أقيمت في جناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوب للمعرفة، جلسة نقاشية حول نص "الخواجاية" للكاتبة المصرية فيموني عكاشة، بحضورها والكاتبة والمخرجة الفلسطينية ليالي بدر، وحاورهما الكاتب محمود بركة، وحملت الندوة عنوان "الكتابة الغيرية المكان والشخوص".
وقالت فيموني عكاشة، في البداية: "الرغبة في الكتابة بدأت عندما شعرت بهاجس إني أنسى حكايات والدتي، خاصة بعد مروري بتجربة مع والدتي قاسية بعد إصابتها بخرف الشيخوخة تدريجيا، وهي كانت حكاءة ممتازة قبل ذلك، كانت تُثري مسامعي بحكايات عن طفولتها وشبابها في هولندا والمحلة، وأردت توثيق الحكايات قبل تلاشيها، لذلك قررت تدوين كل ما كانت ترويه لي".
وأضافت: "النص لم يخلو من الخيال أيضا، كان فيه أشياء كان لازم ألجأ فيها للخيال، ولكنه نابع من حقيقة، مثل الحوار الأول أثناء لقاءها مع والدي".
الكاتب أو الفنان عامة يستنطق التاريخ عندما يكتب، ومن هنا تتقاطع ليالي بدر وفيموني عكاشة في أساليبهما التوثيقية رغم اختلاف الأسلوبين، الكتابة والإخراج، وقالت ليالي: "استنطاق التاريخ لا يخلو من الخيال بالفعل".
وقالت ليالي "الذاكرة عند الفلسطيني عمود أساسي، لأن نحن نمتلك سرديات كثيرة تواجه السرديات الإسرائيلية".
وتطرق النقاش إلى أهمية السرديات والذاكرة وتوثيق التاريخ من منظور ذاتي، من خلال تماس الأحداث السياسية الكبرى مع المواقف الشخصية للشخصيات الواردة في النص.
وقالت فيموني: "أثناء الكتابة نستكشف جوانب مختلفة للأشخاص الذين نكتب عنهم، لأن كل شخص له منظوره الخاص وسرديته الخاصة، فإذا قرر أخي على سبيل المثال الكتابة عن أمي الخواجاية اعتقد سوف يخرج نص مختلف تماما عن ما كتبته".
وعن كيفية تطوير الكتابة الغيرية وحماية الذاكرة والواقع، قالت ليالي: "الصدق هو الأساس، إلى جانب الشجاعة والجرأة، وجزء من الكتابة الغيرية هو كتابة عن الحال الذاتية للكاتب أيضا، فقد ساعدتني الكتابة على الشفاء الشخصي".
استكملت فيموني الحديث في نفس السياق: "الكتابة استغرقت ٣ سنوات حتى انتهي من النص كاملا، اول عام كتبت النص كاملا والعام الثاني كنت اسجل ما أتذكره، والسنة الثالثة تضمنت التعديل، وكنت قلقة في البداية أن تكون السيرة التي سجلتها عن أمي مملة بالنسبة للقارئ، ولكن عندما اطلع أصدقاء وكتاب على العمل وأبدوا إعجابهم وثقت بالنص أكثر وخاصة دعم الأستاذ محمد المخزنجي بعد قراءته للنص".
وقالت فيموني: "الكتابة الغيرية جعلتني استكشف أمي من جديد واستكشف ذاتي وتجاوزت الآلام الشخصية التي كنت أمر بها".
وفي نهاية الجلسة تطرقت ليالي للحديث عن فيلم "من المسافة صفر" الذي يضم ٢٢ فيلم قصير، وهي مشاركة بصناعة إحدى الأفلام في العمل، الذي وصل إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار فئة الفيلم التسجيلي. واختتمت حديثها عن مصر، وقالت "مصر هي الدولة الوحيدة بالعالم اللي تقدر تدمج أي شخص وتخرجه بالقلب المصري المحب، مصر تختلف عن أي دولة بالعالم".
حضر الندوة أحمد بدير مدير عام دار الشروق، وأميرة أبو المجد الناشرة والعضو المنتدب لدار الشروق، ونانسي حبيب مسئول النشر بدار الشروق، والكاتب الصحفي سيد محمود، والكاتب عبد الوهاب الحمادي.
يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد إقبالاً جماهيريا كبيرا، حيث ينتظر محبو القراءة هذه الاحتفالية الثقافية سنويا لما تضمه من فعاليات وأنشطة وفرصة للاطلاع والثقافة في ظل تنافسية دور النشر على عرض أبرز ما لديهم من منشورات حديثة وقيمة.
ويستقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب زواره يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً، وتحل سلطنة عمان "ضيف شرف" الدورة السادسة والخمسين من المعرض، واختارت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض العالم الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.