منذ نحو 60 عاما يمارس عم أحمد الدملاوي، مهنة غاية في الدقة والصعوبة، لا يعمل بها الكثيرون وهي مهنة صناعة أهلة المآذن من النحاس، ويقصده الكثيرون من أنحاء الجمهورية، نظرا لشهرته.
ويقول الدملاوي، إنه بدأ المهنة منذ ما يقرب من 60 عاما وكان عمره وقتها 15 عامًا براتب 30 قرشا في اليوم وهي مهنة والده، موضحا أنه الولد الوحيد لأبيه من 7 أخوات، والذي عمل معه في تلك المهنة.
وأشار لـ"الشروق"، أن المهنة تحتاج لوقت وجهد كبيرين، وأن غلاء النحاس أصبح يمثل عائقا أمام الاستمرار في تلك الصناعة النادرة، التي باتت مهددة بالانقراض بسبب ارتفاع أسعار النحاس.
ونوه بأن أنواع أهلة المآذن عديدة منها هلال قمره مفتوح، وآخر قمره مغلق وهلال الصاروخ وهلال على شكل سهم، مستطرا أنه لا يتوقف وضع أهلة المآذن على المساجد فقط، بل هناك العديد من الناس يحبون وضعه على أبواب المنازل.
وأشار إلى أنه نظرا لغلاء الأسعار بدأ كغيره استخدام الألمونيوم بديلا للنحاس، ولكن ذلك يسبب مشاكل عديدة في الصناعة تتمثل في زيادة المجهود بخلاف استخدام معدن النحاس، علاوة على إمكانية كسره أثناء العمل، ولذلك فإن المهنة مثلها مثل مهن كثيرة في طريقها للاندثار.
وتابع أن المهنة نادرة نظرا لاستخدام أدوات نادرة في تلك الصناعة، وهي الجولة والوتد والمدور والاسطنبولي والدفر والمقص، مؤكدا أن مدينة طنطا هي أشهر مدينة لصناعة أهلة المآذن وتأتي مدينة ميت غمر بالدقهلية في المرتبة الثانية، ثم محافظة القاهرة في المرتبة الثالثة.