وصف نفسه بصاحب قلب ميت.. بشير الديك وآخر حديث له مع «الشروق» - بوابة الشروق
الجمعة 3 يناير 2025 11:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وصف نفسه بصاحب قلب ميت.. بشير الديك وآخر حديث له مع «الشروق»


نشر في: الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 - 1:41 م | آخر تحديث: الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 - 1:41 م

رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، السيناريست بشير الديك، بعد صراع طويل مع المرض، تاركا إرثا فنيا كبيرا وقائمة طويلة من الأعمال الهامة، لعل أبرزها الحريف وليلة ساخنة وضد الحكومة، فهو أحد رواد مدرسة الواقعية الجديدة.

وخص الراحل "الشروق" بأحاديث كثيرة عن أعماله وأهم محطاته، واليوم ننشر آخر حديث له أجراه مع "الشروق" بمناسبة عرض فيلمه الرسوم المتحركة "الفارس والأميرة"، الذي أخرجه بنفسه. وتحدث في حواره عن كواليس أعماله وسعيه المستمر لخوض مشاريع وتجارب جديدة ومختلفة.

وقال بشير الديك لـ"لشروق": "طول عمري وأنا لا أخاف شيئا، وقلبي ميت، لا أخشى المغامرة بل أعشقها، ولا أتردد في خوض أي تجربة جديدة، ولي في هذا تجارب عديدة، منها حينما فاجأت الجميع بأعمال تحتوي على أفكار جريئة وغير مسبوقة مثلما حدث مع مسلسلي كفر عسكر وظل محارب".

وأضاف: "قليلون هم من يعلمون أنني لم أدرس سينما في حياتي، فأنا تخرجت في كلية التجارة، التي منحتني طوال 4 أعوام فرصة القراءة بشكل نهم، خاصة في مجال الأدب، فلم أكن أحب هذه الدراسة وكنت أحصل على درجة مقبول، وأركز كل اهتماماتي في تنمية موهبتي الأساسية في الكتابة ومتابعة الأفلام السينمائية وقراءة كل الكتب التي تحدثت عن هذا الفن وصناعته، وفي أول تجربة سينمائية لي، كتبت قصة، أجمع كل من قرأها أنها أقرب للسيناريو، وبعدها بدأت رحلت التعاون بيني وبين المخرجان عاطف الطيب ومحمد خان، وغيرهما، واستطعت معهما ان أؤسس لمدرسة سينمائية مصرية جديدة، الكل اتفق على مكانتها الكبيرة وإنجازاتها التي لا تنسى".

وأكمل: "من خلال تعاوني مع هذين المخرجين، وغيرهما، حصلت على ثقافة سينمائية كبيرة، خاصة أنهما كانا يشركوني في كل تفاصيل العمل بداية من معاينة اماكن التصوير، واختيار عدسات الكاميرات والمونتاج وغيرها، ولذلك حينما وجدت أن المخرج المرشح لفيلمي "سكة سفر" لن يندمج مع الفكرة، ولن يستطيع ترجمتها، قررت فورا أن أخرجه بنفسي، والحمد لله حقق نجاحا كبيرا، وتفوقت على كثيرين ممن تعلموا بمعهد السينما وغيرها بشهادة الجميع، وبعد هذا الفيلم أخرجت "الطوفان" حتى ظن الراحلين عاطف الطيب ونور الشريف انني سأتولي إخراج كل أفلامي، لكني توقفت وعدت للاكتفاء بكتابة السيناريو، وقلت أنني لن أخرج إلا العمل الذي أحبه وانفعل معه كمخرج".

وأشار: "ومن هنا جاءت فكرة إخراجي لفيلم "الفارس والأميرة" الذي بدأنا العمل فيه في نهاية التسعينات، فكنت حينها أجهز لفيلم روائي، لكن طلب مني صديقي المخرج الراحل محمد حسيب أن نقدم معا فيلم رسوم متحركة، ولكي يقنعني جعلني أشاهد مجموعة من أفلام الرسوم المتحركة الكبيرة مثل فيلم "انستازيا"، فانبهرت بشدة، فالأفلام شديدة في الرقي والجمال بألوانها وسحرها وطريقة التمثيل، وكانت الجهة المنتجة وهي سعودية متحمسة لعمل فيلم كارتون يتناول قصة محمد بن القاسم الثقفي الفارس العربي الذي حرر نساء وأطفال عرب من أسر قراصنة المحيط الهندي وهو عمره 15 سنة، وبعدها بسنتين فتح بلاد السند كلها، وأحب أميرة هندية في خلال الأحداث وتزوجها، ولم أكن أعرف عنه شيئا، فقمت بقراءة كتب عنه، وشرعت في كتابة السيناريو، لكن توفي المخرج محمد حسيب، فاقترحت عليّ الجهة المنتجة أن أتولي المهمه، ورغم حماسي للتجربة وحبي لها، لكن اخترت أن أجرب نفسي في فيلم لا تزيد مدته عن 10 دقائق، وتم عرضه في مهرجان سينما الأطفال وانبهر الجميع به، ودوى تصفيق شديد بقاعة العرض، وطلب كثيرون إعادة عرضه وفزت بجائزة، وهنا قررت أن أتصدى للتجربة فى فيلم طويل كتابة وإخراج".

وواصل: "نجحت في عمل توليفة فنية جميلة من كبار النجوم منهم سمير غانم وابنته دنيا سمير غانم التي تغني 4 أغان من أجمل ما يكون بالفيلم، وهناك أيضا مدحت صالح وماجد الكدواني ومحمد هنيدي، وعبد الرحمن أبو زهرة وعبلة كامل، وانتهيت في البداية من تسجيل الصوت بالكامل، وقام رسام الكاريكاتير الراحل مصطفي حسين برسم كل الصور، ولكن توقفنا كثيرا أثناء مرحلة التحريك، بسبب ظروف إنتاجية، فكنا نعمل ثم نتوقف، خاصة أننا كنا نعمل بطرية 2d وهي طريقة صعبة لأنها تجرى على الورق وليس عبر جهاز الكمبيوتر وتحتاج لجهد خيالي، لكن النتيجة تكون مبهرة وأفضل من طريقة الـ3D، وظللنا هكذا على مدار 20 عاما، نعود ثم نتوقف، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وقررت الشركة المنتجة خروج العمل للنور.

وأعلنت أسرة السيناريست الكبير بشير الديك، عن وفاته اليوم، بعد صراع مع المرض، وذلك عن عمر يناهز 80 عاما.

بشير الديك، كاتب وسيناريست ومخرج، ولد في دمياط عام 1944، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1966، وبدأ مسيرته من باب "الأدب" حيث كتب العديد من القصص التي نشرت في مجلات وصحف ودورات أدبية مختلفة ، إلى أن جاءته فرصة الكتابة للسينما.

ويعد بشير الديك واحدًا من أبرز جيل الثمانينات في السينما المصرية، وقد امتلك مجموعة من أهم أفلام هذه المرحلة، وتعاون فيها مع مخرجين كبار مثل محمد خان وعاطف الطيب وغيرهما، كما تم انتخابه رئيسًا لجمعية الكتاب والنقاد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك