أكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي أن الحكومة الحالية لم تدخر جهداً منذ بداية توليها المسئولية للعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة، ووضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية إيمانا منها بالدور المحوري للقطاع الخاص في تحقيق التنمية وخلق فرص العمل.
وشددت نصر، في كلمتها بمنتدى الاستثمار المصري الفرنسي المنعقد حاليا بالقاهرة، على أنه من هذا المنطلق تم التطلع إلى جذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية المباشرة في القطاعات ذات الأولوية ومشاركة الشركات الفرنسية في المشروعات المستقبلية التي تخلق فرص عمل وتعتمد على نقل التكنولوجيا الحديثة لتعزيز آفاق التعاون بين الجانبين، والذي يتسق مع توجهات وأولويات الحكومة المصرية.
وأشارت إلى أن المشروعات القومية في مصر تمثل في حد ذاتها فرصا استثمارية هائلة وفي مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس، والمدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط، وإقامة مدن استثمارية متخصصة والاستفادة من الخبرة الفرنسية لتطوير المدن الجديدة، ومنها المدن الذكية، ودفع ومواصلة مشروعات البنية الاساسية، ودعم قطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي، وقطاع الصناعة؛ ومنها صناعة السيارات والصناعات الهندسية، والصناعات الغذائية، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
من جهتها، أكدت سكرتير الدولة لوزارة الاقتصاد الفرنسية أنييس بانييه روناشيه أن فرنسا تعد من أكبر الدول المستثمرة في مصر، حيث يتعدى إجمالى الاستثمارات الفرنسية خمسة مليارات دولار، ويبلغ عدد الشركات الفرنسية التي تعمل في مصر نحو ١٦٠ شركة تتنوع استثماراتها بين مختلف القطاعات وخاصة البنية الأساسية، النقل، الصناعة، والطاقة والطاقة المتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع المالي.
وأوضحت أنه منذ التصديق على قانون الاستثمار الجديد تضاعف حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر حيث يبلغ حجم استثمارات المشروعات الجارية والمستقبلية ملياري دولار، وحرصت الشركات الفرنسية على تحقيق المسئولية الاجتماعية من خلال مبادرات متعددة كدعم مجالات الابتكار وريادة الأعمال وتمكين المرأة.
وأشارت إلى قصص نجاح الشركات الفرنسية فى مصر، فمؤخرا قامت شركة أورانج بزيادة استثمارتها بنحو ٧٥٠ مليون يورو، فضلا عن تدريب الشباب ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتوفير فرص عمل من خلال التدريب، وقامت شركة "شنيدر إلكتريك" بزيادة رأس مال الشركة بنحو ٢٠ مليون يورو وتوفير فرص عمل جديدة، منوهة بأن مصنع الشركة في مدينة بدر الصناعية يعد أكبر مصنع للشركة في العالم.
وأضافت أن شركة "إنچي" الفرنسية قامت بضخ استثمارات من خلال تحالف مع "تويوتا تشوسو" اليابانية و "أوراسكوم للإنشاءات" لتأسيس محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات برأس غارب في خليج السويس.
وأكدت أن هناك نماذج نجاحات لشراكات مصرية فرنسية منها، مجموعة "لاكتيل حلاوة" لصناعة الألبان كنموذج للشراكة بين رأس المال المصري والفرنسي، يتم فيه استثمار التكنولوجيا الفرنسية مع خبرات السوق المصرية بغرض ظهور كيانات كبرى مصرية فرنسية بإمكانيات وطاقات كبيرة.
وأشارت إلى أن المجموعة تعتزم استثمار 55 مليون دولار لتوسيع نشاطها، وبهذا الاستثمار تتيح الشركة 6000 فرص عمل من خلال امتلاكها لعدد 10 مصانع ألبان، أما مجموعة "سب زهران" في قطاع الصناعة فستنشئ كيانا جديد للتوسع في السوق المصري وتعزيز القاعدة الإنتاجية للمجموعة في المنطقة وجعل مصر مركزا إقليميا للشركة للتصدير لإفريقيا والشرق الأوسط باستثمارات تقدر بنحو 30 مليون يورو.
وفى ختام المنتدى، تم توقيع نحو 32 اتفاقا ما بين بروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم واعلانات نوايا وعقود استثمارية، فى مجالات الطاقة المتجددة والنقل والصحة والحماية الاجتماعية والتموين وريادة الأعمال والاتصالات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتكنولوجيا السيارات وتمكين المرأة.