أطلق المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، اليوم، الشبكة العربية للاتصال الحكومي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف الارتقاء بقدرات العاملين في قطاع الاتصال الحكومي، وذلك على هامش فاعليات الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي تقام في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «الألفية الرقمية.. إلى أين؟».

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، إن الإعلان عن الشبكة في إطار حرص المركز على بناء منظومة إقليمية متميزة في فكر الاتصال الحكومي، وتسعى إلى ترسيخ وتعزيز التعاون المشترك بما يتعلق بأساليب الاتصال الحكومي، وتطوير أطر العمل الإقليمي من خلال الاعتماد على مجموعة من الأهداف الرئيسة، والمهام الأساسية التي تُعني بدعم قادة المستقبل، وتطوير المستويات المهنية، والاستفادة من موارد المعرفة عبر شبكة الإنترنت.

وأضاف «القاسمي»، في كلمته بالمنتدى: «يترجم إطلاق الشبكة العربية للاتصال الحكومي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رؤية حاكم الشارقة، بإحداث تطور نوعي وملموس في منظومة الاتصال الحكومي، عبر المساهمة في دعم قدرات العاملين بهذا القطاع، وتمكينهم من مواكبة أحدث التطورات المهنية لتعزيز التواصل بين الحكومات والجمهور، والمساهمة في عملية التنمية المستدامة».

وأشار إلى أن الشبكة ستتيح لأعضائها الدخول إلى مكتبتها الخاصة المزودة بكم كبير من البحوث، والدراسات، والتقارير الخاصة، التي تتناول مواضيع متعددة ضمن الاتصال الحكومي وأحدث الممارسات المهنية المرتبطة به، كما ستفتح الشبكة المجال للأعضاء للتواصل فيما بينهم من أجل تبادل الخبرات والمعارف حول كل ما يتعلق بأساليب الاتصال الحكومي الحديثة والمتطورة.

ومن جانبه، قال رئيس جمهورية بولندا الأسبق، ليخ فاوينسا، إن التحولات التاريخية التي جرت للعالم خلال القرن الماضي، التي انقلبت مع بداية عصر التكنولوجيا وعصر الآلة، حيث مر العالم بمرحلة «عصر الكلمة» ليدخل من بعدها في عصر تتسارع فيه الأفكار، وتطغى فيه التكنولوجيا على القيم الأصيلة للإنسان، مؤكدا أن هذا التحدي الذي يواجهه المجتمع العالمي اليوم، وخاصة في القارة الأوروبية يحتم عليه الوقوف عند تجارب ناجحة في إدارة العصر الرقمي مثل تجربة الشارقة.

وأوضح أن الدور الأكبر اليوم تتحمله النخب الثقافية، التي كانت في السابق قادرة على تقديم رسائل وقيم تجعل المجتمعات في إطار متوازن، أما اليوم، فيغيب دور النخب، ويتراجع دورها للحد الذي بات العصر الرقمي يشكل تهديدا لبنية المجتمع المعاصر، مضيفا أنه لابد من التمسك بالقيم المجتمعية لمواجهة هذا التهديد الخطير.

وعقد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، صباح اليوم، جلسة حوارية تحت عنوان «تقييم الحالة الراهنة للاتصال الحكومي وبناء استراتيجيات مرنة»، تحدث فيها كل من المؤسس الشريك لشركة «آبل»، ستيف ووزنياك، ومؤسس موقع «ويكيبيديا»، جيمى ويلز، وعالمة الرقميات البريطانية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إنما مارتينيز، والكاتب الأميركي توماس كولوبولوس، مؤلف كتاب «تأثير الجيل زد: القوى الست التي تشكل مستقبل الأعمال».

وأكد جيمى ويلز، أن الثورة الصناعية الرابعة وما أفرزته من تطورات تقنية، نتج عنها الكثير من التحديات للحكومات التي يعمل بعضها بطريقة بطيئة وبيروقراطية، في حين أن الزمن يسير بشكل متسارع، ويفرض متغيرات يجب الاستعداد لها جيدا، مضيفا أن المسؤولين الحكوميين، لا يمتلكون المعرفة اللازمة بالجوانب الفنية أو التقنية، وبالتالي فإن معلوماتهم عن التكنولوجيا تكون غالبا محدودة، ولذلك يجب التركيز أكثر على مبدأ التعليم والتدريب لمواكبة هذه التطورات التقنية والاستفادة منها في الاتصال الحكومي.