مصر تستعد لاستعادة عرشها الذهبى فى صناعة النسيج بافتتاح «مصنع غزل 4» بالمحلة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر تستعد لاستعادة عرشها الذهبى فى صناعة النسيج بافتتاح «مصنع غزل 4» بالمحلة

محمد عصام
نشر في: الخميس 29 يونيو 2023 - 8:38 م | آخر تحديث: الجمعة 30 يونيو 2023 - 9:16 م
وزير قطاع الأعمال السابق: المصنع الجديد يسد جزءا من الفجوة الدولارية
هشام توفيق: اكتمال النهوض بالقطاع لن يتحقق إلا بالتوسع فى زراعة الأقطان متوسطة التيلة
عبدالسلام: تردى أوضاع الصناعة دفع لاستيراد 60% من احتياجات مصانع الملابس المصرية

تتجه مصر لاستعادة عرشها الذهبى فى صناعة الغزل والنسيج والمفروشات بافتتاح أول مصنع فى أكبر مجمع صناعى لإنتاج الغزل والنسيج فى العالم يوليو القادم، والذى يعول عليه العاملون بالقطاع أن يطور الصناعة المحلية، ويجعلها قادرة على تلبية الطلب المحلى لمصانع الملابس والمفروشات من مستلزمات الإنتاج خاصة الغزول؛ ليساعد ذلك فى تقليص واردات البلاد منها فى وقت تحاول فيه الحكومة توطين الصناعات المحلية وتقليل الفجوة الدولارية.

وفى يوليو القادم ستفتتح وزارة قطاع الأعمال مصنع غزل 4 الذى سيكون النواة الأولى لمجمع مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، يعقبه افتتاح باقى المصانع تباعا، ومنها «مصنع غزل 1» الأكبر حول العالم لإنتاج الغزول بطاقة تقدر بنحو 30 طن غزل يوميّا، ومصنع غزل 6، ومصنع للصباغة، ومصنع كفر الدوار، ومصنع لإنتاج الجينز فى دمياط، ومصنع حلوان؛ ليتم تدشين المجمع بالكامل بطاقة إنتاجية وفقا للخطة الزمنية لوزارة قطاع الأعمال بحلول عام 2024.

قال هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال السابق، والذى شرع فى وضع خطة تطوير مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى: إن تطوير مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز، يأتى فى إطار خطة تطوير شاملة للقطاع عقب الانتهاء من تطوير جميع مصانع حلج القطن لتتحول من الحلج اليدوى إلى الإلكترونى، مستهدفة رفع الطاقات الإنتاجية الحالية لتلك المصانع أربع أضعاف بعد الاستعانة بمعدات وآلات إنتاج حديثة من أوروبا.
وتابع توفيق فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الطاقات الإنتاجية لمصانع الغزل القديمة تبلغ 35 ألف طن غزل فى السنة، ومن المقرر عقب افتتاح جميع مصانع الغزل الجديدة أن تصل الطاقات الإنتاجية إلى 175 ألف طن غزل، وهو ما سيحدث أيضا فى مصانع النسيج والصباغة.

أضاف أنه من المفترض بعد هذا التطوير الهائل فى معدات وآلات الإنتاج، أن تعود الغزول المصرية للمنافسة عالميا ومحليا خاصة أمام الغزول الهندية.

وتراجعت جودة خامات الغزول المصرية خلال السنوات الماضية بسبب ضعف الآلات، وعدم تحديثها، ما دفع العديد من مصانعى الملابس الجاهزة والمفروشات لاستبدالها بالغزول المستوردة من الهند، التى توفر كافة أنواع الغزول السميكة التى تحتاجها الصناعة بدرجاتها المختلفة.

وأوضح توفيق، أن مصر تستورد غزولا وأقمشة وأقطانا قصيرة التيلة بمليارى دولار سنويًا، فيما سيخفض المصنع الجديد من الفاتورة الاستيرادية، لكن من أجل أن تستكمل المنظومة وتحقق هدفها فى تقليل الواردات من الخارج نحتاج التوسع فى زراعة الأقطان قصيرة التيلة بمساحات لا تقل عن 200 ألف فدان سنويا».

ووضعت وزارة قطاع الأعمال منذ 2020، خطة هيكلة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج بدأت من خلال تطوير منظومة تداول القطن، باستحداث نظام المزادات فى عملية بيعه وشرائه من الفلاحين، ثم تطوير شركات حلج القطن من خلال دمج 9 منها لتصبح شركة واحدة والاستعانة بأحدث التقنيات التكنولوجية للحفاظ على جودته.

ووصلت للمرحلة الحالية وقبل النهائية والتى تشمل تطوير شركات إنتاج الغزول والمنسوجات والدباغة بالمحلة الكبرى بدمج 32 شركة فى 8 شركات، وتأسيس نحو 7 مصانع، ثم ستأتى بعدها المرحلة النهائية بإنشاء «براند خاص» للمنتجات الملابس والمفروشات المصرية ليغزو أسواق العالم.

وتوقع تقرير صادر عن شركة الأبحاث الهندية «موردور إنتلجينت» بنهاية العام الماضى أن تسجل صناعة النسيج فى مصر معدل نمو سنوى يزيد على 4٪ خلال الفترة من 2022 إلى 2027، كما من المتوقع تعافى حجم الاستثمارات بالقطاع مرة أخرى بدعم من افتتاح «مصنع غزل 1».

وتعد صناعة المنسوجات إحدى الصناعات الخمس الأساسية للاقتصاد المصرى، وهى مورد رئيسى لمواد النسيج الأساسية للملابس وصناع المنسوجات المنزلية والصناعات الأخرى كما أن صناعة النسيج فى مصر هى ثانى أكبر صناعة بحصة 25٪ فى قطاع الملابس بأكمله الذى يمثل 3٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وكذلك تمثل 50٪ من صادرات مصر إلى الولايات المتحدة، و30٪ إلى دول أوروبا وفقا لتقرير «موردور إنتلجينت».

وسجلت صادرات المنسوجات نحو 3.7 مليار دولار خلال عام 2019، ولكن نتيجة أزمة كوفيد ــ 19 انخفضت صادرات القطاع إلى 1.25 مليار دولار فى عام 2020 ثم ارتفعت بنسبة 25% خلال 2021 لتصل إلى 1.56 مليار دولار وفقا لبيانات المجلس التصديرى للغزل والمنسوجات الصادرة فى فبراير من العام الماضى.

قال محمد عبدالسلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إن الإنتاج المنتظر من المصنع الجديد يساهم فى تقليل كميات الاستيراد من الغزول متوسطة السمك التى تستورد مصر كميات ضخمة منها.

وتابع أن التطورات التى تحدث فى مصانع الغزل والنسيج بالمحلة ستساعد مصر على تصدير الغزول الرفيعة التى يتم إنتاجها من الأقطان طويلة التيلة التى تتميز بزراعتها فى الوجه البحرى وتدخل فى صناعة الأزياء الراقية، بعدما أدى ضعف معدات الإنتاج إلى تراجع سمعتها عالميا فى إنتاج تلك الغزول وانخفاض حجم إنتاجيتها منها.

وأوضح أن تردى أوضاع صناعة الغزل والنسيج فى مصر دفع مصانع الملابس لاستيراد 55% إلى 60% من الغزول، حيث الطاقات الإنتاجية ضعيفة ولا تلبى سوى 40% حاليا.

وطالب «عبدالسلام» بضرورة التوسع فى زراعة القطن قصير التيلة والذى أصبح الآن يستحوذ على 80% من مدخلات صناعة الملابس العالمية بينما 20% للأقطان طويلة التيلة، مشيرا إلى أن التوسع فى زراعة القطن قصير التيلة لن يتحقق إلا بمنح حوافز للفلاحين وسعر عادل لشرائه مرتبط بالأسعار العالمية.

وقال أحمد شعراوى عضو غرفة الصناعات النسجية، إن تطوير مصانع الغزل والنسيج سيحسن جودة الغزول المنتجة، خاصة أن ضعف جودتها طوال الفترة الماضية أدى إلى عزوف مصانع الملابس المحلية عن شرائها والاتجاه إلى الاستيراد من الخارج.

وأضاف شعراوى أن توقعات زيادة إنتاج الغزول فى ضوء المصانع الجديدة يتطلب تعميق التصنيع المحلى، وتحقيق قيمة مضافة له بدلا من تصديره للخارج.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك