إنعام كجه جي: رواية صيف سويسري تنقل حالة الشقاق في العراق.. وأبحث عن قارئ اليوم بالعدسة المُكبرة - بوابة الشروق
السبت 1 مارس 2025 2:04 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

إنعام كجه جي: رواية صيف سويسري تنقل حالة الشقاق في العراق.. وأبحث عن قارئ اليوم بالعدسة المُكبرة

حوار ــ إيمان صبرى خفاجة
نشر في: الجمعة 28 فبراير 2025 - 6:31 م | آخر تحديث: الجمعة 28 فبراير 2025 - 8:31 م

- ألم يحن وقت تجمع الفرقاء ونسيان الذات والتفكير فى مصلحة العراق؟
- أغلب مثقفى العراق يعيشون فى الخارج.. لكن الوطن لم يخرج منهم

«صيف سويسرى» للأديبة الكبيرة إنعام كجه جى، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، تجمع الأحداث بين جميع أطراف النزاع السياسى فى العراق حول مائدة حوار واحدة من خلال حيلة روائية تخيلية وهى وجود كورس علاج طبى يساعدهم فى التخلص من جمود أفكارهم وتطرفهم ومن ثم تحقيق مصالحة بينهم. كما كانت رحلة العلاج فرصة للوقوف على أسباب هذا الشقاق بينهم والبحث عما إذا كانت هناك فرصة للاتفاق ومن ثم بداية جديدة وذلك من خلال رصد دوافع كل منهم السياسية والاجتماعية التى انتهت بالعراق إلى المصير الحالى.. وقد تقابلنا معها خلال الدورة الماضية من معرض القاهرة للكتاب.

فى البداية نود أن نعرف من أين جاءت فكرة الرواية التى جمعت بين جميع أطراف النزاع السياسى فى العراق فى مكان واحد ولنفس الهدف؟

= جاءت فكرة الرواية من متابعتى لما يحدث فى العراق بعد تغيير النظام، وكنت أتصور أن تحدث هناك مصالحة بين القوى المختلفة السياسية والدينية، ولكن فوجئت بأن الشقاق اتسع وازداد ودخلت إلى الساحة أحزاب لم تكن معروفة فى السابق، والخلاف الواحد أصبح عشرات الخلافات. وتساءلت مستطردة: ألم يحن وقت المصالِحة على الأقل من أجل الوطن؟ ألم يحن وقت نسيان الذات ونسيان الأنا المتضخمة والتفكير بالعراق؟ العراق هو أبونا وأمنا وتاريخنا وأضخم من كل فرد من الأفراد، وهذه هى الفكرة التى أردت أن أعبر عنها من خلال هذه المجموعة المتناحرة «اللى حاولوا أن يمسحوا لهم مخهم ومع ذلك رفضوا العلاج».

هل كان فى رفضهم للعلاج بعد روائى آخر ينعكس على الواقع؟

= نعم، لأن أنا مش شايفة أمل بصراحة، يمكن فيما بعد على عهد أولادى أو أحفادى يعودون إلى رشدهم، بمعنى أن تنقرض الطبقة التى عاشت الخلاف والشقاق، تذهب إلى لقاء ربها إلى حال سبيلها، ثم تولد أجيال جديدة تعيد للعراق رونقه.

الأبطال فى الرواية عراقيون خرجوا من العراق والتقوا فى الخارج وذلك عامل مشترك بين أعمالك الروائية أبطالها يعيشون فى المهجر وبالتالى تدور أغلب الأحداث خارج العراق، ما السبب وراء ذلك؟

