدريب للمرة الأولى منذ تأسيسه فى عام 1966 وذلك بالتنسيق مع الجهاز المركز للتنظيم والإدارة وتم اعتماد لائحة تنظيمية جديدة له، وهو ما فتح المجال لتدريب كوادر من خمس عشرة وزارة وهيئة من مختلف مؤسسات الدولة بالإضافة لتنمية وتعزيز مهارات كوادر العديد من المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة سواء عربية أو إفريقية أو أوروبية ما يعكس حجم ثقة المجتمع الدولى فى قدرات المدرسة الدبلوماسية المصرية العتيدة.
وأضاف أن وزير الخارجية سامح شكرى يحرص بشكل مستمر على اعطاء دفعة قوية لأنشطة المعهد ومتابعة تطور أنشطته وبرامجه وزيارة مقره وإعطاء التوجيهات اللازمة، موضحا أن المعهد وبتوجيهات من الوزير سامح شكري يحرص على مواكبة الأولويات الطموحة للدولة ومن بينها تدريب الشباب وتقديم خبراته لكافة الوزارات والهيئات والمؤسسات في إطار سياسة الدولة بما يساعدها على النهوض بكوادرها الوسطى والشبابية.
وفيما يخص الخطة المستقبلية لمعهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية خلال العام الجديد، أوضح السفير أبو العينين أنه بعد اعتماد المعهد سيتم خلال الربع الأول من العام تخصيص دورات تدريب لخمس جهات ووزارات أخرى منها السياحة وهيئة الاستعلامات والتعليم العالى بالنسبة للمنقولين للخارج ووزارة الزراعة بالنسبة للمسئولين عن التفاوض حول الملفات الزراعية، ذاكر أنه تم خلال عام 2018 بالفعل عقد دورات تدريبية لتنمية مهارات الكوادر فى وزاراتى المالية والتضامن الاجتماعى.
وقال السفير سامح أبو العينين إن العام المقبل سيشهد كذلك تأسيسا للتعاون مع عدد من الهيئات والجهات والوزارات ومن بينها الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب حيث التقى مؤخرا مع المدير التنفيذى للأكاديمية الدكتورة رشا راغب وتم التشاور حول التعاون لتأهيل الشباب فى إطار حرص القيادة السياسية على النهوض بالشباب وتوفير أعلى درجات التأهيل وصقل المهارات لقادة المستقبل.
وفى سياق آخر، أشار أبو العينين الى انه فى اطار العلاقات المتميزة بين مصر والدول الإفريقية وإستعداد مصر لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى يقوم المعهد حاليا بالاعداد لدورة تدريبية للدبلوماسيين الافارقة الناطقين باللغة الانجليزية والمقرر عقدها فى مارس القادم وأخرى للناطقين بالفرنسية فى ابريل القادم بمشاكة حوالى ستين مشاركا من ثلاثين دولة من دول القارة.
وقال أبو العينين إن إدارة المعهد وفى ظل التطورات السريعة التى تشهدها الساحة الدولية وما يصاحبها من مستجدات عكفت على تحديد الأولويات والأدوات التى يجب توافرها فى الدبلوماسى لتلائم مستجدات الألفية الجديدة لاسيما وانه مع تنوع القضايا الدولية والثورة المعلوماتية وما يصاحبها من دبلوماسية رقمية كانت هناك ضرورة ماسة لإعادة بلورة المفاهيم والفلسفة المتبعة فى إعداد الكوادر الدبلوماسية الشابة.
وأوضح مدير معهد الدراسات الدبلوماسية أن البرنامج التأهيلى للدبلوماسى المصرى يتم وفق عشرة محاور مختلفة على مدى 18 شهرا تشمل 1600 ساعة.
وأضاف أنه يتم التركيز حاليا على الملحقين من خلال حزمة من البرامج ومنها برنامج تنمية المهارات الدبلوماسية وتم فيه استحداث أفكار متعلقة بالتفاوض لأن هناك مسئوليات جديدة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية ومهارات الصياغة الدبلوماسية والكتابة التحليلية وأيضا مهارات الخطابة وأساليب إدارة الحوار وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام، كما تم استحداث برنامج للزيارات الداخلية لتعريف الدبلوماسيين المصريين الجدد بكل المعالم الوطنية والصروح والمؤسسات الوطنية ومن بينها قناة السويس والمعالم التاريخية والأثرية.
وأوضح مساعد وزير الخارجية أنه تم أيضا استحداث برنامج ترسيخ القيم المهنية والسلوك الوظيفى ويشمل القواعد السلوكية فى العمل الدبلوماسى، بالإضافة إلى تطوير برنامج الموضوعات الفنية وخاصة الشئون القنصلية لأن المهام القنصلية كثيرة من خدمات للمواطنين المصريين بالخارج فى ظل الأولوية التى توليها الدولة حاليا لرعاية المصريين بالخارج، وايضا ما يتعلق بالمراسم حيث يتم التركيز على المرجعيات القانونية وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وأيضا يتم التركيز على مهام البعثات القنصلية فى الخارج والتحديات التى تواجه العمل القنصلى، و يتم فى هذا الإطار تنظيم نماذج محاكاة للدبلوماسيين الجدد للتدريب على التعامل فى المنظمات الدولية وخلال المؤتمرات.
وأشار إلى أنه يتم أيضا تخصيص محاضرات للملحقين الدبلوماسيين الجدد حول قضايا الشأن الداخلى والتخطيط الاستشرافى وإستراتيجية ٢٠٣٠ ودور الأزهر فى مكافحة الإرهاب ودور الكنيسة فى المجتمع.
وذكر السفير سامح أبو العينين أن المعهد وبتوجيهات من الوزير سامح شكرى يخصص برنامجا للتدريب اللغوى والتركيز على اللغة العربية وكتابة التقارير باللغة العريية إلى جانب تدريس اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية وذلك لاكتساب مهارات اللغات الأساسية للتعامل مع النظراء فى الخارج فى مجال العمل العام.
وأشار إلى تطوير المناهج الأساسية فى التدريب الدبلوماسى فيما يخص القانون الدولى والمنظمات الدولية والدائرة العربية فى السياسة الخارجية المصرية، والدائرة الإفريقية فى السياسة الخارجية، والعلاقات مع أوروبا والأمريكتين وآسيا بالإضافة إلى الاقتصاد الدولى والتركيز على الأولويات بالنسبة للسياسة الخارجية وأولويات مصر العربية والإفريقية وقضايا الإرهاب الدولى، وجهود الدبلوماسية المصرية فى مكافحة الإرهاب.
وأضاف أنه تم إضافة تدريب حول البحث العلمى لتعزيز وتعميق الفكر الأكاديمى، ذاكرا أن هذا النوع من التدريب مهم للغاية لأنه يخدم ويمد وزارة الخارجية من خلال تقديم أبحاث أكاديمية موجزة تتضمن الوقائع والتحاليل وأبحاث تتعلق بحروب الجيل الرابع والأدوات التكنولوجية الجديدة والأمن السيبرانى وقضايا اللاجئين والمياه والإرهاب ومستقبل الشعبوية فى الغرب ونزع السلاح ودور مصر فى حفظ السلام.
وأشار مدير المعهد الدبلوماسى إلى أن هناك أيضا برنامجا للتأكيد على الهوية الوطنية حيث يتم تدريب الدبلوماسيين الجدد - بالتنسيق مع وزارة الدفاع والأجهزة المعنية والرقابة الإدارية وأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية - على العلوم الاستراتيجية والأمنية وركائز الأمن القومي المصري ومكافحة الفساد لصقل عناصر الهوية الوطنية لدى الدبلوماسيين الجدد.
وقال السفير سامح أبو العينين إن المعهد ينظم أيضا للملحقين الدبلوماسيين الجدد دورات خارجية تدريبية تنظيمية فى الامم المتحدة بجنيف والمدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا (إينا).
وحول التعاون بين المعهد والأكاديميات والمعاهد الأجنبية المناظرة، كشف السفير سامح أبو العينين عن أن هناك العديد من المدارس الدبلوماسية الأجنبية حرصت على القدوم إلى مصر للاطلاع على المدرسة الدبلوماسية المصرية، وهناك تعاون بين المعهد ومعهد الدراسات الدبلوماسية السويدى، ومعهد الدراسات الدبلوماسية الإسبانى، والمعهد الدبلوماسى البحرينى، ومعهد الدراسات الدبلوماسية الكويتى، والأكاديمية الدبلوماسية الإماراتية ومركز جنيف للسياسات الأمنية وكلية جنيف لإدارة الأعمال، ومنظمة مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" وإدارة الشئون السياسية بالأمم المتحدة وتحالف الأمم المتحدة للحضارات والمعهد الفنلندى فى الشرق الأوسط التى أرسلت كوادرها الى المعهد لتعزيز القدرات.
وقال السفير أبو العينين إن المعهد الدبلوماسى استضاف خلال الأشهر الستة الماضية دورات تدريبية بالتعاون مع المعاهد الدبلوماسية لكل من السويد واسبانيا والكويت، بالإضافة إلى زيارات لوفود دبلوماسية سويدية وإسبانية وكويتية ومن كلية جنيف لإدارة الأعمال ومركز جنيف للدراسات، كما نظم المعهد برنامجا تدريبيا لوفد من المدرسة الوطنية الباكستانية للسياسة العامة.
وحول الدورات التدريبية التى يتم تنظيمها للأشقاء الأفارقة.. أوضح السفير أبو العينين أنه يتم تنظيم دورتين الأولى للدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية وأخرى للناطقة بالفرنسية بإجمالى 60 مشاركا من 30 دولة بالإضافة الى دورات للدبلوماسيين من السودان وجنوب السودان، مشيرا إلى مشاركة عدد من دبلوماسيي باكستان وماليزيا لأول مرة في الدورات التدريبية بالمعهد.
وبالنسبة للمحاضرين، قال إنه تم الاتفاق مع نخبة رفيعة المستوى منهم وزراء سابقون وشخصيات عامة متخصصة وأساتذة جامعات ومساعدو وزير الخارجية وسفراء سابقون ومسؤلون من أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية بالإضافة إلى بروتوكلات تم توقيعها مع عدد من الجهات المعنية بالدولة لتبادل محاضرين كهيئة الرقابة الإدارية وأكاديمية ناصر العسكرية، كما يتم استضافة بعض المحاضرين الأجانب من دبلوماسيين ورجال سياسة وأكاديميين.