يشارك كتاب "حوارات الصحافة والثقافة" للكاتبة الصحفية زينب عبدالرازق رئيس تحرير مجلة ديوان الأهرام سابقًا، يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
الكتاب، الذي صدر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، يتضمن حوارات مع 21 شخصية مصرية بارزة في مجالات الثقافة والفن، وقدّم له الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق. في تقديمه، يبرز حسني العلاقة الوثيقة بين الثقافة والسياسة والصحافة، ويشير إلى زمن كانت فيه الصحافة جادة والإبداع الثقافي متميزًا.
يتناول الكتاب حوارات مع شخصيات مثل نجيب محفوظ، أحمد زويل، نصر حامد أبو زيد، حسين بيكار، أسامة أنور عكاشة، وغيرهم، حيث يمثل هؤلاء الجسد والفكر والعقل والرؤية لمصر. هؤلاء المثقفون هم الذين شكلوا الحياة المصرية عبر الأدب والرواية والفكر والفلسفة والنقد والفنون والسينما. كما يوضح حسني أن هؤلاء يشكلون البنية التحتية للدولة، حيث أن الإبداع هو الحضارة، وعدم وجود مثل هذه العقول يعني عدم وجود الدولة الحقيقية.
تشير الكاتبة إلى أهمية الإبداع في بناء وعي المواطن وتطوير منظومة القيم. كما تحث الشباب على القراءة والتعرف على تاريخ مصر، محذرة من ضياع الوقت دون تحدٍ. فالتحدي هو سمة الوجود، وكل مبدع من هؤلاء قد صنع نفسه بنفسه، مما يجعلهم رموزًا خالدة.
تتضمن الحوارات أيضًا قضايا تتعلق بالثقافة والسياسة، حيث تكشف زينب عبد الرزاق عن صعوبة الفصل بينهما. المثقفون كانوا دائمًا في مقدمة الاحتجاجات والثورات، مما يبرز دورهم الهام في الحياة العامة. يتناول الكتاب أيضًا كيف أن بعض المثقفين قد لا يكونون دقيقين في آرائهم السياسية، لكنهم يظلون في صدارة حركة التغيير.
تتحدث الشخصيات في الكتاب عن مختلف المواضيع، مثل تاريخ الطبقة الوسطى ودورها في الكفاح الوطني، كما يعبر الدكتور أحمد زويل عن مفهوم الحضارات وضرورة تحديد الأهداف لتجنب الفوضى. يناقش نصر حامد أبو زيد قضية الاجتهاد في الفكر الإسلامي، ويشير حسين بيكار إلى أن لحظة الإبداع لا تحسب من عمر الفنان.
يتناول أسامة أنور عكاشة حال الشخصية المصرية، مؤكدًا أن التغيرات الاجتماعية أثرت بشكل سلبي على سلوك بعض المواطنين. الشاعر فاروق جويدة يتحدث عن خريطة الأحلام العربية، في حين يقدم الدكتور أحمد مستجير رؤية علمية حول الذكاء في الشعوب.
في ختام الكتاب، يستذكر الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى دور الشعب المصري في سحق المخططات الخارجية. الكتاب يعد مرجعًا غنيًا للأجيال الجديدة، حيث يبرز أهمية الوعي التاريخي والثقافي في تشكيل الهوية المصرية، ويؤكد على أن الثقافة هي المحرك الأساسي للتغيير والتقدم.