بلغت الستين عاما منذ أيام. لا أعانى من أى متاعب فى النظر إلا بعض من قصر النظر لكنى لا أستعمل نظارة طبية (عيناى الشمال ٩/٦ واليمين ١٢/٦) . لا أعانى من متاعب صحية أخرى فلا ضغط مرتفعا أو سكر أكثر ما يزعجنى عدم صفاء الرؤية أحيانا أرى خيوطا سوداء تتحرك أمام عينى أو بقعة داكنة يتكرر ظهورها. قصدت طبيبا لأمراض العيون فأجرى لى فحصا لقاع العين ولم يزد عن إنها الذبابة السوداء فلا تلتفت إليها عينك بخير. فما هى الذبابة الطائرة وهل لها علاقة بمستقبل الرؤية؟
أمين حماد ــ القاهرة
<<< الذبابة الطائرة كما يسميها أطباء أمراض العيون تعكس وجود بعض الشوائب فى جسم العين الزجاجى. الجسم الزجاجى يملأ فراغ العين بعد العدسة البلورية وإلى الشبكية. أى أنه يملأ كل فراغ العين التى تبدو ككرة صغيرة فى نصفها الأمامى العدسة البلورية التى يدخل منها الضوء ليقع على نصفها الخلفى المسمى بالشبكية. الجسم الزجاجى شفاف وملتصق بالشبكية فى نقاط عديدة. مع التقدم فى السن تحدث بعض التغيرات فى الجسم الزجاجى نتيجة تحلل مادته بنسبة تختلف من إنسان لآخر. لا يصبح الجسم الزجاجى شفافا تماما بل تغشاه عتامة نسبية وتسبح فيه بعض الشوائب التى يتكون لها ظل أسود حينما يقع الضوء على شبكية العين.
توسيع حدقة العين والكشف بدقة على قاع العين الذى يشمل الجسم الزجاجى والشبكية وعلاقتهما معا أمر ضرورى. سلامة الشبكية من أى قطع انفصل عنها ليسبح فى الجسم الزجاجى هو حجر الزاوية فى هذا الاختبار. وجود أى قطع دائرى أو هلالى الشكل فى الشبكية يستوجب تدخلا سريعا لرتقه باستخدام الليزر حتى لا يتزايد مما قد يؤدى لانفصال الشبكية الأمر البالغ الخطورة والمضاعفات.
سلامة الشبكية وأطرافها أمر يجعل من الذبابة الطائرة أمرا يمكن تجاهله ونسيانه إلا إذا زادت عتامة الجسم الزجاجى وتعذرت الرؤية وأصبحت مشكلة حقيقية للمريض فإن شفط الجسم الزجاجى وحقن محلول خاص مكانه عملية جراحية تتطلب مهارة عالية وجراحا متمكنا من أدواته. وهى عملية بالغة الدقة لها مضاعفات خطيرة قد تحدث وفترة تمريض طويلة بعد العملية تتطلب أن يقضى المريض أوقاتا طويلة فى وضع خاص مخفضا رأسه ساكنا بلا حراك.