ليس بالضرورة أن يعني الشتاء القارس في شيكاغو، أن يستلزم الأمر إبقاء الأسود الأفريقية في حديقة حيوان لينكولن بارك في أماكن مغلقة بالداخل. ففي الواقع، عندما تنخفض درجات الحرارة - حتى لو وصلت إلى 10 درجات مئوية، أو في حالة تساقط الثلج - فقد تتجمع مجموعة من الأسود على صخور دافئة معدة خصيصا لها، لقضاء المزيد من الوقت وهي تسترخي في الهواء الطلق.
ويقول ديف بيرنييه، مدير عام حديقة الحيوان، إن الأسود الأفريقية "متاح لديها أيضا في فصل الشتاء إمكانية الوصول إلى مناطق البقاء في الداخل، لذلك فإذا أرادت الذهاب إلى مساحة مغلقة تماما وأكثر دفئا، يمكنها دخولها متى أرادت ذلك ".
وتشير صحيفة "شيكاغو تريبيون" الامريكية في تقرير لها، إلى أن الأسود ليست النوع الوحيد من الحيوانات التي تحظى باستعدادات خلال فصل الشتاء أفضل مما قد يتوقعه المرء. ويقول المتخصصون في حدائق الحيوان بشيكاغو إنهم يستخدمون مزيجا من التقنيات وخصائص الموائل للاستعداد قبل عدة أشهر لتقديم الرعاية الصحيحة لكل حيوان، مع إتاحة متطلبات فريدة للحيوانات خاصة بالموسم، وذلك بداية من الدببة القطبية ووصولا إلى الكوالا وطيور الفلامينجو (النحام).
ويوضح بيرنييه أن حديقة حيوان لينكولن بارك تفضل العثور على أنواع الحيوانات التي يمكن أن تظل في الخارج طوال فترات الفصول الأربعة، وذلك بناء على إرشادات درجة الحرارة الخاصة بكل حيوان. ولكن، كما هو الحال بالنسبة للأسود الأفريقية، التي تأتي في الأساس من أفريقيا جنوب الصحراء، حيث عادة ما تتراوح درجات الحرارة بين 65 و85 درجة مئوية، فيتم اللجوء إلى القليل من الإبداع لمنحها دفعة في الشتاء.
ويشير بيرنييه إلى أن منطقة الأسود في الحديقة تحتوي على نحو 20 قطعة من الصخور الساخنة، والتي تتراوح درجة حرارة سطحها بين 55 و60 درجة، وقد حددت حديقة الحيوان حجم وأماكن وضع تلك الصخور، بحيث تساعد في جعلها مريحة بقدر الإمكان. وقال إن هناك أيضا مأوى متدلي يمكّن الأسود من الهروب إليه في حالة تساقط المطر أو الثلج، ويمكنها التوجه إلى منطقة البقاء في الداخل في حال كانت ترغب في ذلك.
ومع ذلك، توضح الصحيفة الأمريكية أن بعض الحيوانات تحتاج إلى المزيد من الإشراف، ومن بينها ذكرا الكوالا، "برومبي" و"ويلوم" في حديقة حيوان بروكفيلد بشيكاغو. وقال مارك وانر، نائب المدير المساعد لشؤون رعاية الحيوانات والحفاظ عليها، إن الحيوانات التي يغطيها الشعر الكثيف وتنحدر في الأصل من أستراليا، والتي تم عرضها لأول مرة في حديقة الحيوان هذا الصيف، يُسمح لها بالخروج في الهواء الطلق إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 40 درجة فقط.
وعلى عكس معظم الثدييات الأخرى، فإن حيوان الكوالا لديه سطح أملس على رأسه، وهو ما يعني أنه غير قادر على استخلاص النتائج أو اتخاذ قرارات بسيطة، وهو ما يجعل موظفي الحديقة يراقبون الثنائي، "برومبي" و"ويلوم"، عن كثب عندما تتراوح درجة الحرارة بين 40 و60 درجة، لأن الكوالا لا يمكنه دائما أن يختار التوجه للبقاء في الداخل.
وبشأن حيوانات الكوالا، يوضح وانر أن "قدرتها المعرفية ليست شبيهة بتلك التي قد تكون موجودة لدى الأسود على سبيل المثال، إذا جاز التعبير".
ويشير وانر إلى أنه عندما يبدأ الجو في البرودة، يقرر المتخصصون في كل يوم، ما إذا كان من الآمن بالنسبة للحيوانات المختلفة، أن تتواجد في الخارج، مضيفا أن الرياح أيضا تعد عاملا مهما في ذلك.
ويقول وانر إنه لمراقبة درجات الحرارة السطحية والمحيطة والرطوبة وسرعة الرياح، تستخدم حديقة الحيوان أداة تسمى بـ "مجموعة أدوات المنطقة المحايدة حراريا"، حيث يقوم العاملون بتوجيهها إلى موطن الحيوان لتتبع المناطق الحرارية، والتحقق مما إذا كانت الصخرة تبعث كمية كافية من الحرارة، على سبيل المثال. ويضيف أن حديقة الحيوان لديها أيضا أجهزة استشعار لدرجات الحرارة، مثبتة في المباني لإخطار الموظفين عند حدوث خطأ ما.
وتبدأ حديقتا الحيوان إجراء "العزل الجوي" الخاص بفصل الشتاء عند حلول شهر سبتمبر تقريبا، وهو ما يشمل تشغيل عناصر التدفئة. وفي حديقة حيوان لينكولن بارك، يتم استخدام نظام لإذابة الثلوج في المنطقة المخصصة لطيور البطريق. ويقوم العاملون في حديقة حيوان بروكفيلد بتجهيز طبقات إضافية عند أماكن نوم بعض الحيوانات في موائلها الداخلية، وهو ما أطلق عليه وانر اسم "غرفة النوم" الخاصة بالحيوان.