الجارديان تكشف عن تهديدات سرية مارسها الموساد الإسرائيلي على مسئولي المحكمة الجنائية الدولية - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 4:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجارديان تكشف عن تهديدات سرية مارسها الموساد الإسرائيلي على مسئولي المحكمة الجنائية الدولية

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 28 مايو 2024 - 6:06 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 مايو 2024 - 6:06 م

كشفت صحيفة الجارديان جزءًا من التحقيقات التي تجريها بالتعاون مع مجلة +972 العبرية حول ممارسات الموساد الإسرائيلي ضد مسئولين في محكمة العدل الدولية، وأشارت المعلومات المُعلن عنها أن يوسي كوهين، رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، هدد فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في سلسلة من الاجتماعات السرية حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب.

 

شمل التقرير المنشور على منصة الجارديان ذكر بعض المصادر المُجهلة، دون الكشف عن هويتها، والتي أوضحت أن بنسودا تعرضت لضغط شديد من الموساد بلغ ذروته بالتهديدات والتلميحات بالأمان الشخصي لها ولعائلتها.

 

والاتصالات السرية التي أجراها يوسي كوهين مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية آنذاك، فاتو بنسودا، جرت في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب المزعومة والجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبلغ هذا التحقيق، الذي بدأ في عام 2021، ذروته الأسبوع الماضي عندما أعلن كريم خان، خليفة بنسودا، أنه يسعى لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن سلوك البلاد في حربها في غزة، وهو ما كانت تحاول الموساد منه مبكراً منذ سنوات.


وقال مصدر إسرائيلي مطلع على العملية ضد بنسودا لـ الجارديان، إن هدف الموساد كان "تعريض المدعية العامة للخطر" أو "تجنيدها كشخص يتعاون مع مطالب إسرائيل".

وأوضح مصدر آخر مطلع أن كوهين كان يعمل "كرسول غير رسمي لنتنياهو"، لأن كوهين كان أحد أقرب حلفاء نتنياهو في ذلك الوقت ويظهر كقوة سياسية بحد ذاتها في إسرائيل، وقاد شخصيًا مشاركة الموساد في حملة استمرت ما يقرب من عقد من الزمن شنتها البلاد لتقويض المحكمة.


أكدت المصادر أن كوهين مارس ضغوطا على بنسودا في عدة مناسبات لعدم المضي قدما في تحقيق جنائي في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية، قال لها كوهين: "يجب عليك مساعدتنا ودعنا نعتني بك، أنتِ لا تريدين التورط في أشياء يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر".


وأضاف أحد الأشخاص المطلعين على أنشطة كوهين أنه استخدم "تكتيكات حقيرة" ضد بنسودا كجزء من جهده لتخويفها والتأثير عليها، وشبهوا سلوكه بـ "المطاردة"، حيث اهتم الموساد بشدة بأفراد عائلة بنسودا وحصل على نسخ من التسجيلات السرية لزوجها، ثم حاول المسئولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعة المدعي العام.


حاولت الجارديان التواصل مع متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على المعلومات المذكورة ولكن كان الرد: "الأسئلة المقدمة إلينا مليئة بالعديد من الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها والتي تهدف إلى إيذاء دولة إسرائيل"، ولم يستجب كوهين لطلب التعليق، ورفضت بنسودا التعليق أيضاً.


ويأتي الكشف عن جهود الموساد للتأثير على بنسودا بالتزامن مع الوقت الذي حذر فيه المدعي العام الحالي، خان، في الأيام الأخيرة من أنه لن يتردد في مقاضاة "محاولات إعاقة أو تخويف أو التأثير بشكل غير لائق" على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية.


ووفقا لخبراء قانونيين ومسئولين سابقين في المحكمة الجنائية الدولية، فإن الجهود التي بذلها الموساد لتهديد بنسودا أو الضغط عليها سابقاً يمكن أن ترقى إلى مستوى الجرائم ضد إدارة العدالة بموجب المادة 70 من نظام روما الأساسي، المعاهدة التي أنشأت المحكمة.


وتعود هذه الوقائع منذ أن قررت بنسودا فتح تحقيق أولي في الوضع داخل فلسطين عام 2015، وأثار قرار بنسودا غضب إسرائيل التي تخشى من محاكمة مواطنيها بسبب تورطهم في عمليات في الأراضي الفلسطينية، وكثف الوزراء الإسرائيليون هجماتهم على المحكمة، بل وتعهدوا بمحاولة تفكيكها، وبعد فترة وجيزة من بدء التحقيق الأولي، بدأت بنسودا وكبار المدعين العامين في المحكمة في تلقي تحذيرات.


ومن بين المواقف الصعبة التي تعرضت لها بنسودا ضمن محاولات الضغط المتعددة، حيث نصب كوهين كمينًا لبنسودا في حادثة غريبة في جناح فندق في مانهاتن، وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على الحادث، وفاجئها بدخوله إلى جناحها الخاص بعد مغادرة حرسها، حاول كوهين في البداية بناء علاقة جيدة مع المدعية العامة بهدف تجنيد بنسودا للتعاون مع إسرائيل لكن مع مرور الوقت، تغيرت لهجة كوهين وبدأ في استخدام مجموعة من التكتيكات، بما في ذلك "التهديدات والتلاعب"، ودفع هذا بنسودا إلى إبلاغ مجموعة صغيرة من كبار مسئولي المحكمة الجنائية الدولية بسلوكه.

وقالت المصادر إنه بين أواخر عام 2019 وأوائل عام 2021، كانت هناك ثلاث لقاءات على الأقل بين كوهين وبنسودا، جميعها بمبادرة من رئيس المخابرات، أصبح سلوكه فيها يثير قلق مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بشكل متزايد، ومخاوف بشأن أمن بنسودا وعائلتها.

وأكملت بنسودة فترة ولايتها البالغة 9 سنوات في المحكمة الجنائية الدولية، تاركة الأمر لخليفتها خان لتولي التحقيق، ولم تكتسب تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية أهمية متجددة إلا بعد الحرب الأخيرة على غزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك