فاز الكاتب الليبي الحائز على جائزة البوليتزر، هشام مطر، بجائزة أورويل للرواية السياسية لهذا العام عن روايته الثالثة التي تحمل عنوان «أصدقائي»، والتي تدور أحداثها حول حياة ثلاثة من الأصدقاء الليبيين في المنفى في لندن.

كما فاز الكاتب والأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة ليدن بهولندا، ماثيو لونجو، بجائزة أورويل للكتابة السياسية الواقعية عن روايته «النزهة»، التي تدور حول مجموعة من الناشطين المجريين الذين نظموا حفلاً صيفيًا بالقرب من الحدود النمساوية العسكرية في أغسطس 1989. وقد اخترق 600 من الألمان الشرقيين الحدود خلال ذلك الحفل دون عوائق تُذكر من قِبَل الحراس، وهو الحدث الذي أصبح يُنظر إليه على أنه المحرك الرئيسي للأحداث التي أدت في النهاية لسقوط جدار برلين.

تم الإعلان عن فوز كل من "لونجو" و"مطر"، اللذين سيحصل كل منهما على 3000 جنيه إسترليني، خلال حفل أقيم في قاعة "كونواي" في لندن يوم الخميس السابع والعشرين من شهر يونيو الجاري.

تضم رواية «أصدقائي» حدثًا حقيقيًا يعود لعام 1984، عندما فتح المسؤولون النار على المتظاهرين في السفارة الليبية في لندن. وصفت الكاتبة التي ترأست لجنة تحكيم الخيال السياسي، ألكسندرا هاريس، الرواية بـ "العمل الأدبي الملىء بالعذوبة والجمال والأفكار الفذة في مواجهة العنف الصارخ والطغيان الذي كان يحيط بأبطاله". وقالت إن أصداء حادثة إطلاق النار على السفارة الليبية في لندن عام 1984 تتردد في الرواية بلا توقف، ونرى تأثيرها على حياة مجموعة من الشباب الذين لا يستطيعون المخاطرة بالعودة إلى عائلاتهم ووطنهم الأم.

كما شبهت وصف "مطر" لواقعة إطلاق النار تلك بـ "الوصف العميق المنمق الثري بالتفاصيل والتأملات الممتدة حول المشاعر الإنسانية المعقدة مثل الغربة والصداقة والحب والمسافة"، وأضافت أنه يزداد عمقًا مع كل صفحة مع تراكم الذكريات والخبرة الحياتية.

قالت المؤرخة البريطانية، لوسي هيوز هاليت، في مراجعتها النقدية للرواية التي قدمتها لصحيفة الجارديان، إن "مطر" قدم شخصياته عبر الرواية - التي وقع الاختيار عليها من بين 8 روايات ترشحت للقائمة المختصرة للجائزة هذا العام - من خلال أطر "اللوحات التاريخية" من أجل أن يمنح تلك الأحداث العامة طابع التجربة الشخصية.

انضم إلى "هاريس" في لجنة تحكيم جائزة الخيال السياسي الروائيون البريطانيون: سيمون أوكوتي، وروس رايسين، والأكاديمية لارا تشوكسي.

قال الكاتب الذي ترأس لجنة تحكيم الكتب الواقعية، بيتر فرانكوبان، إن اختيار الفائز بجائزة الكتابة السياسية كان "صعباً للغاية". وقد جاء اختيارهم لرواية «النزهة» بسبب تركيزها على الطريقة التي انهارت بها سطوة الحكم الشيوعي على جزء كبير من أوروبا الوسطى والشرقية في صيف عام 1989.

جدير بالذكر أن "مطر" فاز بجائزة البوليتزر للسيرة الذاتية عام 2017 عن مذكراته «العودة» التي تؤرخ رحلة الكاتب لمحاولة اكتشاف ما حدث لوالده الذي اختطفه نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وكان "مطر" حينها يبلغ من العمر 19 عامًا. كما وصلت روايته «في بلد الرجال» إلى القائمة المختصرة لجائزة البوكر لعام 2006، وهي صادرة في ترجمتها العربية عن "دار الشروق" عام 2016.

ضمت قائمة المتأهلين للتصفيات النهائية لجائزة الكتابة السياسية: "أعمال ثورية" للبريطاني الأسمر جيسون أوكونداي، و"حواء" للباحثة كات بوهانون، و"فخ أخيل" للصحفي الأمريكي ستيف كول. ومن بين المرشحين النهائيين لجائزة الخيال السياسي: "طريق كالدونيان" للبريطاني أندرو أوهاجان، و"جيمس" للأمريكي بيرسيفال إيفريت، و"إخفاقات الإنسان العادية" للصحفية الأيرلندية ميجان نولان.

ضمت قائمة الفائزين السابقين بجائزة الخيال السياسي: الروائية الاسكتلندية آلي سميث، والكاتب الأمريكي كولسون وايتهيد، والكاتبة الأيرلندية كلير كيجان، في حين أن الفائزين السابقين بجائزة الكتابة السياسية هم باتريك رادن كيف وسالي هايدن.

وفي عام 2023، فاز كتابان لأول مرة بالجائزتين، ألا وهما: كتاب "أرني الأجساد" للمؤلف بيتر أبس، وهو وصف تتبعي للقرارات السياسية التي أدت إلى حريق برج جرينفيل في لندن عام 2017، وكتاب "الحياة الجديدة" للمؤلف توم كرو، الذي صور النضال من أجل تغيير قوانين بريطانيا المتعلقة بالمثلية الجنسية في تسعينيات القرن التاسع عشر.
 
 
4o