أصدر جهاز شؤون البيئة برعاية اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، الأحد الماضي، قرارًا بإغلاق طواحين الهواء المستخدمة في توليد الطاقة من الرياح؛ لحماية الطيور الحوامة المهاجرة، طبقًا للمعاهدات الدولية، وللحفاظ على أسراب الطيور خلال رحلتهم من العواصف والأمطار والرياح.
وفي السطور التالية نرصد أسباب توجه الطيور المهاجرة إلى مصر، وأنواعها، ودور الحكومة المصرية في الحفاظ عليها، طبقًا لإحصائيات "ايجيبشيان جيوجرافيك".
• لماذا تختار الطيور المهاجرة مصر؟
تمتلك مصر موقعًا جغرافيًا فريدًا؛ جعلها مقصدًا للطيور المهاجرة، التي تهرب من برد الشتاء في أوروبا، وتهاجر إلى مصر مرتين سنويًا، خلال فصلي الربيع والخريف، لذا يعد وادي النيل المركز الثاني ضمن أفضل مسارات هجرة الطيور في العالم.
كما تتمتع مصر بموقع استراتيجي هام، حيث يمر خلالها الأخدود الإفريقي العظيم، وهو بمثابة أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، ففيه تتنوع البيئة ما بين الأراضي الرطبة والمسطحات المائية والجزر البحرية والوديان الصحراوية والجبال عالية الارتفاع.
وأهم تلك المواقع: "بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، بحيرة قارون ووادي الحيتان بالفيوم، بحيرة الباردويل شمال سيناء، بحيرة أدكو إحدى البحيرات الشمالية، بحيرة البرلس، العين السخنة، بحيرة مريوط، جزر روابل البحر الأحمر، خزان أسوان، جزر الغردقة، سهل القاع جنوب سيناء، رأس محمد، جبل المغارة، جزيرة الزبرجد جنوب مرسي علم، وادي النطرون".
وفي فصل الخريف توجد بكثرة في محمية رأس محمد بشمال سيناء؛ بحثًا عن الدفء والغذاء، وفي فصل الربيع تكون الهجرة العكسية من إفريقيا إلى مناطق التكاثر، ويمكن رؤيتها بكثرة على سواحل البحر الأحمر، فيما تنتشر أعداد قليلة في أغلب أنحاء الجمهورية.
وتقضي الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، منتشرة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وعلى امتداد وادي النيل، في جنوب أسوان وبحيرة ناصر بالتحديد.
• مسار الهجرة
تعبر الطيور المهاجرة خلال رحلتها التي تمر بمصر، منطقة وادي الأردن، وصولًا إلى سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
وتتم عملية الهجرة خلال 3 مسارات، أحدها من خلال ممرين بخليج السويس، الأول يمر أسفل وادي النيل، والآخر من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، أما الممر الثالث هو الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن وصولًا إلى باب المندب، ويتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين، وتستكمل مسارها في شرق إفريقيا.
• رحلة الهجرة داخل مصر
تأتي جماعات الطيور المهاجرة كل عام من أوروبا إلى شرق آسيا، وتمر بالبحر الأحمر في مصر، وتتخذ 5 مناطق رئيسية داخل مصر، وهي العين السخنة، السويس، رأس محمد، سهل القاع، جبل الزيت، في محاولة للربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في إفريقيا.
• أعداد الطيور المهاجرة إلى مصر وأنواعها
يمر بمصر أكثر من 2 مليون طائر، في فصلي الربيع والخريف، ينتمون لأكثر من 500 نوع، منها ما يزيد عن مليون طائر من الطيور الجارحة، و37 نوعا من الطيور الحوامة، و66 ألف بجعة، و500 ألف لقلق أبيض.
• أنواع الطيور المهاجرة
يزور مصر كل عام أكثر من 500 نوع من الطيور المهاجرة، منها:
- طائر القلق الأبيض
طائر أوروبي يهاجر إلى المناطق الدافئة ببلاد الشام وشمال إفريقيا وتركيا وهو أحد أشهر الطيور الوافدة إلى مصر، يأتي في فصل الربيع ويرحل في الخريف ويتواجد في الدلتا والصعيد.
- طائر الصرد أحمر الظهر
ويطلق عليه المصريين اسم "دقناش الأكحل"، يأتي إلى مصر في الخريف ويمكث عدة أسابيع، ويوجد في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار.
- طائر السمان
يعيش في أوروبا ووسط وغرب إفريقيا، ويهاجر إلى مصر في الشتاء، يوجد دائمًا على الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي، ويعتقد البعض أنه جزء من الطعام الإلهي" السلوى" الذي منحه الله لبني إسرائيل بعد هروبهم من سيناء كما ورد في القرآن الكريم والكتاب المقدس.
- طائر أبو الفصاد
يأتي إلى مصر في الشتاء والربيع ويعود إلى أوروبا في أواخر شهر مايو، حيث فترة التخصيب والفقس، ثم تربية الصغار.
- الهدهد
يوجد منه نوعين هجين في مصر، ويفد إلى مصر في الخريف، ويكون في فترة التزواج حيث الطقس المناسب له.
- طيور مهددة بالانقراض
يوجد نحو 5 أنواع من الطيور المهاجرة مهددة بالانقراض ومنها:
1. صقر الغزال
يأتي من أوروبا مرورًا بآسيا الوسطي، ويصل إلى مصر ومنها إلى شبة الجزيرة العربية وإثيوبيا، مهدد بالانقراض نتيجة للصيد الجائر وعملية التدريب على الصيد، والتي تتم بشكل غير احترافي يؤدي إلى موته.
2. طائر دراسة الشعير
من الطيور الأوروبية التي تهاجر إلى مصر في الصيف للتكاثر، ويعد للطعام في فرنسا ومصر ما جعله في قائمة الطيور المهددة بالانقراض.
3. طائر الوروار
منذ سنوات تغنت السيدة فيروز بطائر الوروار، ذلك الطائر الصغير الذي يستخدم في المنازل للزينة.
تأتي طيور الوروار إلى مصر وتظل بها 6 أشهر، من بداية أبريل حتى نهاية سبتمبر، ويستخدمه المصريون لأغراض التربية والزينة، وأحيانًا ما يُصطاد للأكل.
• الجهود المصرية لحماية الطيور المهاجرة
تبذل الحكومة المصرية جهودًا كبيرة للحفاظ على تلك الثروة القومية، من خلال سن القوانين الصارمة لمنع التعدي على الطيور، مثلما فعلت مؤخرًا وأوقفت الطواحين الهوائية القريبة من مسارات الطيور، كما تحاول مصر الاستفادة من موسم الهجرة من خلال مشروع "صون الطيور الحوامة"، للترويج للسياحة، من خلال تجهيز نقاط لمشاهدة الطيور المهاجرة في مواسم مختلفة.