بينما تستعد محافظة مرسى مطروح لموسم صيفي استثنائي، يواجه طموح العاملين في المجال السياحي، عقبة وضعها محافظ القطر، والذي هبط بمخصصات تجهيز وتأهيل المحافظة من 24 مليون جنيه، تنفق في إطار الاستعداد للموسم الصيفي إلى مليون جنيه فقط، متجاهلا المؤشرات الأولية، والتي أفادت أن نسبة حجوزات الموسم المرتقب، تتفوق على العامين الماضيين، وقد تصل إلى 100%.
وحسبما أفاد متخصصون وعاملون في المجال السياحي «من المتوقع أن يصل عدد المصطافين وزائري المحافظة، إلى نحو 65 مليون مواطن، يتوافدون في الفترة من نهاية شهر مايو وحتى 10 من أكتوبر المقبل».
وكان محافظ مطروح، اللواء أحمد الهايتمي، قال، إن استعدادات موسم الصيف السياحي لن تتجاوز المليون جنيه؛ نظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حسب وصفه، وهو رقم هزيل للغاية بالمقارنة بالميزانيات التي كانت تخصص سنويًا لتجهيز وتأهيل المحافظة لفصل الصيف بـ24 مليون جنيه .
أسامة شهاب مدير عام السياحة في المحافظة، قال لـ«الشروق»، إنه: «من المتوقع أن تستقبل المحافظة هذا العام ما يقرب من 6 ملايين مصطاف، خاصة بعد وضع خطة لتنمية قدرات 118 فندقًا، مختلفة الدرجات، تستوعب يوميا ما يقرب من 20 ألف نزيل»، وأضاف: مطروح تضم 17 فندقًا سياحيًا، تستوعب 4370 فردًا في الليلة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد مدينة العلمين التي تضم قرى الساحل الشمالي.
وعن استعدادات المحافظة، قال المهندس خميس الدسوقي، رئيس قطاع الكهرباء: "وضعنا خطة تضمنت إنشاء سلسلة من محولات الكهرباء بقدرات مختلفة شرق وغرب المدينة، بلغ عددها سبعة محولات لتخفيف الأحمال والضغط على شبكة التوزيع ومنع الأعطال".
تطمينات الدسوقي لم تزل مخاوف مديري الفنادق، والتي تنصب في المقام الأول على أزمة مياه الشرب التي بدأت مبكرًا، وكذلك تكرار انقطاع الكهرباء، وهو ما يعبر عنه أحمد حسن، مدير أحد الفنادق: "أكثر ما يؤرقنا مشكلة أزمة المياه والتي نعاني منها كسكان منذ أكثر من شهرين حتى الآن"، بينما قال سعيد عبد الغني، مدير فندق: "نخشى تكرار انقطاع التيار الكهربائي مثلما حدث في العام الماضي، حيث كان التيار الكهربائي ينقطع في أوقات حيوية، كفترة المغرب والتي يعود فيها المصطافون من الشواطئ، وكنا نصاب بحالة ارتباك شديدة بسبب غضب الزبائن".
وكانت القوات المسلحة ساهمت في حل أزمة نقص المياه، الموسم الماضي، من خلال الدفع بعشر سيارات سعة 25 طنًا لنقل مياه الشرب بصورة يومية للأهالي، بعدما أخفقت أجهزة المحافظة عن إنقاذ الموقف.
ومن بين المخاوف التي تساور العاملين في قطاع السياحة، عجز أجهزة المحافظة عن مواجهة أزمة انتشار القمامة، إذ تتضاعف الكميات في فصل الصيف، وتصل إلى نحو 300 طن، بينما لا تتجاوز الـ100 طن شتاء ؟، وهو ما يحتاج إلى الاستعانة بنحو 500 عامل نظافة، في حين أن عدد العمال المتاح، لا يتجاوز الـ 100 عامل، بالإضافة إلى تعطل سيارات نقل القمامة بنسبة تصل إلى 40% عبد الحكيم عوض، صاحب إحدى الكافيتريات بشاطئ الغرام، قال: "غياب الأمن عن شواطئ المدينة منذ اندلاع الثورة، وتدهور وسوء حالة الخدمات الشاطئية، بالإضافة إلى تكدس القمامة بالشواطئ؛ كل ذلك يمثل كابوسًا يهدد أرزاقنا، ويحتاج إلى تدخل قوي من المحافظة، لإنجاح الموسم الذي ننتظره من العام للعام".
وعن مشكلة النقل الداخلي، قال مصدر بإدارة مرور مطروح، طلب عدم ذكر اسمه: "إن مدينة مرسى مطروح بها 1900 سيارة تاكسي و1650 سيارة نقل جماعي، و19 أتوبيسًا تابع لمشروع نقل الركاب بالمحافظة.
وأضاف: هذه الأعداد لن تكون كافية، ولكى لا تحدث أزمات، فالمحافظة بحاجة إلى 250 سيارة تاكسي إضافية، و150 سيارة نقل جماعي، و20 أتوبيسًا 28 راكبًا».