= نعم الأحداث تدور خارج العراق لأن الآن ملايين المهاجرين وطبقة المتنورين من «أساتذة جامعات – الفنانين – الصحفيين – الكتاب - الشعراء» خمسون بالمائة منهم خارج العراق، هؤلاء من يعول عليهم للتغيير، لقيادة الشعب وأنا منهم؛ لكن نحن مستقيلون بمعنى أنا مثلا أكتب رواية.. هل الرواية عمل يساهم فى بناء لبنة صغيرة فى عراق جديد؟ لا أدرى ولكن هذه هى أجوائى. وأكتب عما أعرف، يعنى لا أستطيع أن أكتب عن الريف العراقى مثلا لأننى لم أعش فيه، عشت فى المدينة.. أكتب عن بغداد لأنى أعرفها، أكتب عن المهاجرين المنفيين أواللاجئين لأنى ألتقى بهم كل يوم وأعرف مشكلاتهم وإذا عاشوا 50 سنة خارج العراق كل يوم يتحدثون عن العراق والأغنيات العراقية والشعر العراقى، ويطبخون طعامًا عراقيًا، وأولادهم يحملون جنسيات أجنبية ولكن حين تسألهم عن جنسيتهم يجيبون: «أنا عراقى»، فهذا هو مجتمعى الذى أكتب عنه.

ما هى الشخصية الروائية من بين هؤلاء المغتربين داخل الرواية أو خارجها التى تودين الكتابة عنها فى عمل روائى منفصل؟

= عن «سندس» البنت التى لم تكن متورطة.. جاءت مصاحبة لوالدتها وليست ضمن الحلقة، فهى نظيفة أى من الجيل الجديد الذى لم يدخل فى هذه المعمعة والخلافات السياسية، ولهذا هى حين تسأل الطبيب النفسى فى الرواية وتقول له لماذا يستمرون فى الخلاف؟ يقول لها نحن جيل ولد فى دبابة، فهو مثلها صغير السن لم يعش الخمسينيات والستينيات. وسندس لها فصل وحيد فى الرواية حيث تعود بعد سنوات من الأحداث إلى بغداد وترى الأمور رؤية العين، أتمنى أن أكتب رواية عن سندس، عن الجيل الذى ولد فى الخارج ويعود إلى العراق.

وهل هذه الرغبة تعود إلى كونه جيلًا مظلومًا أم لم يكتب عنه بشكل كاف حتى الآن؟

= نعم، بالإضافة إلى أن الذين يعودون قلة، بمعنى أن كثيرًا من المعارضين بعد سقوط النظام السابق عادوا إلى العراق، وما هى إلا شهور وعادوا؛ تذكروا امتيازاتهم فى أوروبا وأمريكا والراحة التى كانوا يعيشون فيها؛ والعلاج الطبى الراقى المتوافر؛ والمدارس المتاحة لأبنائهم فلم يبقوا فى العراق، فإذا عاد شخص بنية البقاء وحب العراق فإننى فعلا أحب أن أكتب عن هذا الشخص.

هذه الرواية يسيطر عليها أسلوب سردى واحد هو التناوب بين الشخصيات.. هل تحددين الأسلوب مسبقا أم أن الأحداث تفرض أسلوبها؟

= لا أعرف أنا عندى أسلوبى الخاص وأحاول أن ما يعمم على كل الشخصيات، كل شخصية ولها حمولتها الثقافية والاجتماعية.

هذه الرواية أيضا تميزت عن سابقيها بأنك لم تقفِ أمام الماضى طويلا؛ يكاد يكون مرور كرام.. نبذة بسيطة عن كل حدث.. فما السبب؟

= أنا فضلت أن تكون الرواية مختصرة، الجُمل قصيرة؛ حتى إن أحد النقاد كتب أن الجملة مؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به ونقطة، وجملة ثانية ونقطة ولا تستخدم الفواصل ولا تستخدم التنقيط، وفعلا الجمل مختزلة قصيرة فقد أفادنى عملى فى الصحافة حتى يكون لى هذا الأسلوب الموجز؛ فهى كأنها موجز لنشرة أخبار هذه الرواية، لن أدخل فى تفاصيل كثيرة، لأن الهدف لا يضيع، وهو ما يعنى القارئ يأخذ الفحوى ويفهم ما المغزى. وعندى قناعة قد تكون خاطئة.. أن القارئ يتعب من الكتب السميكة، نحن نبحث عن القارئ بالمصباح والعدسة المُكبرة حتى نلتقطه؛ فلا أريد منه أن يمل ويترك الكتاب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك