"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11}".
من منطلق الآية الكريمة، تستعرض "الشروق" خلال الـ10 أيام الثانية من شهر رمضان، سلسلة "النبات في القرآن"، ونتناول خلالها الفوائد العظيمة التي أثبتتها الدراسات العلمية للنباتات التي ذكرها الله في القرآن الكريم.
الحلقة التاسعة..
شجرة الكافور وفوائدها المتعددة التي أثبتتها الدراسات العلمية
• الكافور في القرآن الكريم
وصف الله تعالى الكافور بأنه "من نعم أهل الجنة"، ويقول تعالى في سورة الإنسان "إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا"، والمقصود في هذه الآية "شجرة الكافور"، التي هي الفصيلة الغارية، وهي شجرة كبيرة معمرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 50 مترا.
• ما هو شجر الكافور؟
قالت الدكتورة ديبرا روز ويلسون، أستاذ وباحث وممارس رعاية صحية شاملة، وأستاذ كلية التمريض في جامعة ولاية أوستن بيي الأمريكية، إن الكافور هي شجرة دائمة الخضرة سريعة النمو، تستخدم في خفض أعراض السعال ونزلات البرد والاحتقان، وتخفيف آلام العضلات والمفاصل، وأشارت إلى وجود أكثر من 400 نوع مختلف من الكافور، وهو المصدر الرئيسي لزيت الأوكالبتوس المستخدم عالميًا.
يستخدم الزيت الذي يأتي من شجرة الكافور كمطهر، وعطر، ومكون في مستحضرات التجميل وطب الأسنان، ونكهات، وفي المذيبات الصناعية، كما أدرجته أساليب الطب الصيني والهندي واليوناني وأنماط الطب الأوروبية الأخرى في علاج مجموعة من الحالات على مدار آلاف السنين.
وتحتوي الأوراق أيضًا على مركبات الفلافونويد، التي تعتبر من مضادات الأكسدة النباتية، وقد تساعد على تقليل الالتهاب.
• مضاد للميكروبات
في نهاية القرن الـ19، استُخدم زيت الكافور في معظم المستشفيات بإنجلترا؛ لتنظيف القسطرة البولية، وبدأت أبحاث حديثة الآن في دعم هذه الممارسة.
وفي فبراير 2016، وجد باحثون من صربيا أدلة تدعم عمل الكافور المضاد للميكروبات، وخلصوا إلى أن التفاعل الإيجابي بين الزيت الأساسي لشجرة الكافور والمضادات الحيوية الموجودة، يمكن أن يؤدي إلى تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لبعض أنواع العدوى.
• علاج لنزلات البرد ومشاكل الجهاز التنفسي
يتميز نبات الكافور بمجموعة من المستحضرات للتخفيف من أعراض نزلات البرد، مثل مستحلبات السعال والمستنشقات.
وتنصح العلاجات العشبية باستخدام الأوراق الطازجة في الغرغرة؛ لتخفيف التهاب الحلق والجيوب الأنفية والشعب الهوائية، وقد يعمل بخار زيت الكافور كمزيل للاحتقان عند استنشاقه، وعلاج منزلي شهير لنزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية، وتخفيف البلغم.
• العناية بالأسنان
تم استخدام إمكانات الكافور المضادة للبكتيريا والميكروبات، في بعض مستحضرات غسول الفم والأسنان، ويبدو أن شجرة الكينا نشطة في محاربة البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان والتهاب دواعم السن، حيث قد يؤدي استخدام مستخلص الكافور لتعزيز صحة اللثة.
• علاج الجروح الجلدية
أشار مركز جامعة ميريلاند الطبي الأمريكي، إلى أن الأدوية التقليدية للسكان الأصليين استخدمت شجرة الكافور، لعلاج الالتهابات الفطرية والجروح الجلدية.
• طارد الحشرات
الكافور طارد فعال للحشرات ومبيد حشرات، ففي عام 1948، سجلت الولايات المتحدة رسميًا زيت الكافور كمبيد حشري ومبيد للقراد والعث.
وفي عام 2012، وجد باحثون من نيودلهي في الهند، أن زيت الكافور كان نشطًا ضد اليرقات والذباب المنزلي، واقترحوا أنه يمكن أن يكون خيارًا قابلاً للتطبيق للاستخدام في المنتجات الصديقة للبيئة للتحكم في الذباب المنزلي.
• مسكن للآلام
قد يعمل مستخلص الكافور كمسكن للآلام، وتشير أبحاث إلى أن الزيت قد يكون له خصائص مسكنة، وهو ما أثبته علماء في المجلة الأمريكية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل.
ويستخدم الكافور بدون وصفة طبية كعلاج موضعي لآلام العضلات والمفاصل المرتبطة بالالتواءات والتهاب المفاصل والكدمات وآلام الظهر.
• تحفيز جهاز المناعة
قد يحفز زيت الكافور استجابة الجهاز المناعي، حيث وجد باحثون أن زيت الكافور يمكن أن يعزز استجابة البلعمة (عملية يستهلك فيها الجهاز المناعي الجزيئات الغريبة ويدمرها) للجهاز المناعي لمسببات الأمراض.
إلى اللقاء في الحلقة العاشرة..