قد تستحوذ بطولة دوري أبطال أوروبا دائما على الاهتمام الأكبر من عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم، لكنها تتضاءل بلا شك في مواجهة بطولات كأس العالم، التي تعتبر البطولة الأهم والأبرز على الاطلاق في عالم كرة القدم.

ولهذا، ستكون بطولة كأس العالم منافسا قويا لدوري الأبطال في الصراع الشرس على جوائز "الأفضل" التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال حفله السنوي المقرر بعد غد الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس.

وعلى الرغم من تغيير موعد إقامة مونديال 2022 في قطر إلى فصل الشتاء، وانتهاء فعاليات البطولة في وسط ديسمبر الماضي، حرص الفيفا على أن تدخل البطولة ضمن فترة التقييم لجوائز عام 2022.

وبالفعل حدد الفيفا نهاية فترة التقييم لجوائز العام الماضي بتاريخ نهاية فعاليات المونديال في 18 ديسمبر الماضي، فيما قدمت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية جوائزها في منتصف أكتوبر الماضي قبل أكثر من شهر كامل على انطلاق فعاليات المونديال.

واقتصرت فترة التقييم لجوائز "فرانس فوتبول" على فعاليات الموسم الماضي، ما ساهم في فوز المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بجائزة أفضل لاعب في العالم بعد موسمه الاستثنائي مع ريال مدريد، والذي فاز خلاله بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

ولكن قرار الفيفا بدخول فترة المونديال القطري في إطار التقييم، أدى لأن تصطبغ الترشيحات النهائية في عدد من الجوائز بصبغة المونديال جنبا إلى جنب مع باقي منافسات الموسم الماضي، وفي مقدمتها دوري الأبطال.

كما وضعت الترشيحات الخاصة بالجوائز النهائية بطولة كأس أمم أوروبا للسيدات ، التي استضافتها إنجلترا منتصف العام الماضي، في عين الاعتبار لاسيما وأنها البطولة الأبرز والأهم على مستوى الكرة النسائية في العام الماضي، فيما سيشهد العام الحالي فعاليات كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا.

وعلى مستوى الجائزة الأبرز في حفل الفيفا، كان للمونديال نصيب الأسد في القائمة النهائية للمرشحين، والتي ضمت الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي لاعبي باريس سان جيرمان الفرنسي مع الفرنسي الآخر بنزيمة نجم ريال مدريد الإسباني.

وكان من المنتظر بالطبع أن تضم القائمة النهائية اسم بنزيمة بعد الموسم المتميز والاستثنائي مع ريال مدريد وفوزه بالكرة الذهبية المقدمة من "فرانس فوتبول".

وفي المقابل، فرضت بطولة كأس العالم 2022 في قطر اسمي ميسي ومبابي على القائمة النهائية بعد الدور الذي لعبه النجمان الكبيران في وصول منتخبي بلديهما إلى نهائي المونديال ،علما بأن مسيرة اللاعبين الاثنين مع سان جيرمان في الموسم الماضي لم تكن لتؤهلهما بشكل كبير للمنافسة على جائزة الفيفا.

وتشير بعض التقارير إلى أن ميسي يبدو هو الأوفر حظا للفوز بالجائزة هذه المرة ،بعدما تُوج مع المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم 2022 ليكون اللقب الأول للتانجو في المونديال منذ أحرز الفريق لقبه الثاني في البطولة عام 1986 بقيادة الأسطورة الراحل دييجو مارادونا.

وعلى مستوى جوائز أفضل مدرب، كان هناك لإنجاز المونديال نصيب أيضا في القائمة النهائية للمرشحين ،حيث فرض فوز التانجو باللقب العالمي اسم المدرب ليونيل سكالوني المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني على القائمة، ليكون منافسا قويا لكل من الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد والإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، والذي توج مجددا مع فريقه بلقب البطولة المحلية الأبرز على مستوى الدوريات في العالم.

وعلى غرار جائزة أفضل لاعب، كان للمونديال نصيب الأسد في ترشيحات جائزة أفضل حارس مرمى؛ حيث ضمت القائمة حارس المرمى المغربي ياسين بونو بعد إنجازه مع منتخب بلاده ببلوغ المربع الذهبي للمونديال للمرة الأولى في تاريخه.

كما ضمت القائمة إيميليانو مارتينيز حارس مرمى التانجو بعد فوزه مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم، فيما كان وصول البلجيكي تيبو كورتوا للقائمة النهائية قائما بالتأكيد على إنجازه مع ريال مدريد في الموسم الماضي لاسيما وأنه خرج مع منتخب بلاده من الدور الأول في بطولة كأس العالم 2022 بقطر.

ولم تخل قائمة المرشحين، لجائزة "بوشكاش" لأفضل هدف، من تأثير المونديال حيث ضمت قائمة المرشحين اللاعب البرازيلي ريشارليسون عن هدفه في مرمى المنتخب الصربي بالدور الأول للمونديال.

وعلى مستوى ترشيحات الجوائز النسائية، كان لكأس أمم أوروبا نصيب جيد أيضا في قوائم المرشحات لجوائز الفيفا لعام 2022.

وضمت قائمة المرشحات لجائزة الفيفا لأفضل لاعبة الإنجليزية بيث ميد التي ساهمت بقدر هائل في فوز منتخب بلادها باللقب القاري للمرة الأولى، ونالت جائزة أفضل لاعبة في هذه النسخة من البطولة إضافة لمشاركتها الألمانية ألكسندرا بوب في صدارة قائمة هدافات البطولة برصيد ستة أهداف لكل منهما.

وتتنافس ميد على جائزة الفيفا مع الإسبانية أليكسيا بوتياس والأمريكية أليكس مورجان.

كما فرضت الهولندية سارينا فيجمان، مدربة المنتخب الإنجليزي الفائز بلقب يورو 2022 للسيدات، اسمها بقوة على القائمة النهائية للمرشحات لجائزة أفضل مدربة كرة نسائية في العالم لعام 2022.

وتتنافس فيجمان على الجائزة مع السويدية بيا سوندهاج، التي قادت المنتخب البرازيلي للقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) للسيدات في 2022 أيضا، وسونيا بومباستر التي قادت ليون الفرنسي للقبي الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي.

كذلك، ساهمت يورو 2022 للسيدات في وصول الإنجليزية ماري إيرابس والألمانية آن كاترين بيرجر للقائمة النهائية للمرشحات لجائزة أفضل حارسة مرمى بعد دورهما في بلوغ المنتخبين الإنجليزي والألماني لنهائي البطولة، فيما اعتمد الاختيار الثالث في القائمة بشكل كبير على بطولة دوري الأبطال حيث وصلت التشيلية كريستياني إندلر للقائمة بعد فوزها مع ليون باللقب القاري.

وقد تلعب البطولتان؛ مونديال 2022 للرجال ويورو 2022 للسيدات، دورا في حسم بعض الجوائز، والتي سيقدمها الفيفا في حفله السنوي المقرر بعد غد.