تصوير ــ هبة الخولى
أقامت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أمس الأول الثلاثاء ندوة بعنوان «نشر التكنولوجيا والقارئ العربى» شارك فيها أحمد بدير مدير عام دار الشروق، وأحمد رشاد الرئيس التنفيذى دار المصرية اللبنانية للنشر، وعلى عبد المنعم الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة عربوكفيرس للنشر وتقنية المعلومات، وأدار الندوة شريف بكر مدير دار العربى الذى بدأ الندوة بطرح سؤال لأحمد بدير عن الطريقة التى تتبعها دار الشروق فى النشر الإلكترونى، ليرد بدير موضحًا: «لدى دار الشروق إدارة مختصة بالتكنولوجيا بوجه عام، هى المسئولة عن كل أشكال الاستغلال الإلكترونى لكل إصدارات الشروق، بما فيها النشر بكل الوسائل فضلا عن التسويق والتوزيع».
وعن طرق جذب جمهور جديد للقراءة من فئات مختلفة، قال بدير: «يجب أن نبدأ من الأطفال الذين سيصبحون شبابا فى المستقبل، حيث هناك مشكلة من نفور الأطفال من الكتاب المدرسى، سواء من شكله أو إخراجه أو محتواه، وبالتالى ينفر الطفل من الكتاب مبكرا فى حياته، مما يؤثر فى إقباله على القراءة والثقافة».
كما تطرق بدير لمشكلة تصدير الكتب، مؤكدًا أنه ما يزال هناك رقابات وإجراءات تؤخر وصول الكتاب إلى الأسواق العربية بالسرعة المناسبة، ويجب تذليل كل هذه العقبات من أجل تسهيل تداول الكتاب، مضيفًا أن حرية التداول من حرية النشر، وفضلاً عن توغل القرصنة فى بعض الدول، وهى مشكلة كبرى تواجه صناعة النشر ولن يمكن مكافحتها دون تدخل جهات إنفاذ القانون فى الدول العربية. وشدد بدير على أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية والحفاظ عليها وتعظيم دور الدول والحكومات لمنع القرصنة وتزوير الكتب.
وفى سياق الحديث عن علاقة التكنولوجيا والنشر، قال أحمد محمد رشاد، الرئيس التنفيذى للدار المصرية اللبنانية وعضو اتحاد الناشرين المصريين، بأن التجربة مرت بأكثر من مرحلة؛ حيث بدأها منذ نحو 20 عاما من مجرد أن تمتلك الشركة ودار النشر موقعا على شبكة الإنترنت، كوسيلة فقط للتعريف بها خاصة بخارج مصر من جمهور القراء أو الناشرين الأجانب.
وأضاف رشاد، أن بداية الكتب الإلكترونية فى العالم العربى كانت سنة 2010 كتجربة محدودة الانتشار، وتدرج ذلك الانتشار بالتزامن مع زيادة مستخدمى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى فى مصر بشكل كبير فى 2011.
وأكد رشاد أن التسويق الإلكترونى يلعب دورًا رئيسيًا ولا غنى عنه صناعة النشر، وأمر حتمى لأى ناشر يريد أن يظل باقيا فى المنافسة.
وقال المهندس على عبد المنعم، الخبير فى الطباعة والنشر، إن العالم يتقدم بين اليوم والليلة فى التكنولوجيا، مستشهدا بما حدث أخيرا بإطلاق الصين لروبوت الدردشة «ديب سيك» وتفوق التطبيق الصينى، بعد إطلاقه على منافسِه الأبرز شات جى بى تى، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى فى الولايات المتحدة تراجعًا، بما فى ذلك شركة إنفيديا المصنعة للرقائق الإلكترونية المستخدمة فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، إلى جانب أسهم مايكروسوفت وميتا.
وتطرق عبد المنعم للتطور التكنولوجى وصناعة النشر، مشيرا إلى «الكتب الصوتية» التى سبقنا العالم إليها بنحو 15 عاما؛ لكنها ورغم تجربة العمر القصير تتخذ مسار نمو كبير فى العالم العربى، وتعد سنة 2020 فصلاً مهمًا فى تاريخ تلك التجربة مع تفشى وباء كورونا. وتابع عبد المنعم، بأن جزءًا كبيرًا من جمهور منصات الكتب الصوتية لم يكن لديهم تجارب فى القراءة التقليدية قبل ذلك.