هل يستقر تحالف اليمين واليسار لتشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 1:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يستقر تحالف اليمين واليسار لتشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 - 5:56 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 - 5:56 م
تقف ألمانيا على أعتاب تشكيل الحكومة الجديدة، بعد انتهاء ولاية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ودخول البلاد في انتخابات عامة لاختيار مستشار جديد لألمانيا، يوم الأحد الماضي.

وانتهت الانتخابات بحصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 7. 25% من الأصوات، في أفضل نتيجة يحققها منذ سنوات، في حين تراجع التحالف المسيحي (الحزب الديمقراطي المسيحي)، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، لمستوى قياسي بحصوله على 1.24% من الأصوات بعد 16 عاما في الحكم، وحصل حزب الخضر بقيادة أنالينا بيربوك على 14.8% من الأصوات. 

وأعلن كل من مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار، أولاف شولتس، ومرشح التحالف المسيحي، لاشيت، أنهما يريدان تشكيل حكومة ائتلافية، لكن الضغط يتزايد على لاشيت لإعادة النظر، حيث تجادل العديد من الأصوات البارزة في حزبه بأن الانتخابات لم تمنحه تفويضا لتشكيل ائتلاف حاكم بقيادته.

ولأول مرة في تاريخ ألمانيا المعاصر، ستتكون الحكومة الائتلافية من 3 أحزاب، يشتركان في تشكيل الحكومة معا، هم الحزب الاشتراكي والحزب المسيحي وحزب الخضر بقيادة زعيمته أنالينا بيربوك، بينما يبقى زعيم الحزب الاشتراكي الأقرب لتولي المستشارية. 

هل يستقر التحالف؟
قال المرشح الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس، الذي يطمح في أن يصبح المستشار المقبل، إن ألمانيا مستقرة سياسيا رغم الشكوك المرتبطة بالمفاوضات الحساسة لتشكيل ائتلاف حكومي، معلنا في وقت سابق أن الألمان يريدون تغييرًا، ويريدون أن يكون مرشّح الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو المستشار المقبل، بعدما بقى الحزب المسيحي في الحكم طيلة 16 عام عبر ميركل.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الثلاثاء، إن استطلاعات حديثة للرأي أظهرت أن معظم الألمان لا يريدون محاولات من رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت، لقيامه بتشكيل حكومة بعد أن تكبدت كتلته المحافظة خسائر فادحة في الانتخابات البرلمانية، مرجحين كفة الاشتراكي شولتس في القيام بالمهمة. 

وبحسب استطلاع أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي، فإن 71% من الألمان يرون أنه من الخطأ أن يطالب لاشيت بتقلد منصب المستشارية (رئيس الوزراء)، حيث يؤيد 55% فقط من أنصار التحالف المسيحي، لاشيت لخلافة المستشارة المنتهية ولايتها ميركل، بينما يعتقد 32% منهم أنه من الخطأ أن يقود لاشيت الحكومة المقبلة.

وأظهر استطلاع أجراه معهد "إنسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد" الصادرة اليوم الثلاثاء، أن 51% من الألمان يرون أنه لا ينبغي للاشيت البقاء في منصب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، بينما أيد 21% استمراره في المنصب، فيما لم تحدد باقي النسبة موقفها، وذكر 13% فقط أنهم يريدون أن يتولى لاشيت منصب المستشار.

وأشار استطلاع ثالث أجراه معهد "إنفراتست ديماب" بتكليف من شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية إلى أن 55% من الألمان سيدعمون تحالفًا ثلاثيًا بقيادة شولتس بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.

