قال عدد من تجار وصناع الأثاث، إن الأسواق تشهد حالة من الركود وتراجعا شديدا فى المبيعات، رغم حلول عيد الأضحى المبارك والذى يعتبر موسما لحفلات الزفاف والخطوبات، مرجعين ذلك إلى موجات الغلاء فى جميع القطاعات، والتى أثرت على الحالة الاقتصادية للمواطنين، مما أدى إلى تراجع إقبالهم على شراء أو تجديد أثاث منازلهم.
وأوضح عبدالحليم العراقى، عضو غرفة صناعة الأثاث والأخشاب باتحاد الصناعات، أن الأسواق تشهد حالة من الركود بشكل كبير «فى فترة كانت تعد موسما للأفراح وتشهد رواجا كبيرا خلال السنوات الماضية»، حيث تراجعت مبيعات الأثاث بنسبة 80%، نتيجة لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير وتأثر الحالة الاقتصادية للمواطن.
وأوضح العراقى، أن أسعار الأثاث ارتفعت بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضى، نتيجة لارتفاع سعر صرف الدولار وعدم توفر المواد الخام، ما تسبب فى ارتفاع أسعار الخامات بشكل كبير، خاصة أن غالبية مستلزمات الإنتاج مستوردة بنسبة 80%.
من جانبه أضاف محمد السعيد النجيرى، رئيس مجلس إدارة شركة هاوس ويرإنترناشيونال، إن مبيعات الأثاث تراجعت بنسبة 50% رغم موسم الأعياد، وذلك نتيجة لارتفاع الأسعار بنسبة 100% خلال العام الحالى، موضحا أن موسم العيد أحدث رواجا بسيطا فى المبيعات منذ أسبوعين ولكن ليس الرواج المعتاد فى هذا التوقيت من كل العام، والذى كان يعد موسما لزيادة المبيعات.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار أدى لانخفاض قابلية المواطنين على الشراء، و«المضطر فقط من يشترى»، كما اتجه الغالبية حاليا إلى شراء الأثاث المودرن، والبحث عن المنتجات منخفضة الأسعار بجودة أقل، فيما شهد الطلب على الأثاث الكلاسيك حالة من الركود.
وأرجع النجيرى، ارتفاع الأسعار إلى زيادة سعر الخامات 100% نتيجة لأزمة سعر الصرف، وعدم توفر الخامات بشكل كبير مثل السابق وبالتالى لا يوجد تنافسية فى أسعارها.
وقال سامح نصير، مدير غرفة صناعة الأثاث والأخشاب باتحاد الصناعات سابقا، إن أسعار الأثاث ارتفعت بشكل كبير هذا العام نتيحة لزيادة أسعار الخامات مع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى الضعف، لاسيما أن معظم المواد الخام من الأخشاب والإكسسوارات مستوردة من الخارج.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار أثر على حركة المبيعات فى الأسواق، موضحا أنه يوجد انكماش فى السوق بشكل عام وليس فى أسواق الأثاث فقط، حيث تأثرت القوة الشرائية للمواطنين بشكل كبير مع ارتفاع جميع أسعار المنتجات، وذلك رغم موسم الأعياد الذى كان يشهد زيادة فى الإقبال على الشراء.
وأشار إلى أن الشراء اقتصر حاليا على «المضطر» من المقبلين على الزواج فى موسم العيد، كما تراجعت الكميات فيما يبحث المواطن على المنتجات منخفضة السعر، وقد يتجه البعض إلى تصنيع الموبيليا فى الورش (العمولة) بدلا من شراء الجاهز، لتقليل التكلفة، رغم أن تكلفته ليست منخفضة بشكل كبير عن الجاهز لكنهم يحاولون تقليل الأسعار قدر الإمكان.