أكد الباحث السياسي في العلاقات الدولية بمعهد جنيف لبحوث السلام، جيل إيمانويل جاكيه، أن مؤتمر باريس لدعم لبنان لن يغيّر الوضع، مشيراً إلى أن الأزمات ستظل مستمرة في لبنان والمنطقة بأكملها في ظل غياب العقوبات على إسرائيل.
وأوضح جاكيه في تصريح خاص لـ"الشروق" أن تجاهل المجتمع الدولي للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة يساهم في تأزيم الوضع.
وفي محاولة جديدة من باريس لحلحلة الوضع المتوتر في لبنان، تنظم فرنسا، الخميس، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "المؤتمر الدولي لدعم لبنان".
وقال جاكيه إن "المؤتمر الدولي حول لبنان لن يسفر عن حل دائم لأزماته المستمرة"، مشيرًا إلى أن "زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان سابقًا، بالإضافة إلى تصريحاته الأخيرة التي قوبلت بردود فعل سلبية من قبل الحكومة الإسرائيلية، لن تؤدي إلى تغيير ملموس في الوضع الراهن".
وأوضح جاكيه أن "إسرائيل، التي قامت بغزو لبنان مرارًا، لا تزال تتلقى أسلحة ومعدات عسكرية من الدول الغربية، دون اتخاذ أي إجراءات دولية فعّالة لوقف هذا الدعم".
وأضاف: "لم تُفرض أي عقوبات على إسرائيل، رغم أنها تسببت في مقتل العديد من المدنيين اللبنانيين واستهدفت مواقع مدنية لا علاقة لها بحزب الله، بما في ذلك كنائس وقرى مسيحية في جنوب لبنان".
واعتبر جاكيه أن الجهود الدولية، بما في ذلك تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن تكون كافية لإيجاد حل دائم لأزمات لبنان. كما حذر من أن المؤتمرات الدولية والدول المانحة تتسبب في التدخل في الشأن السياسي والداخلي للدول، ما قد يتعارض مع مصالح الشعب اللبناني.
ويأتي هذا التصريح في وقت يستمر فيه لبنان في مواجهة أزمات سياسية واقتصادية خانقة، فيما تتصاعد الانتقادات للمجتمع الدولي بسبب فشله في معالجة هذه الأزمات بشكل جذري.