أعلنت مصر أمس الأربعاء عن اكتشاف مخزون نفطي قادر على إنتاج 8 ملايين برميل، وذلك تتويجا للمساعي المصرية في استثمار حقول النفط المتقادمة واستخراج ما تبقى فيها من المخزون الإضافي، لدعم الاقتصاد المصري، حيث ستتحول لصادرات نفطية كما إنها تنعش الاستهلاك المحلي من البترول.
وبعد هذا الاكتشاف تتبين أهمية خليج السويس الذي حولت خصائصه الجيولوجية لمنجم ذهب حقيقي.
وتستعرض جريدة الشروق أهم المعلومات عن نفط خليج السويس واستفادة الدولة منه عبر عشرات السنين، نقلا عن موقعي وزارة البترول المصرية، وهيئة الاستعلامات المصرية، والتقرير النفطي لوزارة الداخلية الأمريكية.
-أهمية خليج السويس
يمتاز الخليج بمميزات طبيعية حيث تنتشر فيه الصخور الرسوبية القابلة للاحتفاظ بالنفط، كما يحتوي العديد من طبقات الصخور من عصور قديمة مختلفة، وهي التي تنتشر فيها زيوت النفط الخام، بجانب احتواء الخليج على ذلك المخزون من النفط فإن نفط السويس يمتاز بقربه من سطح الأرض ما يسهل استخراجه.
-الاستفادة المصرية من الخليج
تعتبر مصر من أولى الدول استثمارا بالحقول البحرية في الشرق الأوسط، حيث تم اكتشاف حقول خليج السويس في ستينيات القرن الـ19، ولكن بدأ استخراج نفط السويس عام 1909، حيث تم حفر 1900 بئر نفطي بالخليج والمناطق المحيطة به، مقسمة على نحو 122 حقلا نفطيا مختلفا.
يذكر من أهم وأكبر حقول خليج السويس "حقل المرجان، وحقل أكتوبر، وبلاعيم، ويونيو".
ويعتبر خليج السويس ثاني مصدر للنفط السائل بمصر بعد الصحراء الغربية، إذ يمثل الخليج ربع الإنتاج المصري من النفط.
وعانت الحقول المصرية بداية الألفينات من تراجع كمية المخزون النفطي؛ نتيجة كثرة الاستهلاك، إلا أن عدد من الاستكشافات أظهر وجود كميات إضافية، وكان ذلك بداية لانطلاق ما يعرف بمشروعات تنمية الحقول المصرية المتقادمة، والذي ركز على خليج السويس، وجنوب سيناء، وانطلق المشروع عام 2023 مانحا عدة شركات دولية امتيازات تنقيب نظرا لما تملكه الشركات الدولية من تقنيات متقدمة لكشف النفط.
وتجدر الإشارة إلى أن خليج السويس قد شهد اكتشافين نفطيين بالسنوات الأخيرة، وهما البئر المكتشف جنوبي منطقة جيسوم عام 2020 بكمية تكفي 2000 برميل يوميا، وقد تبع ذلك الاكتشاف العثور على بئر آخر غربي جيسوم بالمياه العميقة يكفي لـ2500 برميل نفط يوميا.
وكان للاكتشافين المذكورين دورا في تشجيع الاستثمار وتوسيع عمليات التنقيب في خليج السويس رغم تقادم حقول النفط فيه.