اختلاف التوجهات بين الحزبين "خلفية تاريخية"
1. الحزب الاشتراكي
- توجه الحزب ديمقراطي اشتراكي، ذو موالاة أوروبية.
- الانحياز السياسي للحزب هو وسط اليسار.
- هو أحد الحزبين الشعبيين الرئيسيين في ألمانيا إلى جانب الحزب المسيحي الديمقراطي.
- يرجع تاريخ تأسيسه لعهد الثورة الديمقراطية الشعبية سنة 1848.
-  يعد أقدم الأحزاب الألمانية.
- بعد صعود النازيين بزعامة أدولف هتلر إلى السلطة عام 1933 تم منعه وانتهى المطاف بأعضائه إلى السجن والتعذيب. 
- بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب عن الماركسية، وساهم بشكل فعال في بناء اقتصاد السوق الاجتماعي في ألمانيا الغربية بعد توليه السلطة عام 1966. 
- تعود الجذور الأولى للحزب الاشتراكي إلى عام 1875، بتأسس من اتحاد جمعية العمال الألمان و حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي. 
- تعرض الحزب لاضطهاد منظم بعد وصول النازيين إلى سدة حكم ألمانيا عام 1933، مما اضطر قيادات وناشطي الحزب للفرار خارج البلاد. 
- عاد الحزب الاشتراكي لمزاولة نشاطه بعد سقوط النظام النازي عام 1945.
- شارك الحزب في أول انتخابات جرت في ألمانيا الغربية عام 1949، وحل في المرتبة الثانية بفارق طفيف بعد الحزب المسيحي الديمقراطي الذي شكل أول حكومة. 
- تغير برنامج الحزب خلال العقود الستة الأخيرة من تبني الماركسية وتأميم الصناعات ومشروعات الدولة، إلى الدعوة لتحديث الاقتصاد لتلبية مطالب العولمة، والاهتمام بمعالجة الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للعمال والطبقات الفقيرة والمهمشين.

2. الحزب المسيحي الديمقراطي
- أيديولوجية الحزب ديمقراطية مسيحية، وهو ليبرالي محافظ، ذو موالاة أوربية.
- الانحياز السياسي للحزب وسط اليمين. 
- هو أقدم هيئة سياسية في البلاد، ويعود تاريخ تأسيسه إلى 1875. 
- منع من العمل السياسي خلال الحكم النازي، وكان من بين القوى التي دفعت ثمنا غاليا خلال هذه المرحلة.
- لقي عدد كبير من أعضائه حتفهم في معسكرات الاعتقال أو فضلوا الغربة خلال الحكم النازي.
- بعد الحرب العالمية الثانية، احتل الحزب مكانه الطبيعي في المعارضة كأول قوة سياسية إلى حدود 1966.
- في 1969 عاد له لأول إلى مرة منصب المستشار حتى عام 1982. 
- آخر مستشار من الحزب كان من 1998 حتى عام 2005.
- مر الحزب بفترة شبه فراغ، سيطرت فيها أنغيلا ميركل على السلطة في البلاد بفضل الشعبية الكبيرة التي كانت تتمتع بها ودخل الاشتراكيون معها في ائتلافات حكومية.
- يصوت للحزب الاشتراكي الديمقراطي عادة ناخبون ينتمون إلى الطبقات العاملة.

الحكومات الائتلافية أمر معتاد في ألمانيا 
تشكيل الحكومة الائتلافية يعني عدم حصول أيا من زعماء الأحزاب المرشحة على نسبة الأغلبية الإنتخابية، وبالتالي يتشارك أعلى ثلاثة أحزاب في النتائج لتشكيل حكومة ائتلافية، يترأسها غالبا زعيم الحزب الأعلى تصويتا في الانتخابات، ولن تكونن تلك المرة الأولى التي يتحالف فيها الاشتراكيون مع الحزب المسيحي، فسبق وحدث التحالف مع ميركل في عام 2005.

وقال شولتس إن ألمانيا طالما شكلت تحالفات حكومية وأن البلاد كانت مستقرة ولا تزال رغم غموض تشكيل الحكومة في الوقت الحالي، مشيرا الى أنه نظرا للنتائج المتقاربة في الانتخابات التشريعية، فقد تستمر المفاوضات لتشكيل ائتلاف لثلاثة أشهر.

وبسبب قانون الانتخابات النسبي يعتبر الفوز بالأغلبية المطلقة في المانيا أمرا بعيد المنال، وبما أنه لا يوجد تقليد سياسي لتشكيل الأقليات، فإن تشكيل الائتلافات الحكومية هو الملاذ الوحيد، وهو ما حدث على الأقرب خلال العشر سنوات الماضية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك